( نص + فيديو ) كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام وآخر المستجدات 1440هـ
https://www.youtube.com/watch?v=tBEKIwovXuo&list=PLRhimuOBL8-DI3
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نتحدث في كلمتنا عن ثلاثة عناوين رئيسية:
الأول عن ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام.
والثاني عن المستجدات في الوضع العسكري.
والثالث عن المستجدات في الوضع الاقتصادي.
وبداية الحديث يتعلق بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، ونتحدث عن هذه المناسبة وكما كررنا في المناسبات الماضية باعتبار هذه المناسبة ليست مجرد حادثٍ تاريخي قد مضى وانقضى ولم يعد هناك من حاجة للحديث عنه، الأحداث التاريخية المهمة مثل هذه المناسبة ومثل ذكرى عاشوراء ومثل ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام وسائر المناسبات المهمة، المهمة باعتبار أثرها في التاريخ وباعتبار من تتعلق بهم هذه المناسبة بطبيعة ما يربطنا بهم كرموز عظماء من رموز الإسلام، هذه الأحداث وهذه المناسبات لها علاقة بواقعنا، ولها صلةٌ بنا من جوانب متعددة.
أولاً أن الحاضر هو امتداد للماضي وهو وليد للماضي وليس منفصلاً عنه، وما نحن عليه اليوم كأمة إسلامية في كل ما نحن عليه وفي كل ما نعانيه إنما ذلك هو امتداد للماضي وبكل اتجاهات الماضي، حالة الطغيان بقيت ممتدة في هذه الأمة عبر الأجيال في اتجاهاتها بحسب ماهي عليه من ثقافة من أفكار من اتجاهات من رموز، مسار امتد الأمة، مسار له أتباعه له فلسفته له ثقافته له رموزه وله أيضاً أتباعه، والامتداد للحق في مبادئه في قيمه في أخلاقه كذلك بقي قائماً في واقع الأمة عبر الأجيال، وكذلك مبادئ ومنهج ورموز امتدت الأمة في كثير من أبنائها في التمسك بهذا المسار والاتجاه على أساسه.
ثم كذلك عندما نعود إلى التاريخ لأخذ العبر والدروس، والتاريخ غنيٌ في أحداثه كلها وفي مراحله بأجمعها غنيٌ بأهم الدروس وأهم العبر التي نحتاج إلى الاستفادة منها في واقعنا المعاصر وتجاه مانعانيه في هذه المرحلة، ثم أيضاً ما يربطنا بالرموز والأعلام الذين نتحدث عن أحداث ذات علاقة بهم وذات صلة بهم، باعتبارهم الأعلام الذين نتطلع إلى الاهتداء بهم باعتبارهم الامتداد الأصيل للإسلام، حملوه ثقافةً نقيةً صافيةً وحملوه روحيةً وحملوه أخلاقاً وجسّدوه مواقف، فنحن نتطلع إلى الاستفادة منهم إلى التأثر بهم إلى الإقتداء بهم إلى الانتفاع بهم فيما قدموه وفي عطائهم العظيم الذي بقيت آثاره ممتدةً عبر الأجيال.
وعندما نتحدث عن الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام وعن نهضته وعن استشهاده فنحن نتحدث عن محطة تاريخية مهمة هي كذلك غنية جداً بالدروس والعبر ذات الأهمية القصوى التي نحتاج إليها في نفس واقعنا وبطبيعة ما نواجهة من تحديات، وعندما نتحدث عن الإمام زيد عليه السلام نتحدث باختصار جداً لأن هناك الكثير مما يُعرّف به كتب تاريخية أصبحت مدرسته مدرسة مشهورة معروفة في واقع الأمة، وهو كذلك ليس رجلاً مغموراً، الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام هو يحظى بمكانة كبيرة في أوساط الأمة بمختلف اتجاهاتها الفكرية والثقافية له مكانته المرموقة والعظيمة والمتميزة وجلالته وقدره معلومٌ بين أبناء الأمة، على مختلف المذاهب والاتجاهات، وبالتالي نتحدث باختصار.
الإمام الشهيد زيد والده هو الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين وجده هو سبط رسول الله الحسين عليه السلام وجده الأعلى هو الإمام علي عليه السلام أمير المؤمنين، وكل منْ هولاء معروفٌ في أوساط الأمة قاطبة، من الذي يجهل أحداً من هولاء فيما كانوا عليه وهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وأعلام الأمة وأعلام الهداية، والإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام ولد في هذه البيئة وتربى عند والده زين العابدين الذي اعتنى به وبتربيته ومن واقع نظرةٍ ملؤها الأمل بهذا المولود أنه سيكون له دورٌ ومتميزٌ وحركة كبيرة في واقع الأمة، ولذلك في ظل تلك الأجواء أن الإمام السجاد التربية التي حظى بها زيدٌ عليه السلام من والده زين العابدين في أعظم أجواء يمكن أن نتخيلها أو نتحدث عنها يحظى فيها الإنسان بتربية فريدةٍ ومتميزة، أي تربية عند زين العابدين عليه السلام إلا تربية على الإيمان وتربية على التقوى وتربية على قيم الإسلام ومبادئ الإسلام وفي تلك الأجواء المباركة والربانية في بيت النبوة حظي الإمام الشهيد زيد عليه السلام بأعظم تربية، وهو في نفسه بما أعطاه الله من ملكات وما أعطاه من قدرات وما هُيأ له في نفسه كان على مستوى قابلية كان ذو قابلية عالية جداً للتفاعل الكبير مع تلك التربية، فتربى وتعلم ونشأ في أحضان والده زين العابدين عليه السلام ثم عند أخيه الأكبر الإمام الباقر عليه السلام وأستفاد منه وتعلّم منه كذلك.
في ظل هذا الجو نشأ نشأة إيمانيةً راقية بكل ما تعنيه الكلمة، وكان أثر هذه التربية الإيمانية فيه وفي سلوكه وفي روحيته أثراً عظيماً وبارزاً، لدرجة أنه قال عليه السلام” والله ما كذبتُ كذبةً منذ عرفت يميني من شمالي، وما انتهكت لله محرماً منذ عرفت أن الله يُعاقب عليه” نشأة عظيمة جداً على الصدق على الطهارة على الزكاء على التقوى على الاستقامة نشأة إيمانية راقية جداً لهذه الدرجة من الاستقامة، في ظل هذه النشأة وفي ظل هذه التربية في ظل هذا الجو الإيماني المفعم بالإيمان والهداية والتزكية نشأ الإمام الشهيد زيد عليه السلام نشأة طيبة مباركة إيمانية، وعُرف في الأوساط الإسلامية منذ وقتٍ مبكر بما هو عليه من الزكاء والطهر والتقوى والعلم والمعرفة وعُرف بميزة ذات أهمية كبيرة جداً، وهي ولَعَهُ الشديد بالقرآن وعلاقته الوثيقة بالقرآن الكريم واهتمامه المتميز بكتاب الله سبحانه وتعالى، وغير غريب عليه هذا وهو يتربى في أحضان بيت النبوة الذين هم قرناء القرآن وهذا الاقتران بالقرآن منهم اقتران وثيق، اقتران الفكرة اقتران الثقافة اقتران المبدأ اقتران الخُلق اقتران العمل اقتران الموقف اقتران في مسيرة الحياة بكل تفاصيلها.
فلذلك عُرف الإمام زيد عليه السلام من مرحلة مبكرة في المدينة المنورة بأنه “حليف القرآن” تعبير عن هذه الصلة الوثيقة جداً وعُرف حتى من خلال أسلوبه في المحاورة والمناظرة والتعليم والاحتجاج مدى ارتباطه الوثيق بالقرآن الكريم كيف كان القرآن الكريم حاضراً بشكل كبير في منطقه في حديثه في عِظته في احتجاجه في تعليمه حضور بارز جداً، وأثر كبير في روحيته، عرف عنه الخشية العظيمة من الله سبحانه وتعالى فكان في أجواء قرآنية يعيشها مع كتاب الله يصل إلى حالة الإغماء عليه من خشية الله، وكان من أبرز تجليات التأثير القرآني في الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام كان من أبلغ تجليات التأثير القرآني في روحيته وفي ثقافته وفي نظرته وفي اهتماماته ما كان عليه من الاستشعار الكبير للشعور بالمسؤولية المسؤولية تجاه هذه الأمة فيما هي عليه فيما تعانيه في ضرورة تصحيح وضعها وإصلاح واقعها، وفي ضرورة العمل على دفع ماتعانيه من ظلم وعلى مواجهة الطاغوت والاستكبار المتمثل بالطغيان الأموي، على ضرورة العمل لإنقاذ هذه الأمة فيما تعانيه من ظلم واستعباد وقهر وعلى ضرورة العمل على إحقاق الحق وإقامة العدل، والعمل على إيصال الحق إلى الأمة في كل أوساط الأمة في كل مناطق الأمة بعد أن أدغل بنو أمية في هذا الدين وحرّفوا مفاهيمه وقدموا مفاهيم باطلة بديلة عن المبادئ الحقيقية للحق وسعوا إلى إفساد الأمة في واقعها التربوي وفي واقعها الأخلاقي إلى آخره.
فالإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام بلغ بأثر القرآن فيه في مدى اهتمامه بأمر الأمة والتفاتته إلى معاناتها واستشعاره لأهمية إصلاح واقعها أن قال كلمته الشهيرة التي وثقها التاريخ وبقيت متنقلة في أوساط الأمة جيلاً بعد جيل ” لوددت أن يدي مُلصقةٌ بالثريا ثم أقع إلى الأرض أو حيث أقع فأتقطع قطعةً قطعة وأن الله يصلح بذلك أمر أمة محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)” هذه الروح من الاهتمام الكبير جداً لصلاح أمر الأمة وإنقاذ الأمة وإصلاح واقعها وتصحيح وضعيتها التي حملها الإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام والتي عبّر عنها بهذا التعبير، أنه يود لو أن يده ملصقةٌ بالثريا -تلك المجموعة من النجوم المرتفعة جداً في أعالي السماء- ثم يقع من على ذلك الشاهق البعيد جداً، إلى الأرض أو حيث يقع ويتقطع إرباً إرباً إلى قطعة قطعة وأن يكون في ذلك صلاح حال هذه الأمة، هذا هو أثر القرآن الذي يصنع عند الإنسان هذا الاهتمام العالي والكبير بأمر الناس، كيف بمن هم على مستوى عجيب جداً، من الجمود من البرودة من اللامبالاة بحال الناس وبأمر الأمة، مهما كان هناك من ضلال وطغيان وظلم وفساد وتدهور هائل في واقع الأمة وانحراف كبير ولا يرف لهم جفن ولا تهتز فيهم شعرة ولا يتألمون لا يحملون مثقال ذرة من الألم تجاه ذلك، يحملون حالة اللامبالاة أين هم؟ وأين أثر التربية القرآنية؟.
الإمام الشهيد زيد عليه السلام من واقع هذا التعلق بالقرآن وقد عُرف بحليف القرآن وهذا الارتباط الوثيق بالقرآن ثقافةً وفكرةً ورؤيةً ومبادئ وروحية وأخلاقاً وعملاً وسلوكاً وموقفاً هو الذي كان يقول عندما ينصحه البعض بالسكوت عن الكلمات الحساسة عن المواقف المعبرة عن الانتقادات التي يوجهها للطغاة عن سعيه لاستنهاض الأمة وإحياء روح المسؤولية فيها وتذكيرها بواجباتها واستنهاضها للتحرر من حالة الاستعباد ينصحه البعض هنا وهناك أن يسكت فيقول “والله ما يدعني كتب الله أن أسكت” ويقول “كيف أسكت وقد خُولف كتاب الله وتحوكم إلى الجبت والطاغوت” من هذا المنطلق يتحرك، أثر القرآن فيه كان نتاجه تلك النهضة المتميزة والعظيمة ذلك العطاء ذلك الاستعداد العالي للتضحية، تلك العزة الإيمانية التي كسر بها هيبة الطاغوت التي كانت قد سيطرت في واقع الأمة، والرهبة الهائلة من الطاغوت التي كانت قد كبلّت أبناء الأمة فلم يعد أحد منهم يجرؤ أن يتحرك في الاتجاه الذي يخالف ما عليه قوى الطاغوت.
الإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام وهو يعايش مرحلة خطيرة هو ولد عليه السلام سنة 75 للهجرة وكان خروجه عسكرياً في سنة 122 للهجرة النبوية، وكانت فترة مابين خروجه وماقبل ذلك إلى حين استشهاد جده سبط رسول الله الإمام الحسين عليه السلام ماينيف عن الستين عاماً، في تلك المرحلة كان الطغيان الأموي قد بلغ ذروته، ونحن تحدثنا في ذكرى عاشوراء وفي مناسبات متعددة عن خطورة بني أمية عن الطغيان الأموي عن ما أحدثه بنو أمية في واقع الأمة من انحراف كبير جداً وأضرار كبيرة على كل المستويات تربوياً وثقافياً وروحياً ونهضوياً وسياسياً، كانوا بَليّة على الدين وما أدق كلمة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود عندما قال “لكل شيء آفة وآفة هذا الدين بنو أمية” فعلاً مثلوا آفة على الأمة في دينها وبالتالي في كل شؤونها بالتالي في كل شؤونها إذا أُفسد على الدين على الأمة مفاهيم دينها بالتحريف والانحراف فسد إثر ذلك كل شيء ولم يسلم للأمة لا دين ولا دنيا.
الطغيان الأموي كان في عصر الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام قد بلغ ذروته وفي أيام هشام الطاغية الأموي والملك المتجبر والمتكبر الذي ورث حالة كبيرة من الطغيان ونمتْ في عصره هو وارث للطغيان وهو امتداد للطغيان الأموي الذي كان منذ بدايته يمثل شراً كبيراً ومستطيراً على الأمة شراً فظيعاً، الطغيان الأموي منذ تمكن بنو أمية وهم الذين يمثلون شراً كبيراً بكل ما عبر عنهم النص النبوي في اتخاذهم لعباد الله خولا فاستعبدوا الأمة وأهانوا الناس وأفقدوا المجتمع الإسلامي كل الشعور بالحرية والكرامة والعزة فقد شعوره بالحرية، فقد شعوره بالعزة، فقد أيضاً إحساسه بالكرامة، واستشعر الناس أنهم ملك لبني أميه وأنهم لا ينبغي لهم أن يخالفوهم في شيء، وأنه ليس لهم إلا أن يخضعوا لهم خضوعاً مطلقاً في كل شيء، وأن ينفذوا لهم كل ما أرادوه وشاؤوه، حالة من الاستعباد الفظيع والشنيع جداً، وحالة من تحويل الأمة بكل أبناءها ومقدراتها وطاقاتها إلى الاستغلال بأسوأ أشكاله وأفظع أحواله. هذه الحالة في ما الأمة عليه من اتخاذها خولا وفي تحريف مفاهيم الدين وفي الاستغلال المادي لثروات الأمة في الترف والبطر الذي كان عليه الطغاة من بني أمية، وفي شراء الذمم وكسب الولاءات من ضعفاء النفوس الذين كانوا يتمكنون من شرائهم فيجعلون منهم أذرعة عسكرية للبطش بالأمة والتجبر عليها، وأبواقاً ثقافية وفكرية للتضليل والتزييف والتحريف والتدجين عن طريق ما يقدّم باسم الدين وباسم الفتاوى الدينية ونحو ذلك.
وبالتالي الإمام زيد عليه السلام وهو يدرك هذا الخطر الأموي على الأمة، هذا الخطر الذي ألحق نكبات كبيرة بالأمة منذ يومه الأول، فقتل الآلاف المؤلفة من صحابة رسول الله وقتل عترة رسول الله واستباح مدينة رسول الله وقتل العشرات على قبر رسول الله حتى أغرقه بالدماء وفعل الأفاعيل ورمى الكعبة بالمنجنيق وعبث بالأمة، ثم اتجه إلى تحريف المفاهيم الدينية في جناية خطيرة جداً على الأمة امتدت آثارها السيئة إلى اليوم، يدرك خطورة ذلك الطغيان الأموي الذي لم يبق عنده أي خطوط حمراء أبداً استباح كل شيء، وانتهك المحرمات، وأحل حرام الله وحرّم حلال الله، واستباح عباد الله ونهب مال الله، وعبث كل العبث في واقع الأمة.
في عصر الإمام زيد عليه السلام كان هشام الملك الأموي المستكبر كما قلنا وارثاً للطغيان الأموي وفي ذروة استحكام القبضة الأموية على الأمة ومنذ فترة من استشهاد الإمام الحسين عليه السلام إلى تلك المرحلة كان بنو أمية قد تمكنوا من السيطرة المطلقة على واقع الأمة والتحكم بواقع الأمة، وحالة الأمة هي حالة رهبة أمام ذلك الطغيان وأمام ذلك الاستكبار، يحج هشام وفي أوساط الحجيج يخطب، تخيلوا ماذا يمكن أن يتخاطب به مع الحجاج الجو في بيت الله الحرام في الحج؟!! المشاعر والأجواء التي هي أجواء إيمانية أجواء يقول الله عنها (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) هذا من أهم أهداف الحج يخطب هشام في أوساط الحجيج فيقول ماذا؟!
هل يركز على الحث على تقوى الله؟! على طاعة الله؟! على إقامة العدل؟!! يقول في خطبته في أوساط الحجيج: والله لا يأمرني أحد بتقوى الله إلا قطعت رأسه، هذه خطبة الوالي في أجواء الحج، الأجواء الروحانية، الأجواء الروحانية يتحدث فيها هكذا، ما بالك لو لم يكن في أجواء الروحانية وأجواء الحج كيف ستكون حالة الطغيان؟!! يعني هذه الحالة بعد الطواف في البيت الحرام والأجواء في الحجيج والمشاعر المقدسة وربما إذا قد لان ولو شيئاً ما يقول: لا يأمرني أحد بتقوى الله إلا قطعت رأسه، يقضي على أي إنسان يوجه إليه الأمر بتقوى الله يعني أنه من تلك الفئة السيئة جداً التي تحدث القرآن عنها يقول الله سبحانه (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم).
