الخبر وما وراء الخبر

عدن برميل بارود قابل للانفجار .. أنتشار مكثف للسلفيين والتكفيريين ومنشآت حكومية تحولت الى أوكار إرهابية

164

10 أيام في عدن!

> انـتـشـار مـكثف للـسـلـفـيـيـن والـتـكـفـيـريـيـن.. وجامعة عدن تحولت إلى ما يشبه مركزاً وهابياً

> السعودية تنتهج سياسة تدميرية انتقامية.. ومعظم المنشآت الخدمية تم تدميرها بقصف الطيران

> لا توجد حاضنة شعبية لهادي أو لحكومته.. ولا يمكن لها العودة والاستقرار في عدن

مشاهدات/ كتبها صلاح القرشي :

لم يعد السفر إلى عدن سهلا كما كان، بل لم يعد حلما بأن يستغرق يوما واحدا “كما في الأغنية الشهيرة.. “عدن عدن، ياريت عدن مسير يوم” كما لم تعد الحياة فيها كما كانت من قبل حتى بالنسبة لأهلها الطيبين.

فعندما تريد أن تسافر إلى عدن، يجب أولا التنسيق مع شخص من الجنوب يستطيع أن يضمنك ويرافقك من حين تصل إلى الحدود الشطرية السابقة، فهناك مشايخ وأمراء على نقاط المنافذ هم الذين يعطون تصاريح الدخول، بعد التحقيق والتحريات للشخص المسافر إلى عدن أو الجنوب.

فإذا كان يحمل جوازاً صادراً من عدن وبطاقة شخصية صادرة من عدن وعنده شهادة ميلاد من عدن يدخل ولا تقابله أي عقبات، أما غير ذلك فإن الشخص يخضع لنفس الإجراءات التي تتم عند الدخول إلى دولة أخرى مع بعض الاستثناءات، وفي حالة المرافقين المسلحين الضامنين لك، ويجب أن يكون أصلهم من الجنوب.

أحد الذين مروا بهذه التجربة يقول: عندما وصلنا إلى نقطة المنفذ في الحدود الشطرية السابقة في منطقة الصبيحة، كنا قد نسقنا مع أحد الأشخاص من أبناء الصبيحة، قام باستقبالنا، وهو شخص دمث الأخلاق، يرتدي “المقطب والشميز” ويتسلح بالكلاشينكوف إضافة إلى جعبة الذخيرة، وما إلى ذلك.

قام هذا الرجل بتقديمنا إلى الشيخ، وسلمه جوازاتنا والتي تعود إلى إحدى الدول العربية، لكنه – أي الشيخ – لاحظ من منظرنا ومن لهجتنا، أننا من أبناء الحجرية التي تمتد جغرافيا وتقع أجزاء منها في محافظة لحج (الصبيحة) والجزء الآخر في محافظه تعز عند حدود جبل صبر – هذا إذا لم يكن جبل صبر نفسه تابعاً للحجرية- فضحك الشيخ وقال أنتم من الشمال من تعز، فبدأ يضع العراقيل والذرائع وما إلى ذلك، قلنا له نحن من أبناء تعز نعم لكن معنا جوازات وجنسية دولة أخرى، فضحك وقال طالما معكما هذا الضامن الصبيحي خلاص ووافق على الدخول، فتنفسنا الصعداء، فقد كنا نخاف من إرجاعنا وعدم إدخالنا بعد ما قطعنا كل هذه المسافة وتجشمنا عناء السفر.

ويقول: من حين تحركنا من منفذ الحدود الشطرية السابقة في الصبيحة ووصلنا مدينة عدن واستمرت إقامتنا عشرة أيام هناك، قبل أن نسافر خارج اليمن، شاهدنا الكثير ولاحظنا الكثير وإليكم التفاصيل:

المشاهدة الأولى:

بلغت عدد النقاط العسكرية التي أوقفتنا من نقطة الحدود وحتى وصلنا إلى مدينة عدن أكثر من أربعين نقطة وحاجزاً للمسلحين الذين يرتدون ملابس مدنية ومدججين بالسلاح، وعند كل نقطة يتم سؤال مرافقنا الصبيحي المسلح، من أين أنت ؟؟؟، يرد أنا من يافع، وهؤلاء معي، فيقول مسلح النقطة العسكرية للسائق: اطلع، قلنا لمرافقنا: لماذا تقول إنك من يافع، فقال لأن معظم قبائل يافع هي التي تسيطر على هذه النقاط وعلى مدينة عدن بالاشتراك مع بقية المجموعات المسلحة من القوى السلفية وأنصار الشريعة وغيرها من المجموعات.

