الخبر وما وراء الخبر

هادي .. مأساة ابناء الجنوب

133

بقلم : محمد الصفي الشامي


عيش الشارع الجنوبي حالة من الغليان التي تنذر بانفجار الاوضاع نتيجة استيائهم المتراكم من هادي ودول العدوان وداعش وجهات أخرى من الذين قاموا بإستغلال ابنائهم وعسكرتهم والزج بهم في جبهة تعز بغرض التخلص منهم ومن الحراك كله والقضية الجنوبية ، حيث استقبلت عدن قبل ايام المئات من ابنائها بين قتيل وجريح ، منهم من قتل جراء المواجهات مع الجيش واللجان الشعبية اثناء مشاركتهم في الهجوم على معسكرات العمري جنوب غرب تعز ، ومنهم من تم تصفيتهم أمثال القيادي السلفي المدعو هاشم السيد ونجله وابن شقيقته الذين تولوا تصفيتهم مسلحون يتبعون تنظيم ما يسمى بالقاعدة .

هادي لم يعُد يثق إلا بالحراسة الاجنبية ، حيث اشترط منذ وصوله يوم أمس إلى مطار عدن الدولي بإخلاء عدن من مسلحي الحراك الذين يمثلون مصدر قلقاً بالنسبة له بعد ان ورطهم في معارك مداخل تعز التي سقط فيها أعداد غير مسبوقة بين قتيل وجريح في صفوفهم .

ارسل هادي جرحى بالمئات هذه الايام الى الاردن للعلاج ولازال جرحى الجنوب الذين اصيبوا في معارك عدن الأخيرة قبل اشهر يعانون من التهميش والإهمال في مستشفيات الاردن ، نتيجة التلاعب من قبل هادي ونادية السقاف وزوجها “اردني الجنسية” وباعوم والسفير العلفي ، اولئك الجرحى منهم من فارق الحياة بسبب سوء العناية وعدم الاهتمام بهم وتدهور حالاتهم الصحية ، ومنهم من اتت الاوامر بإخراجهم من المستشفيات قبل إستيفاء العلاج .

لقد تمكن هادي ودول العدوان مؤخراً من الزج بأبناء الجنوب في الحرب بمحافظة عدن ضد الجيش واللجان الشعبية بالوكالة عن النظام السعودي والاماراتي ، غير مُدركين بأن دول العدوان جاءت لكسر أي مشروع ثوري وطني سواء في شمال اليمن أو جنوبهِ فالدول الغازية عندما تأتي لإحتلال اي بلد لا تفرق في الهجة والقرية والمنظقة والمحافظة ولون البشرة التي ينتمي لها أي مواطن لتلك الأرض وكل ما تسعى اليه هو السيطرة وفرض قوتها وتنفيذ مخططاتها .

البعض من قيادات الحراك غرسوا رؤوسهم في الرمال ، وكأنهم ليسوا اصحاب قضية ، ودفعوا بأبناء الجنوب إلى الحرب ضد إخوانهم ، وساعدوا دول العدوان على دفن القضية الجنوبية وما ترتب عنها منذ صيف 94 م ، وهاهم جرحى الحرب يعانون اليوم في مستشفيات الاردن ولم يلاقوا اي اهتمام مما يسمى “الشرعية” بعد ان تم إستخدامهم لتنفيذ مؤامرات ومخططات الدول الغازية .

وما ان قام الجيش واللجان الشعبية بالإنسحاب من عدن بُغية تجنب إراقة المزيد من الدماء من الطرفين بعد ان تورط الحراكيين في خوض الحرب بالوكالة نيابة عن دول العدوان ، سارعوامرتزقة العدوان بإعلان تحرير الجنوب من الحوافيش حسب زعمهم ، متجاهلين القوات السعودية والاماراتية الغازية ومرتزقتهم من الدواعش وعصابات الجنجويد السودانية وبلاك وتر والمافيا الكولومبية الذين ينتشرون هذه الايام في شوارعهم .

مصطلح “تحرير” لا يعني إستخدام ابناء عدن والضالع وابين وغيرها من المحافظات الجنوبية كوقودٍ للحرب ضد الجيش واللجان الشعبية وإستقبال لجحافل الغزاة وكل السفلة في العالم ، لا يعني كذلك دفن القضية الجنوبية ورفع الصور الضخمة لملوك العدوان في كل ساحات فعاليات ذكرى اليوم العظيم يوم ثأر الجنوب الحر الأبي على المستعمر البريطاني واخرج اخر مستعمر من اراضيه في الـ 30 نوفمبر ، لا تعني أن تجعل من نفسك مرتزق بائع لوطنك وقضيتك من أجل المال مقابل ان تُذيق شعبك الموت والفوضى والصراع والانفلات الامني لصالح اعداء الوطن ، أن تقوم بكل تلك الاعمال المُخزية والمواقف اللا مُشرفة فأنت تحتاج إلى أن تحرر عقلك اولاً قبل ان تحرر ارضك .

لاتزال دول العدوان حتى يومنا مستمرة في تنفيذ مخططانهم ومؤامراتهم من خلال الدفع بأبناء الجنوب إلى نيران الحرب المشتعلة في مناطق مختلفة من البلاد بغرض التخلص منهم وترسيخ تواجد قواتهم المحتلة في الجنوب .

فهل يا تُرى سيفوق ابناء الجنوب ليدركون خطورة ما يحاك ضدهم ، ام ستنجح دول العدوان وتتمكن من التخلص منهم !!؟؟