فتخيلوا واقعاً يكون فيه من يقود الأمة الإسلامية من هو معني بالقرار فيها من هو قائم على تربية هذه الأمة على توجيه هذه الأمة على الأمر والنهي في هذه الأمة على تحديد سياسات هذه الأمة، على إدارة شؤونها بكلها في دينها ودنياها إنسان على هذا النحو من الطغيان والاستكبار والنزعة الإجرامية والجبروت والانحراف الرهيب جداً، يصل إلى هذه الدرجة.
الحالة في قصة وحكاية طغيان بني أمية هي غريبة جداً وصفحة سوداء قاتمة في التاريخ من يتأمل ما حدث فيها في مختلف المراحل يندهش يرى أمراً فظيعاً وشنيعاً لا نظير له.
لاحظوا في هذا العصر مثلا ونحن نرى الطغيان الأمريكي والإسرائيلي مثلاً أخشى ما نخشاه من الأمريكيين والإسرائيلي على مقدساتنا أن يستهدفوا مثلا، هم احتلوا المسجد الأقصى ونخشى منهم على المسجد النبوي وعلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، نخشى منهم على سائر مقدساتنا في مختلف بقاعنا الإسلامية نخشى منهم في الاستعباد لأمتنا، ونخشى منهم في تحريف مفاهيم ديننا بما ينحرف بالأمة عن الدين في مبادئه العظيمة والصحيحة والنافعة والمثمرة والتي هي كما أنزلها الله سبحانه وتعالى في كتابه على رسوله صلوات الله عليه وعلى آله نخشى منهم في بطشهم وجبروتهم واستباحتهم بالأمة في سفك الدماء وانتهاك الأعراض ونهب الثروة إلى غير ذلك.
كل هذا فعله بنو أمية لم يحترموا شيئا أبداً، يُسَب رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في مجلس هشام الأموي من جانب شخص يهودي حاضرا في المجلس حظي هذا اليهودي باستقبال وحفاوة في الترحيب على نحو من تلك الحالات التي شاهدناها من استقبال ترامب وغير ترامب من الحفاوة،في مصافحة الإسرائيليين من قبل مسؤولين سعوديين، ونحو من ذلك الحالة متشابهة حفاوة في الاستقبال والترحيب والاستضافة والإصغاء .
الملك هشام هذا في الحج يقول لا يأمرني أحد بتقوى الله إلا قطعت رأسه يحني بذلك الرأس إصغاءً وتواضعًا وتلطفًا تجاه يهودي مجرم وحاقد يسب رسول الله في محضره ويسيء إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فلا يعترض ولا بكلمة، الإمام زيد عليه السلام ينتهر ذلك اليهودي ويهدده، رسول الله هو مقدس مقدس في إيماننا في مبادئنا في ثقافتنا الإسلامية فذلك اليهودي يسب رسول الله ولا يضير ذلك هشاما ولا يغيظه ولا يزعجه ولا يرى في سب ذلك اليهودي لرسول الله أي مشكلة أبداً بل يتوجه ويغضب وينفعل ويستاء من الإمام زيد عليه السلام كيف ينتهر ذلك اليهودي الساب لرسول الله، صه لا تؤذِ جليسنا يا زيد، اسكت هذا جليسنا لا تؤذيه، نرى الامتداد لهذا النموذج في عصرنا الحاضر لأولئك الذين دائما ينحنون تنعطف ظهورهم ويكاد العمود الفقري أن ينكسر من الانعطاف ويحنون رؤوسهم لاستقبالهم ترامب وأمثال ترامب، وفي تعاملهم مع يهود صهاينة، وينظرون ويزمجرون ويتكبرون ويتغطرسون على أبناء أمتنا الإسلامية مدرسة واحدة، مدرسة الطغيان واحدة الامتداد للطغيان كان واحدا في كل عصر وفي كل جيل، هذا الواقع المأساوي للأمة والكارثي الذي لم يبق فيه شيء محترم ولا مقدس حتى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، أولئك المجرمون لا يحترمون رسول الله لا يحترمون مقدسات لا يحترمون الإنسان المسلم.
الإكبار، التقدير، الحفاوة، الأهمية هي لذلك اليهودي أو لذلك المجرم أو لذلك المنحرف، أما أبناء الأمة فإنهم يعيشون حالة من الإذلال والامتهان والقهر والاستعباد والفقر الشديد، تكدس أموال الأمة وتجبى من كل أقطار العالم الإسلامي ليستحوذ عليها الأمويون ويتصرفون فيها كما قلنا آنفا في البطر والترف والحكايات كبيرة عن ترفهم وبطرهم أو في شراء الولاءات وكسبها وشراء الذمم من ضعفاء الناس.
بهذا الواقع تحرك الإمام زيد عليه السلام وهو تحرك في البداية تحرُكًا ثقافياً وتحركًا علمياً لم يكن تحرُّكه فقط تحركاً عسكرياً، لا .
هو نهض وتنقل في عدد من البلدان وذهب إلى مكة وكانت له أنشطته في المدينة، تحرك إلى العراق، تحرك إلى الشام، وتحركاً واضحاً وبارزاً على مستوى النشاط التثقيفي والتوعوي وتصحيح المفاهيم المحرفة في واقع الأمة من علماء السوء وعلماء البلاط الخاضعين لبني أمية والتابعين لبني أمية، ونَشِط بشكل كبير في تبليغ الحق وكان صوتاً عظيماً ونقياً للحق، ثم في الأخير توج نشاطه بنهضته وحركته الواسعة في الأمة منادياً “عباد الله أعينونا على من استعبد أمتنا وخرَّب أمانتنا وعطل كتابنا” عطل كتاب الله، خلاص، خلى القران مجرد مكتوب، مداد مكتوب مغيب عن الساحة في الحياة وعن الواقع في الحياة.
تحرك بنهضته العظيمة، وهو قبل ذلك تم استدعاؤه إلى الشام من جانب الملك الأموي هشام وحين حضر إلى الشام خاطب هشاماً وقال له: “اتق الله يا هشام”، وقد عرف عنه وسمع عنه أنه أقسم أن لا يأمره أحد بتقوى الله إلا قطع رأسه فلم يرعوِِ منه، ولم يخف منه ولم يرتع أي لم يروعه ذلك من جانب هشام فيسكت، بل حرص على أن يكسب فضيلة أن يقول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر.
قال له: “اتق الله يا هشام” فقال له: “أو مثلك يأمرني بتقوى الله؟!” فقال: “إن الله لم يرفع أحداً فوق أن يؤمر بتقوى الله ولم يضع أحداً دون أن يأمر بتقوى الله”.
ثم هو بعد انتقاله إلى العراق ووصوله إلى الكوفة تحرك عليه السلام باهتمام كبير وبروحية عظيمة، ممتلئاً بألم كبير على واقع هذه الأمة مستنهضاً للأمة وتلك الحالة من الجمود والسكوت والإذعان قائلاً: “والله ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا” يسعى إلى أن يستنهض في الأمة روح التضحية روح الإباء، روح الكرامة، روح العزة ليحررها من حالة الإذلال و الاستعباد، وكان ينادي في الأمة بكلمته المهمة جداً والعظيمة “البصيرة البصيرة” يسعى إلى أن تستبصر الأمة.
الأمة أول ما تحتاج إليه دائماً هو الوعي والبصيرة لأن مشكلة الأمة أول ما تكون هي في هذه المسألة بالذات، الأمة أول ما تخسره وأخطر ما تخسره هو الوعي، الوعي والبصيرة، إذا فقدت الوعي والبصيرة أمكن أن تُدجن، أمكن لها أن تُخدع، أمكن لها أن تضل، أمكن لها أن تستعبد بفكرة وأن تقيدها فتوى خاطئة وأن تكبلها فكرة ضالة، فكرة ضالة تمثل حالة من القيود التي تجعل الكثير من الناس يسكتون ويستكينون ويتعطلون عن النهوض بالمسؤولية .
جانب المسؤولية جانب أساسي في الإسلام، المسؤولية في إحقاق الحق في إقامة العدل في مواجهة الظلم في مواجهة الطغيان في العمل على الدعوة إلى الخير، الأمر بالمعروف، وفي النهي عن المنكر، كلها مسألة مهمة في غاية الأهمية في الدين إذا عطل هذا الجانب من الدين ضاع كل شيء وطوعت بقية المسائل الدينية مسائل محصورة جوانب محدودة من الدين تطوع تستغل من جانب الطغاة والظالمين والمجرمين.
“البصيرة البصيرة ثم الجهاد” استنهض الأمة للجهاد، وقصته معروفة في التاريخ في خروجه عليه السلام في ما حدث من تخاذل الكثير من الناس في المعركة التي خاضها عليه السلام بكل إباء وعزة وباستبسال منقطع النظير، وفي النهاية استشهاده عليه السلام يوم أن وصل السهم الغادر إلى جبهته الشريفة قال عليه السلام “الشهادة الشهادة الحمد لله الذي رزقنيها” استقبل الشهادة بهذا الاستقبال كما استقبلها جده الإمام علي عليه السلام حينما قال: “فزت ورب الكعبة”. هذا استقبال من هو واثق بقضيته بموقفه بمساره بمنهجه بطريقته وبعاقبته المنتظرة “الشهادة الشهادة الحمد لله الذي رزقنيها”.