وعندما وصلنا أطراف عدن، أوقف مرافقنا الصبيحي السيارة وقال: إلى هذا المكان فقط استطيع الدخول، أما بعد هذا لا استطيع، فقد يتم استهدافي إذا عرفوا أني من الصبيحة، أنتم الآن في وضع أحسن مني، فنحن على توتر شديد مع يافع، وودعنا وغادر.

قلت لنفسي إذا كان بعض الجنوبيين يخشون من دخولهم عدن فكيف بنا نحن!

المشاهدة الثانية:

كل الأعلام المرفوعة على البنايات وفي كل مكان وبكثرة، هي أعلام الدولة الجنوبية قبل الوحدة، بالإضافة إلى أعلام دولة الإمارات وبقية الأعلام السوداء للمسلحين، ولا يظهر بالمرة علم الجمهورية اليمنية أو العلم السعودي!

المشاهدة الثالثة:
انتشار كبير للمسلحين من أبناء يافع في مدينة عدن وخاصة في ميناء عدن، الذي أفرغ – الميناء – من الشماليين وتبقى الموظفون من أبناء عدن فقط إلى جانب هؤلاء المسلحين الذين اضطلع بعضهم بعمل إداري في الميناء، لذلك غلب عليهم عدم الإلمام بتفاصيل العمل وهناك عشوائية، وتململ كبير بين الموظفين الذين يطالبون بحقوقهم، وهم كثيرو الشكوى من الوضع السيئ.

المشاهدة الرابعة:
لاحظنا انتشاراً كثيفاً أيضا لشعارات أنصار الشريعة، على الجدران والباصات، حتى على الدراجات النارية وانتشار مسلحيهم المدججين بالسلاح، كما لاحظنا تواجداً كثيفاً للقوى السلفية بكثرة، وانتشار أكشاكهم في كل الشوارع، والمربعات والأسواق والمدارس والجامعات، وعندما تذهب إليهم في أي سؤال أو مشكلة، يبدأون باعطائك بعض المطويات والأدعية قبل أي شيء.

جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الأخرى متواجدة، وكأننا في مدينة سعودية وهابية، وليست مدينة عدن الشافعية، وحتى لما زرنا جامعة عدن كان يوجد كشك “الدعوة” في البوابة، والذي بدوره أعطانا مطوية الأدعية وغيرها, ومن تجوالنا بالجامعة رأينا جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متواجدة، وكأننا بأحد المعاهد السلفية، وقد قالوا لنا أن هذا أيضا يحصل في المدارس والتي يجري تفتيشها والاشراف عليها من قبل هذه الجماعة.

المشاهدة الخامسة:

كان لافتا إنعدام أجهزة الأمن الرسمية والجيش، ولا وجود وظيفي فعال لأقسام الشرطة، وتكاد تكون غير موجودة، وعند حدوث أي مشاكل بين الناس يتم الاحتكام عند “أمير” الحي أو المربع، فقد قسمت مدينة عدن إلى مربعات وكل أمير يتولى حكم مربع وهو الذي يفصل في القضايا بين الأشخاص أو الشركات. بمعنى أنه يقوم بدور أقسام الشرطة وكافة الأجهزة الحكومية ذات العلاقة ولكل أمير كنية خاصة مثل أبو حذيفة أو أبو كذا، وعند كل مقر لهؤلاء الأمراء ترفع الأعلام السوداء أي أعلام القاعدة المتعارف عليها، وأيضا في كل النقاط والجولات والشوارع .

ولم نلاحظ تواجد القوات السودانية بكثرة، ولكن أيضا في مكان تواجدها يتولى الحكم أيضا الأمير.

قسمت عدن إلى مربعات يسيطر عليها “أمراء” ويقومون بدور الأمن وأقسام الشرطة.