من أهم ما يجب أن نعيه جيدًا عن موقف الإمام زيد عليه السلام أنه بمثل ما عرف أنه حليف القرآن وموقفه بالتأكيد موقف قرآنيا، نحن معنيون كمسلمين في كل زمن في كل عصر أن يكون القرآن الكريم في هديه فيما فيه من أوامر وتوجيهات من الله سبحانه وتعالى في نوره، أن يكون هو الأساس الذي نرجع إليه دائما ونعتمد عليه وأن نحرص أن نتربى تربية القرآن التي تربينا على العزة وتحيي فينا روح المسؤولية.
ثم أن ندرك -عندما نتطلع إلى التاريخ- فنرى كيف كانت سيرته عليهم السلام كيف كانت حركة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، كيف كان رموز الإسلام العظماء وأعلامه الكبار الذين كانوا قرناء لهذا القرآن في مواقفهم، في تضحيتهم، في إبائهم، في عزتهم، في اهتماماتهم في تركيزهم الكبير على النهوض بالمسؤولية في اهتمامهم بأمر الأمة، لنعي أن هذا الخط أن هذا الطريق هو المنهج الأصيل والصحيح الذي يجب أن نسير عليه.
لأنه قد يأتي من الناس من يجعل من الجمود والسكوت والخنوع والاستسلام والذلة والعبودية للطاغوت مسألة إيمانية ودينية ولا ضير فيها ولا مشكلة فيها، وأنها الحالة التي يدعو الناس إلى أن يكونوا عليها.
البعض تربيته دعوته أسلوبه ثقافته تعليماته إرشاداته من واقع أنه يقدم نفسه كعالم دين، هو على هذا النحو يسعى بالناس إلى الجمود يربيهم على القعود يعطِّل فيهم هذا النهوض بالمسؤولية، يميت فيهم روح المسؤولية والاستشعار للمسؤولية يميت فيهم روحية الاستشعار بالمسؤولية، البعض الآخر أكثر من ذلك يدفع بالأمة لاتجاه الولاء للطغاة والمناصرة للظالمين والوقوف في صفهم ويجعل من ذلك حتى قربة إلى الله سبحانه وتعالى وعملاً صالحاً وعملاً عظيماً إما بأسلوب مباشر أو بأسلوب غير مباشر.
فنحن معنيون كمسلمين ونحن نعاني من الطغاة والجائرين والمستكبرين والظالمين، نعاني في هذا العصر من طغيان أمريكا وطغيان إسرائيل، وطغيان عملاء أمريكا وطغيان إسرائيل من المحسوبين على هذه الأمة، من منافقيها ومجرميها وطغاتها وأشرارها وسفهائها الذين وصلوا إلى موقع المسؤولية، وتربعوا على عرش الأمة، وتحكموا في إمكانات هذه الأمة، واستغلوا موقعهم في الحكم والسلطة بالتسلط على هذه الأمة، ثم نراهم كيف هم في معاملتهم لأبناء الأمة، مستكبرين ومتعززين ومتسلطين بالبطش والجبروت، أما أمام أمريكا فهم أذلاء وخانعين، في هذه الأيام يتحرك الرئيس الأمريكي ترامب ويتحدث في خطابات له بين جماهيره وهو يتباهى ويفتخر بأنه يتصل للملك السعودي ويطلق في اتصاله – حسب ما يتحدث عنه أمام جمهوره – عبارات فيها من الإهانة والسخرية والاستكبار والاستعلاء ما فيها، يقول له أنه لولا الحماية الأمريكية لما تمكنت من البقاء لأسبوعين، يتحدث عن أن النظام السعودي مدين في بقائه لأمريكا ولترامب شخصيا، يقول له عليك أن تدفع، لديك تريليونات، ادفع أكثر وأكثر، يسميهم بالبقرة الحلوب، ويتجه فعلا إلى حلبهم بشكل مستمر، وأكثر فأكثر، ويكاد ذلك الضرع أن يجف، وتراهم في حالة غريبة جدا من الخنوع، حتى أمام كلماته هذه، لا يجرؤون على أن يوجهوا ردا قاسيا أو كلاما قويا، أما في تعاملهم مع أبناء الأمة فهو ذلك التعامل السيئ.
نحن في هذا الزمن الذي نواجه فيه الطغيان، ونعاني فيه كأمة مسلمة وكشعب يمني من الطغيان الأمريكي الإسرائيلي والسعودي والإماراتي، من طغيان الطغاة بكل أصنافهم وأشكالهم وفئاتهم، نحن معنيون بأن نستلهم من القرآن الكريم ومن قرنائه العظماء، ومن الهداة والأعلام في تاريخنا، ما يزيدنا عزما وقوة وإباء، وما نكتسب به البصيرة والوعي، فلا يتمكن أحد من خداعنا، ولا من تضليلنا، ولا من الانحراف بنا، ولا من تدجيننا بفتوى أو بفكرة أو بثقافة، ويعبدنا للطغاة وللظالمين وللمستكبرين.
نحن معنيون بهذا، نحن في أمس الحاجة إلى أن نستلهم من زيد عليه السلام، وهو ذلك الذي تحرك ونهض بمسؤوليته واستشهد عليه السلام، وبعد استشهاده نبش من قبره، وصلب، فصل رأسه، وصلب جسده على جذع نخلة في الكوفة لفترة طويلة، وبعد ذلك أنزلوه بعد فترة طويلة من جذع النخلة، وقاموا بإحراق جثمانه، وذروه في نهر الفرات، زيد عليه السلام الذي كان له هذه المظلومية، والذي لم يتردد أبدا في أن يضحي في سبيل الله بروحه، والذي كانت ثورته امتدادا لثورة ونهضة جده سبط رسول الله الحسين بن علي عليهما السلام.
نحن اليوم معنيون أن ندرك أننا في الطريق الذي نسير فيه ونحن نواجه ونقارع الطاغوت الأمريكي والإسرائيلي وامتداده في الأمة، في النظام السعودي والنظام الإماراتي، نحن نسير في الاتجاه الصحيح، في الطريق الصحيح الذي هو طريق القرآن، وطريق قرناء القرآن، وطريق الرموز العظماء، طريق الأنبياء وطريق خاتم الأنبياء رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، كل الذين يحاولون أن ينحرفوا بنا عن هذا الطريق هم يريدون أن ينحرفوا بنا عن هذا النهج، عن القرآن، وعن رسول الله، عن عترة رسول الله، وعن أعلام الأمة، وصالحي الأمة، وهداة الأمة، وأخيار الأمة، وبالتالي نحن على ثقة مما نحن فيه من موقف، ومن الطريق الذي نسير عليه، أنه طريق الحق، وأنه الموقف الصحيح، وأنه الموقف الحكيم بمعيار القرآن، بمعيار الإيمان، بمعيار الحق، بمعيار الهداية وأعلام الهداية، وكذلك بمعيار المصلحة، بمعيار الفطرة الإنسانية التي فطرنا الله عليها، لنكون أحرارا في هذه الحياة، وأعزاء في الحياة، وكرماء في هذه الحياة، لا نقبل بالذلة، ولا نقبل بالاستعباد، ولا نقبل بالهوان، ولا نقبل بأن يتحكم بنا الطاغوت أيا كان هذا الطاغوت، هذا هو الاتجاه الصحيح الذي لا يمكن أن نندم على أي تضحية فيه أبدا، هذه هي الفطرة، وهذا هو الاتجاه الصحيح بمعيار المصلحة في واقعنا البشري، أين هي المصلحة لنا، أن نكون أحرارا أم مستعبدين، يستعبدنا السعودي الذي هو عبد للأمريكي، يستعبدنا الإماراتي الذي هو عبد صغير جدا وحقير جدا للأمريكي، أين هي مصلحتنا؟ أن نكون أعزاء أم أن نكون أذلاء؟ أين هي مصلحتنا بحسب مصلحتنا في الحياة وحتى في دنيانا، أن نكون شعبا لا قرار له، لا إرادة له، لا حرية له، يحتله الأجانب، يجعلون من أهم مناطقه في أهميتها الاستراتيجية مواقع عسكرية لهم، يأتي إلى قاعدة العند، إلى جزيرة ميون، إلى جزيرة سقطرى، إلى مواقع هنا وهناك، فيجعل منها مواقع عسكرية له، تلك للأمريكي وأخرى للبريطاني، وأخرى للإماراتي وأخرى للسعودي، يأتي إلى بقية الجزر في البحر الأحمر، إلى حنيش وإلى غير حنيش، ليحتلها ويفعل بها ذلك، يأتي إلى الثروات النفطية في شبوة، بلحاف وغير بلحاف، ويأتي إلى المنشآت ومنابع الثروة الوطنية، في حضرموت وفي غير حضرموت ليتحكم بها، ثم نبقى نحن كشعب نعاني أشد المعاناة، من الحصول على أسطوانة الغاز المنزلي، نعاني أكبر المعاناة في أن نحصل على عائد من ثرواتنا تلك، ليكون للمرتبات أو ليكون للأشياء الضرورية، لتوفير الاحتياجات الضرورية والإنسانية لنا كشعب يمني، لا نعود مستفيدين من شيء.
اتجاه الثورة ضد الطاغوت، والتصدي للطغيان، السعي للتحرر والاستقلال، الإصرار على أن نكون بمقتضى هويتنا الإيمانية أحرارا لا يستعبدنا أحد، ولا نكون عبيدا إلا لله الواحد القهار، هذا هو الاتجاه الصحيح ولمصلحتنا في الدين والدنيا، في الدنيا والآخرة، هذا هو الاتجاه الذي يستحق منا كل تضحية، وأن نصبر في سبيل تحقيقه على كل عناء، مهما كان هذا العناء.
ننتقل إلى العنوان الآخر في كلمتنا فيما يتعلق بالمستجدات على المستوى العسكري، بلا شك العدو مستمر في التصعيد، ولا يألوا جهدا وبالذات في معركة الساحل، هو يسعى إلى التصعيد بكل ما يستطيع، يحشد المزيد والمزيد من المقاتلين الذين اشتراهم بالفلوس، وللأسف كثير منهم من أبناء المحافظات الجنوبية، الذين يذهبون إلى معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ليس لهم فيها قضية، وليس لهم فيها مصلحة، وليس لهم فيها منفعة أبدا، يضحون بحياتهم وأرواحهم في مقابل الحصول على مبلغ زهيد، كيف يصل الإنسان إلى هذا المستوى عندما يفقد إحساسه بالكرامة! عندما يفقد الإنسان إحساسه بالكرامة لا يمانع بأن يبيع حياتهُ كلها ويبيع نفسهُ بكلها في مقابل ألف ريال سعودي أو ألفين ريال سعودي وأحيانا أقل البعض يمكن أن يرخص إذا تراجلوه شوية إذا ساوموه قليلا يمكن أن يقلل من ثمن نفسه بأقل ويذهب ليقتل في خدمتهم يبقى الإماراتيون في الخلف ويبقى الأمريكيون على مستوى أبعد.
الأمريكي يتواجد في عدن والبعض يتواجدون في عصب الإرتيرية والإسرائيليون كذلك والبعض في جزر إذا اقترب البعض منهم شيئاً ما يقترب إلى المخا ولا يتجاوز المخا والإماراتي يبقى في خلفية تلك الجموع التي تقدم بالآلاف ويزج بها في المعركة من قتل يقتل ومن بقي يبقى وأحيانا يقصف البعض منهم إذا تراجعوا عن الميدان في سبيل أن يحققوا هدفاً لمصلحة من؟ لمصلحتهم هم؟ لا، ليس لهم شيء محسوب في الموضوع أبداً ينجز المعركة لمصلحة الإماراتي والإماراتي ينجزها لمصلحة الأمريكي ولمصلحة الإسرائيلي هذا الذي يحدث التصعيد العسكري متجه في ذروتهِ بالذات في الساحل وفي الحدود مع تركيز العدو على بقية المحاور والجبهات ولكن أكبر تركيز من جانب العدو هو على الساحل وعلى الحدود ويحشد بشكل مستمر ويسعى بكل ما يستطيع للإضرار بالشعب اليمني كافه حتى تركيزه على احتلال الحديدة هو بهدف الإضرار بالشعب اليمني والمضايقة للشعب اليمني والحصار بشكل أكبر بالشعب اليمني في بقية المحافظات وبالرغم من سعي المبعوث الأممي لانعقاد جولة في المشاورات فشل فيما سبق وفشل حالياً لأن الأعداء لا يريدون سلام نحن في كل المراحل الماضية لم نمانع أبداً في أي مرحلة من المراحل من العمل على الوصول إلى حل سلمي.
نحن كنا دائماً أهل سلام ونريد السلام لأن البعض اليوم يتحدث وكأن المشكلة عندنا نحن كأننا نحن من نرفض أي وقف لإطلاق النار وكأننا من نرفض أي حلول سلمية منصفة وعادلة وكأننا من يصر على استمرار الحرب.
هناك حملة ممولة من العدو اسم هذه الحملة رياح السلام تهدف هذه الحملة إلى تخذيل الناس عن التصدي للعدوان في الجبهات، يأتون إلى الناس ليوقفوهم عن التصدي للعدوان والوقوف بوجه تحت عنوان نحن نريد السلام، السلام ليس معناه الاستسلام السلام لا يعني أن تقف مكبلاً وأن تجمد في منزلك في الوقت الذي يقتحم العدو فيه بلدك ومحافظاتك المحافظة تلو الأخرى ويحتل موانئك ويسعى للسيطرة عليك ويقتل أبناء شعبك ويرتكب أبشع الجرائم بحق أبناء وطنك يقتل الآلاف المؤلفة ويدمر كل يوم في هذا البلد منشآت ومنازل وطرقات ومستشفيات ومدارس ولا يقبل بأي حلول منصفة ولا يقبل بوقف إطلاق النار ولا يقبل بوقف عملياته العسكرية العدو يصر على الاستمرار في الحرب والعدوان ويقتل يوميا ويدمر يوميا ويسعى يوميا لاحتلال المزيد والمزيد من الوطن ويأتي البعض ويتوجه إلى من؟ إلى من ليس موقفهُ إلا دفاعاً عن النفس وعن الوطن وعن الحرية والكرامة يقول لهم هم للذي يدافع عن نفسهِ اضطراراً أمام تلك الهجمة التي توظف فيها كل القدرات العسكرية ليقول عليكم أن توقفوا إطلاق النار عليكم أن توقفوا إطلاق النار يعني لا تدافع عن نفسك معناهُ هكذا لا تدافع عن وطنك، أنت لو كنت منصفاً لقلت أنا أطالب بوقف إطلاق النار من الجميع أطالب هذا المعتدي أن يوقف هجمته على وطني. نحن نريد السلام بكرامة نحن لا نقبل بالاستسلام لأن القعود في الوقت الذي يهجم فيه العدو والجمود في الوقت الذي يتحرك فيه العدو بكل طاقته وبكل إمكاناته وبكل قدراته معناه استسلام معناه خنوعا معناه جبناً معناه ذلاَ معناه عدم إحساس بالكرامة معناه عدم إحساس بالعزة.
البعض يأتي هكذا على هذا النحو ليعرف أبناء شعبنا أن هناك حملة لدينا معلومات عنها اسمها رياح السلام تهدف إلى تجميد الناس عن التصدي للعدوان تحت عنوان نحن نريد السلام نحن نريد السلام المشرف نحن نريد السلام بكرامة نحن نريد سلاماً معهُ استقلال معهُ كرامة معهُ حرية أما القعود والعدو يهجم أما الجمود والعدو يحتل أم السكوت والعدو يقتل ويدمر فهُو استسلام وهو ذل وهُو جبن وهو خنوع وهو خيانة هذه هي الحقيقة.
العدو مصر على العدوان لن يقبل أبداً بكل الجهود في المرحلة الماضية ولا في الوقت الحاضر كل الجهود الرامية إلى وقف العدوان إلى إحلال السلام رفضها العدو بالرغم من تنازلات كبيرة قدمها المفاوضون والمحاورون عن أبناء وطننا بالرغم من تنازلات مجحفة جداً بالرغم من تقبلنا لخيارات مرة كان منها العرض الأممي بدور رقابي مباشر على ميناء الحديدة وكان منها أشياء أخرى يطول الحديث لو جئنا نستعرض كم تحدث عنها المحاورون وكم بينها الأخ محمد عبد السلام وغيره.
اليوم نحن نقول يا أبناء شعبنا الحالة الراهنة من جانب العدو هي حالة تصعيد هو يتحرك في الساحة بكل إمكاناته بكل جهده بكل طاقته يحشد عشرات الآلاف يستخدم كل أنواع السلاح يعد الخطط يرتكب كل الجرائم وهو يبذل كل جهده لاحتلال الساحل ولاحتلال الحديدة وللزحف من مناطق الحدود وفي الزحف على كل المحاور وهو في نفس الوقت يرتكب أبشع الجرائم ويسعى إلى تضيق الخناق على هذا الشعب في ظرف كهذا في حالة كهذه ما الذي ينبغي أن يقال للناس هل اجمدوا اسكتوا اقعدوا في منازلكم؟ هل هذا منطق استخدمه أي شعب حر؟ هل فعل شعب فيتنام كهذا يوم احتلت أمريكا أراضيه ويوم زحفت عليه؟ هل كان في الوقت الذي كل ما زاد زحف العدو عليه يقول اقعدوا اقعدوا سالموا سالموا هذا يعني شغل جنوني شغل عبث شغل خيانة شغل تافه منطق السلام نحن أهله سلام المشرف السلام بعزه وكرامة السلام ويتوقف عن عدوانه ويتوقف عن زحفه يتوقف عن احتلالهِ لبلدنا ومناطقنا أما وهو يستمر ويصر على الاستمرار في الاحتلال للأرض في الانتهاك للعرض في الهتك للكرامة في القتل الجماعي للأطفال والنساء والكبار والصغار ويصر على أن يواصل جرائمهُ بحق هذا الشعب يقصف بكل أنواع السلاح ونأتي نحن نقول يجب أن نقعد يجب أن نسكت يجب أن نسالم ولا نعمل شيئاً هذا يُسمى تنصل عن المسؤولية المسئولية الدينية يا أهل الدين والمسؤولية الوطنية يا أهل الوطنية ويا من كانوا دائماً وأبداً يقولوا الوطن الوطن الوطن الوطنية كن وطنيا كن وطنياً دافع عن وطنك وإذا بالبعض يذهب وقد قال أولاً أن هذا الحرب عدوان والوقوف إلى صفهِ خيانة وبعد ذلك يذهب ليقاتل مع أولئك الخونة والغزاة الأجانب.
اليوم في مقابل هذا التصعيد الموقف الصحيح هو الاستنهاض هو النفير هو التحريك للشباب إلى الميدان، هو الرفد للجبهات بالرجال والمال، هذا هو الموقف الصحيح، ونقول مع ذلك نحن حاضرون للسلام المشرف، سلام يتوقف فيه العدو عن عدوانه عن احتلاله للأرض عن قتله للناس عن حصاره للشعب اقتصاديا.
هذا السلام نحن حاضرون له، ونحن أهله، أما الاستسلام بعنوان السلام، فلا، لسنا أهل الاستسلام أبداً، لا إيماننا ولا كرامتنا الإنسانية ولا حتى هويتنا الإيمانية والدينية والوطنية واليمنية تقبل لنا بالاستسلام، الله يأبى لنا ذلك ورسوله والمؤمنون.
ننتقل إلى المحور الاقتصادي، في العنوان الاقتصادي الواقع مؤلم جداً الحالة القائمة هي حالة حرب بكل ما تعنيه الكلمة والعدو من يومه الأول فتح مسارات الحرب بكل أشكالها على المستوى العسكري على المستوى السياسي على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الإعلامي.
تحرك العدو من كل الاتجاهات وهو في كلها يستهدفنا كشعب يمني، يستهدفنا عسكريا ويستهدفنا اقتصاديا ويستهدفنا سياسيا ويستهدفنا إعلاميا لتزييف الحقائق ولتزييف الوعي وللتغطية على الجرائم، فنحن معنيون بالتصدي للعدو في كل أشكال هذه الحرب في كل مساراتها وفي كل اتجاهاتها.
على المستوى الاقتصادي سعى العدو على أن يفرض حصاراً اقتصاديا، هذه أول خطوة، وأن يمنع دخول الكثير من البضائع إلى بلدنا وكثير من الاحتياجات الإنسانية الملحة والضرورية للحياة إلى بلدنا ويصل البعض منها بقيود، قيود وإجراءات وتفتيش وترخيص وتأخير يترتب عليها زيادة الكلفة المالية، هو قصد ذلك.
لا يصل حتى القمح إلى بلدنا وهو قمح نتاجه خبز نأكله، لا يصل هذا القمح إلا بإجراءات مطولة ويحتاج إلى ترخيص من الأمم المتحدة، ويحتاج إلى رقابة من السعودي والإماراتي والمصري ويحتاج إلى إجراءات ومرورا بهنا وهناك وتأخيرا هنا وهنا، فلا يصل إلى ميناء الحديدة إلا بشق الأنفس وقد تبع ذلك غرامات وزيادات فلا يصل إلا بكلفة مالية مرتفعة، حصار.
خطوة ثانية احتلال للموانئ واحتل الموانئ في السواحل وفي المحافظات الجنوبية وصولا إلى المخا وهو يسعى لاحتلال ميناء الحديدة لنفس هذا الهدف للمضايقة على المستوى الاقتصادي.
احتلال المنافذ البرية سواء مع عمان أما مع المنافذ البرية السعودية فالأمر واضح، هناك مشكلة وحرب – حتى مع عمان وسعى إلى أن يضيق إلى ما يأتي إلى البلد من احتياجات وبضائع وغيرها وأن يفرض عليها إتاوات وغرامات وكلفة ماليه عالية وتصبح المسألة مقعدة وتحتاج إلى جهد جهيد وتخرج عن مسارها الطبيعي والاعتيادي، وحرص كذلك على احتلال بقية المطارات ومنع المطارات التي لا تزال في مناطقنا الحرة من أي عمل اقتصادي ومن أي تحرك لا لرجال المال والأعمال ولا لنقل أي احتياجات أو بضائع أو أيا من ذلك ، فالحصار وتضييق الخناق على شعبنا كان مسارا رئيسيا في العدوان علينا كشعب يمني مسلم.
ثم سعى في خطوة أخرى وكانت من أخطر الخطوات وأكثرها ضررا إلى التآمر على البنك المركزي، البنك المركزي له مهام أساسية فيما يتعلق بالعملة وضبط السياسية النقدية وفيما يتعلق أيضا بتغطية المشتروات التي يشتريها تجار البلاد من خارج اليمن.
التجار من البلاد، من اليمن يشترون البضائع من خارج اليمن بالعملة الأجنبية وأكثر ذلك بالدولار، البضائع في كثير من الدول تشترى بالدولار التاجر من البلاد إذا أراد أن يحصل على عملة الدولار، لكي يشتري بضاعة من خارج اليمن ليأتي بها إلى اليمن من أين يحصل على الدولار بمبلغ مناسب في مقابل العملة اليمنية كان يحصل عليه من خلال البنك المركزي.
البنك المركزي كان معنيا أن يوفر الدولار للتاجر الذي سيشتري القمح وللتاجر الذي سيشتري مثلا مشتقات نفطية وللتاجر الذي يوفر مواد أساسية الرز أو السكر أو الزيت أو أيا من ذلك، يحصل التاجر على الدولار من البنك المركزي.
البنك المركزي يغطي للتجار ولا يحتاج في مقابل إعطائهم الدولار إلى ابتزازهم ماليا ويحتاج إلى مبالغ كبيرة، فلذلك كانت تبقى عملية الصرف بالنسبة للتجار والحصول على الدولار مسألة متزنة ومضبوطة من خلال البنك المركزي.
أتى الأعداء فتآمروا على البنك المركزي، نقلوا عمليات البنك المركزي إلى عدن وقفوا التعامل مع البنك المركزي في صنعاء في الدول الخارجية، لم يعودوا يتعاملوا مع البنك المركزي في صنعاء، جمدوا الاحتياطي من العملة الصعبة من الدولار الذي هو ملك للبنك المركزي وموجود في أمريكا، جمدوه ولم يتجاوبوا مع البنك المركزي في صنعاء لأن يكون ذلك الرصيد الذي هو ملك للشعب اليمني ويتبع للبنك المركزي بصنعاء أن يستفاد منه في أي تغطية لصالح توفير المواد الأساسية للبلاد هذه خطوة.
الخطوة الأخرى، اتجهوا لطباعة مبالغ كبيرة جدا في روسيا لأكثر من ترليون على مراحل متعددة في كل مرحلة تصل أحيانا إلى مليارات الدولارات وأحيانا إلى عشرات المليارات من العملة الوطنية من الريال اليمني من فئة الألف وبعدها من فئة الخمسمائة وبعدها فئات أقل وأتوا بها إلى البلاد.
عندما تصل إلى عدن لا تصرف هذه المبالغ للمرتبات مع أنهم تعاهدوا بصرفها للمرتبات ولا تصرف للاحتياجات الأساسية للشعب اليمني لا لتوفير الدواء للمستشفيات وتوفير الاحتياجات الصحية ولا لتوفير احتياجات أساسية للشعب اليمني، لا غذاء ولا دواء ولا هم يحزنون.
توزع على كبار الخونة المرتزقة وهم ماذا يعملون يتجهون لاستبدالها بالدولار ويدفعون لأنهم حصلوا عليها من دون كد ولا تعب يدفعون في سبيل أن يحصلوا على الدولار مبالغ كبيرة فرفعوا قيمة الدولار لأنهم يدفعون كثيرا، يدفع سبعمائة ما عنده مشكلة للدولار الواحد، سبعمائة ريال يمني، رفعوا من أسعار الدولار بشكل كبير.
وهم لا مشكلة عندهم، بالنسبة لقادة الخونة والمرتزقة ما عنده مشكلة أي واحد منهم بصفة وزير ولا ضابط عسكري أو بأي صفه وبأي اسم ما عنده مشكله أعطوه ثلاثة مليار أربعة مليار حصل عليها من هذه العملات المطبوعة يريد أن يحولها إلى دولار وتحول إلى رصيد له في الخارج.
التجار من الجانب الآخر البعض منهم ضعيفون في تعاونهم مع البنك المركزي في صنعاء ومع لجنة المدفوعات التي تسعى إلى ضبط هذه العملية، يتجهون هم كذلك إلى أن يحصلوا على الدولار من السوق السوداء وبأي صفة كانت من هنا وهناك ولو بمبالغ زائدة فخفضوا من قيمة العملة، أضعفوا العملة الوطنية في قيمتها مقابل الدولار نتج عن ذلك غلاء في الأسعار ويحصل أيضاً استغلال، غلاء أكثر، أكثر أحيانا من مسألة ارتفاع الدولار ولذلك يجب أن نكون على وعي لأسباب المشكلة ومن وراء هذه المشكلة.
الذي وراء هذه المشكلة هو العدو وأراد أن يصل إلى هذه النتيجة من إضعاف العملة الوطنية مقابل الدولار لماذا؟ لارتفاع الأسعار حتى ترتفع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية ويصعب على الشعب توفير أي شيء من احتياجاته تنعدم القدرة الشرائية ومن يوم أن قال السفير الأمريكي في الكويت آنذاك أيام الحوار في الكويت أيام مشاورات الكويت توعد السفير الأمريكي وهدد بأنهم سيعملون على أن يكون فئة الألف ريال يمني بأقل من تكلفة الحبر المكتوب عليه، سعوا ويسعون إلى الوصول إلى هذه النتيجة، وبالتالي هذه هي حقيقة المشكلة هذا هو أساس المشكلة ضعف العملة الوطنية مقابل الدولار لعاملين رئيسين أولهما:
تعطيل دور البنك المركزي في صنعاء وتجميد احتياطيه في الخارج الذي كان يغطي احتياجات أو لمشتروات التجار من المواد الأساسية الآتية إلى البلد.
والعامل الثاني يتعلق بطباعة مبالغ هائلة جدا ومبادلتها بالدولار بارتفاع بقدر مبالغ كبيرة وكذلك عدم الانضباط من بعض التجار في هذا الاتجاه هذا شيء.
الشيء الآخر هناك ضعف كبير في الإيرادات في صنعاء يعني مثلا ليس هناك موارد بالعملة الصعبة في الماضي كان يمكن أن نبيع البترول من الخارج بالدولار فنحصل على الدولار وكان يمكن بيع الغاز بالدولار ونحصل على الدولار كان يمكن بيع منتجات وطنية وتسويقها بشكل كبير إلى الخارج والحصول في مقابل ذلك على الدولار، ضعف عمليات التصدير إلى الخارج وكذلك توقيف بيع النفط في الداخل عندنا كبلد حر وتحكم قوى العدوان والخونة معها على الغاز والبترول في مأرب و شبوة وحضرموت وعدم الاستفادة من عائداته، العوائق التي هي بالدولار عدم الاستفادة منها في توفير احتياجات التجار من الدولار لتوفير المواد الضرورية للبلاد أثر على البنك المركزي في صنعاء ليس لديه مصادر للحصول على العملة الصعبة.
هذه هي حقيقة المشكلة كيف ينبغي أن نواجه هذه المشكلة؟ يجب أن نواجهها بوعي أولا، نعرف من هو العدو في هذا السياق يمكن أن يكون أمامنا جملة إجراءات إجراءات كثيرة إجراءات على مستوى المعركة العسكرية دعم هذه المعركة العدو إذا عرف أنه كلما ضيق على الناس اتجهوا إلى الجبهات لقتاله أكثر هذا رد مهم ومؤثر عليه ومزعج له، إذا عرف أن النتيجة لن تكون هي السخط على أنفسنا وأن نعود على أنفسنا بمشاكل داخلية وإنما نتجه بوعي أن وراء هذا كله هو العدو فنتجه إلى قتاله أكثر وأكثر وإلى التصدي له سيكون لهذا تأثير كبير عليه لأنه يهدف إلى إيصالنا إلى الضعف والانهيار وإلى صناعة مشاكل داخلية في البلاد.
اليوم معنيون بالتحشيد أكبر إلى الجبهات بالتصدي للعدو في معركته العسكرية بشكل أكبر أما على المستوى الاقتصادي أمامنا جملة خطوات بالأول مطلوب من التجار أن ينضبطوا أن يتعاونوا مع لجنة المدفوعات أن يتعاونوا مع البنك المركزي في صنعاء أن يتفهموا خطورة هذا الأمر حتى عليهم في الأخير إذا فقد الشعب قدرته الشرائية ستكسد تجارتكم ستخسرون أنتم ياتجار من مصلحتكم أن تتفهموا وإلا لو ينهار الوضع الاقتصادي أنتم في خطر حتى تجارتكم في خطر فكروا لو حصلت فوضى يمكن أن تنهب بضائعكم يمكن أن تكونوا في خطر يمكن أن يتجه الناس بشكل فوضوي على متاجركم على بضائعكم مسألة خطيرة عليكم، إضافة إلى الكساد لا تنفق بضائعكم إذا فقد الناس القدرة على الشراء ليس من مصلحتكم أن لا تتعاونوا التعاون هو مصلحة لكم ومصلحة للشعب التجار عليهم أم يتعاونوا مع البنك المركزي مع اللجنة الاقتصادية مع لجنة المدفوعات حتى ينتظموا في عملية الحصول على الدولار بالسعر المناسب ولا يغالوا في سبيل الحصول عليه بمبالغ زائدة تضعف العملة الوطنية هذه خطوة.
خطوات أخرى على الحكومة هناك خيارات كثيرة في تفعيل الريال الالكتروني في تفعيل البطاقة التموينية مع معالجة اختلالاتها، في تفعيل وسائل وبدائل وحلول اقتصادية ستخفف من المعاناة وستحد من المشكلة وستوقفها عند حد معين كل هذا يحتاج إلى اهتمام كبير من جانب الحكومة وإلى مساندة لدور الحكومة من كل أصحاب الخبرة والاختصاص والدور المساعد يدخل فيه كل الذين لديهم ابتكارات وأفكار نافعة مجدية تعالج مشكلة الإيرادات وضعف الإيرادات تعالج مشكلة العملة الصعبة إلى آخره.
هناك حلول أيضا على مستويات أوسع في الاهتمام الاقتصادي الاتجاه بشكل كبير إلى الزراعة للحصول على غذائنا ولتقليل الاستيراد من الخارج لكل شيء لكل التفاصيل كثير من التجار يتجهون إلى استيراد كل شيء من الخارج إلى البلاد وكل شيء يتم توريده من الخارج يحتاج إلى عملة صعبة ما الذي يفيدنا أن نتجه إلى الإنتاج المحلي اتجاهنا إلى الإنتاج المحلي لا يحتاج إلى العملة الصعبة في كل شيء، كثير من الخضروات كثير من الفواكه كثير من المنتجات يمكن إنتاجها في بلادنا والله هذا ممكن، أو لسنا نملك أراضٍ زراعية كشعب يمني أو ليست الكثير من محافظاتنا ذات إنتاج بجودة متميزة وعالية في الخضروات والفواكه فلماذا يذهب البعض من التجار إلى استيراد كل أشكال الفواكه كل أشكال الخضروات من خارج البلاد؟ لماذا؟ يأتي البعض حتى بأبسط الأشياء وهي ذات وفرة كبيرة في الداخل هذا يضر الإنتاج المحلي يمثل حلا كبيرا.
كوبا تعرضت للحصار الكبير من أمريكا لأكثر من خمسين عاما وأكثر ما استفاد منه أهل كوبا الزراعة في بلدهم الإنتاج الوطني الذي وفر لهم كثيرا من احتياجاتهم وصمدوا.
اليوم مطلوب من التجار بدلا من أن يركزوا على استيراد كل شيء من الخارج أن يركزوا على المنتج المحلي ويتجه الناس إلى الزراعة يتجه الناس إلى أن يزرعوا مختلف المحاصيل الزراعية وتتعاون الدولة في ذلك مع التجار ومع المزارعين في كل ما يساعد على نجاح هذه العميلة وهذا مسار ممكن ومتاح وينبغي أن نتجه إليه وأن نحرص عليه، وكذلك هناك أشياء فيما يتعلق ببقية الأمور والمتطلبات والاحتياجات يمكن يعني تشجيع المنتج المحلي وتشجيع المنتج المحلي يقلل من الاعتماد على الدولار ما معنى تحتاج كل شيء توفره للبلاد تحتاج فيه إلى دولار توفر محليا وما تحتاج إلى دولار، ينتج لك المزارع الطماطم والبطاط وما يحتاج إلى الدولار يبيع بالعملة المحلية من أول يوم من المزرعة إلى السوق ويبيع بالعملة المحلية بدلا من أن تأتي بالبطاط من خارج البلاد بالدولار أو بالسعودي أو بعملة صعبة ما تحتاج إلى هذا هكذا أشياء كثيرة جدا.
الاقتصاد في استهلاك المشتقات النفطية إحنا يا اليمنيين أصحاب مشاوير كثيرة يذهب على السيارة لأبسط مشوار وأحيانا يتذكر مسألة معينة وعمل مشوار من أجلها خصيصا ووصل المنزل وتذكر مسالة ثانية وشغل السيارة وتحرك يشتي ثاني مشوار وهكذا نذهب ونجي ونتحرك باستمرار باستمرار وهذا يسبب استهلاكا كبيرا ومؤكد أن نسبة الاستهلاك للبنزين عاليه جدا، عالية كثرة مشاوير خلاص خدر القات واتلهى الموضوع وشغل السيارة وتحرك، لا، نقتصد في الاستهلاك هذه مسألة مهمة جدا ونفعل حالة التعاون فيما بيننا، هناك من أبناء الشعب من يعانون معاناة شديدة حتى في الحصول على الغذاء في الحصول على القمح، البعض من المناطق وصلوا إلى أكل الشجر والله المستعان، في واقعنا الداخلي تجار وغير تجار ينبغي أن نعود إلى ما تربينا عليه منذ الأجيال، نحن شعب تربى على العطاء وعلى الكرم وعلى السخاء وعلى الإحساس بالآخرين وبأوجاعهم وبآلامهم والتربية الإيمانية هي قائمة على هذا الأساس “ما آمن قيل من يا رسول الله قال من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم” ما آمن ما آمن، الإيمان يمان انتبه لجارك لا ينام جائع يمضي ليلته جائع هو وأسرته وأنت تنام شبعان ما آمن إذا أنت مدرك لما هو عليه وتتجاهل ذلك ، تفعيل التعاون وهذا متاح والتعاون فيه خير وفيه بركة والحرص على هذا الجانب سيكون له نتائج إيجابية، ولاحظوا كثير من الشخصيات الاجتماعية كثير من العلماء والمرشدين كثير من الناس ممن فيهم روح خيرة ومعطائه ووجدان إنساني وإحساس بآلام الآخرين ومعاناتهم مهم أن يكثفوا في هذا الظرف من جهودهم ، مع الحذر من المستغلين الذين قد يستغل هذا العنوان ويتحرك فيه بطريقة مغلوطة لينهب ليحصل على أموال ليسرق تحت هذا العنوان الإنساني والخيري ، فالتركيز على العمل الإنساني والخيري مطلوب في هذه المرحلة بشكل كبير وتراعى فيه كل الأسر المحتاجة في المدن في القرى في الأرياف هذا مهم جدا ، التحرك من الجميع بتعاون وسياسات إيجابية التعاون بالفكرة الصحيحة بالابتكار بالمشاريع بالمبادرات الذاتية التعاون بالتوجه نحو المشاريع والأعمال المثمرة والمنتجة سيعطينا فيها الله البركة لو سعى أعدائنا كيف ما كان سعيهم في حصارنا فلن يتمكنوا ، هم يتمكنون نتيجة ماذا نتيجة أن الوضع الاقتصادي متأثر بسياسات من الماضي سياسات خاطئة مضت علينا عشرات السنين لم يبنى لنا وضع اقتصادي في هذا البلد ثم واجهنا هذا التحدي الكبير من واقع صعب، ولكن بالتعاون يمكننا أن نحصل ونحن بالتوجه إلى الله والعمل والتفكير الصحيح والعمل الجاد نستطيع أن نواجه هذا العدوان ، لأن الله هو الرزاق، “إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”، رزاق وقوي يوصل رزقه إلى عبادة لكن نعمل مثل ما عمل شعب كوبا مثل ما عملت شعوب أخرى مثل واجهت الجمهورية الإسلامية في إيران حصارا امتد عليها لأكثر من ثلاثين عاما فلم يؤثر عليها حتى في مستوى أن تنهض وأن تبني نفسها بناءً كبيرا على كل المستويات وليس فقط أن تتماسك بل أن تبتني وتنهض نهضة متميزة ومعروفة في المنطقة كما فعلت شعوب أخرى في هذا العالم، نستطيع بالتفكير الصحيح والتعاون والعمل الجاد واستغلال كل الفرص المتاحة والالتجاء إلى الله والاستعانة بالله والدعاء والعمل نستطيع أن نواجه هذا التحدي الاقتصادي، ولكن لنحذر من ثلاث حالات:
الحالة الأولى: حالة الجمود والتكاسل واليأس والإحباط هذا حالة خطيرة التي يتصور فيها البعض أنه ما من خيار مامن حل ما من مخرج ليس أمامنا إلا الانهيار هذا حالة سلبية يجب الحذر منها جدا ويحذر الناس كذلك ممن يحاول أن يوجه السخط إلى الذات إلى الداخل يقول علينا أن نثور ثورة الجياع ، نثور على أنفسنا نحن هذا الشعب المعاني المظلوم الكادح نثور على أنفسنا المحارب، لا بأس أن نثور على العدو نثور ثورة الجياع على من هو وراء جوعنا هذا وراء معاناتنا هذه وراء بؤسنا هذا على من اتخذ قرارا بنقل عمليات البنك المركزي وتجميد احتياطيه في الخارج على من احتل منابع ثرواتنا في مأرب وشبوة وفي حضرموت على من احتل المنافذ الموانئ والمطارات ومنع حركة المطار في صنعاء ومناطق الداخل على من يسعى لحصارنا ويعيق حتى وصول القمح والدواء إلينا إلا بجهد جهيد وكلفة عالية على من يقتلنا في الليل والنهار ويدمر وطننا دمر مصالحنا دمر جسورنا ودمر مستشفياتنا ودمر مصانعنا ودمر بنيتنا التي هي بنية متواضعة البنية التحتية بنية متواضعة ومع ذلك دمرها علينا نثور ثورة الجياع عليهم نثور ثورة الجياع إلى الجبهات أما أن نرجع على أنفسنا وعلى بعضنا البعض هذا ليس صحيحاً التحرك في المحافظات الجنوبية صحيح التحرك في المحافظات المحتلة والثورة فيها فعل صحيح لأنه فعل على من هو وراء هذه الحالة ولأنه ورائها كانت في كل اليمن لو كانت المشكلة يا جماعة لمن هم في صنعاء فحسب هم وراء هذه المشكلة لكانت هذه المشكلة منحصرة في محافظاتنا لكن عندما ترى انهيار العملة المحافظات المحتلة في عدن في مأرب وفي شبوة وفي حضرموت وفي كل المحافظات المحتلة لتعرف من هو وراء هذه المشكلة لو كان وراء هذه المشكلة فقط من هم في صنعاء لما انهارت العملة إلا في المناطق الحرة في صنعاء وفي هذه المحافظات لكن انهارت في بقية المحافظات، رأينا المعاناة في تلك المحافظات بأشد مما هي عليه في محافظاتنا وبالتالي نعرف من وراء هذه المشكلة من وراء هذه الأزمة من وراء هذه المعاناة من الذي صنع لنا هذه المأساة هو المعتدي هو الذي اتخذ تلك القرارات التعسفية والظالمة ليظلمنا في قوتنا لأنه كما قلت سابقا يريد أن يوصلنا كشعب يمني إلى أن يقول لنا بلسان الحال أو بلسان المقال من يريد لقمة العيش فليدع نفسه بمبلغ مالي هو يريد هذه يريد أن ينهار الناس في صمودهم وتماسكهم وأن يعودوا على بعضهم البعض كل الذين ينادون بجر الناس إلى الفوضى في الداخل في صنعاء أو في إب أو في أي محافظة من هذه المحافظات هم يوجهون البوصلة إلى غير محلها كما يصلي إلى غير القبلة يقول لك نحن نريد ثورة الجياع ثورة الجياع على أنفسنا هذا ليس صحيحا، على الذين هم معك في مشكلتك في مأساتك هم مظلومون كمثل ما أنت مظلوم ليس هم من صنع هذه المأساة ولا من صنع هذه المشكلة.
نثور جميعاً ثورة الجياع المظلومين المضطهدين الذين نهبت ثرواتهم النفطية في مأرب وحضرموت وشبوة والذين نهبت مصالحهم والذين ظلموا في اقتصادهم والذين أصيبت عملتهم بالضرر بسبب سياسة قوى والعدوان وعملائها والخونة نثور جميعا على أولئك ونتجه للتعاون في إصلاح وضعنا الداخلي ولا بأس بالنقد البناء ولابأس بالمسائلة، مجلس النواب لا مانع أن يسائل أي موظف أو مسؤول ضمن صلاحياته وضمن حدود مهامه ولكن مسألة التأليب للرأي العام لصناعة مشكلة أو جر الناس إلى فوضى هذا خطوة غير موفقة أبدا وخطوة ورائها العدو والذي يشتغل فيها يخدم العدو سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر وهي في نفس الوقت لا تمثل حلاً ولا تصنع مخرجا أبدا ليس لها أي إيجابية إلا سلبية أكبر ولذلك الحل هو التعاون وتصحيح الاختلالات لا بأس النقد البناء الناصح الحريص السليم اما الكلام الفوضوي المتعفن الحاقد فهو يصدر ممن ليسوا حريصين على مصلحة الناس.
الحريص على مصالح الناس سيكون منطقه منطق الناصح الحريص وليس منطق الحاقد يطلق كلاما موبوءا فاسدا حاقدا يهدف إلى إثارة الفوضى والمشاكل وزيادة محن الناس ومعاناتهم تخيلوا إذا دفع الناس إلى الفوضى على ما نحن فيه من معاناة كشعب يمني ألن تكون المعاناة اكبر ألن تكون المأساة أعظم ، بلى، المسألة واضحة هو أسلوب خاطئ الدفع بالناس نحو الفوضى ويمكن أن يستغله العدو ولكن التوجه الصحيح ضد العدو هو للتعاون ضد مشاكل الداخل وللمعالجة من الحكومة من التجار من النخب من المواطنين التعاون هو الحل ويمكن أن يخفف كثيرا وكثيرا من أعباء هذه المعاناة.
في يوم الغد إن شاء الله سيكون هناك مسيرة كبرى في صنعاء في ذكرى استشهاد الإمام الشهيد زيد بن علي ابن الحسين عليهم السلام وأيضا ستركز هذه المسيرة على الموضوع الاقتصادي بإطلاق صرخة حرة ضد الطغيان وضد العدوان ولمعاناة هذا الشعب المظلوم.
أنا اكرر اليوم مبادرتنا في الماضي نحو تحييد الاقتصاد أكرر اليوم هذه الدعوة ورفض الأعداء لها ورفض الخونة لها يدل على أنهم ليسوا حريصين أبدا على مصلحة شعبنا اليمني.
أرجوا إن شاء الله أن يكون الحضور يوم غد حضورا جيدا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يرضيه عنا أن ينصر شعبنا المظلوم وأن يرحم شهدائنا الأبرار ويشفي جرحانا ويفك أسرانا ويفرج عنا إنه سميع الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،