المشاهدة السادسة:

شكل لنا الدمار الذي حل بمدينة عدن صدمة كبيرة، فقد فاق الدمار الذي كنا نتوقع أن نراه، ويمكن للمرء أو الشخص العادي والذي حتى ليس له خبرة عسكرية أن يفرق بين الدمار الذي يخلفه قصف الطير ان الحربي، والدمار الذي يخلفه قصف المدفعية والدبابة والأسلحة المتوسطة، فقد لاحظنا أن معظم البنى التحتية للمدينة من المستشفيات والمؤسسات الحكومية تم تدميرها بواسطة الطيران إضافة إلى المنشآت الكبيرة مثل الفنادق الكبيرة والبنايات السكنية الكبيرة والعالية والمصانع وغيرها كلها دمرت من قبل الطيران الحربي وبقية المدينة دمرت بفعل الاشتباكات بواسطة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.

المشاهدة السابعة:

لاحظنا أن هناك نقصاً كبيراً في الخدمات وتململ الكثير من السكان وعدم رضاهم بما يجري، فقد كانوا يتوقعون أن توفر لهم الكثير من الخدمات والرفاهية ورغد العيش وبسرعة، وحسب ما كانوا يتوقعون وما كانت القنوات الإعلامية التابعة لدول تحالف العدوان. تعدهم، فقد أصيبوا بصدمة كبيرة وخيبة أمل في ذلك.

ولا أخفي لكم أن دولة الإمارات العربية تحظى بنوع من القبول والاحترام عند البعض، والإماراتيون مستهدفون من قبل عناصر داعش وبقيه مجموعات القاعدة، فقد روى لنا شاهد عيان حادثة بشعة لأحد الإماراتيين عندما تم إفراغ ذخيرة آلي بالكامل في جسمه عند خروجه من سوبر ماركت من قبل عناصر القاعدة.

أما من ناحية الكهرباء فهي تقريبا متوفرة ولا تنقطع إلا ساعة أو ساعتين في اليوم.

من يرفع علم الجمهورية اليمنية في عدن يتعرض لمخاطر قد تصل إلى القتل

المشاهدة الثامنة:
الحكومة الشرعية برئاسة بحاح لا تحظى بأي قبول شعبي، كما أن (الرئيس ) هادي لا يحظى أيضا بأي قبول في أوساط الشارع العدني، وهو ومكروه بالمرة، ويتعرض أي شخص للضرب العنيف والسجن، وحتى القتل، إذا ما رفع علم الوحدة أو صوره عبدربه هادي أو أيا من أعضاء الحكومة السابقة.

كما أن عمليات الاغتيالات والتصفيات والقتل تتكرر يومياً، وخاصة لضباط الجيش والأمن، سواء أولئك الذين ينحدرون من الجنوب رغم أن بعضهم قاتلوا مع ما يسمى بقوى المقاومة ضد الجيش واللجان الشعبية، أما الضباط الذين ينتمون إلى المحافظات الشمالية فلا وجود لهم، فهم مستهدفون بدون شك، والضباط الذين ينتمون للجنوب لا يستطيعون أن يظهروا بالزي العسكري للجيش اليمني، كما يتم تصفية الضباط المتقاعدين وكل شخص يريد أن يصفي غريمه أو عدوه يستطيع أن يفعل دون أن يلقى من أي جهاز أو جماعة أي ردع أو تعقب، ولذلك الخوف والتوتر والقلق موجود بين الناس.

المشاهدة التاسعة:

لم نشاهد أي تواجد لإخواننا من المحافظات الشمالية أو شمال الشمال علنا، وحتى من ضمن السكان أو الموظفين، ويوجد فقط تواجد كبير للأشخاص الذين أصولهم من تعز، ولهم في عدن عشرات السنين، وهم يلقون التسهيلات أو التسامح معهم، وربما يعود ذلك إلى صدور تعليمات من الدول والمسؤولين الكبار، نظرا لما تمثله محافظة تعز من وزن كبير ومؤثر، وإذا علم سكان محافظة تعز بمعاملة سيئة لأبنائهم في عدن فقد ينعكس هذا عليهم ويتغير مزاجهم الشعبي ضد التحالف ومشاريعه، وبالتالي سوف يقررون الانخراط بعشرات الآلاف مع الجيش واللجان الشعبية ويجتاحون عدن، ولذلك يعامل العدنيون من أصول تعزية بشيء من التساهل أو التسامح وتعمل دول التحالف على معالجة الوضع في تعز بحيث تكون المحافظة غير مهددة لعدن ومشغولة بصراعات جانبية وداخلية بين أبنائها، ولذلك دول التحالف لم تسلح محافظه تعز، خوفا من أن يتحول ذلك في المستقبل إلى تهديد لكل الترتيبات التي تريد أن تنفذها في الجنوب، وقد لاحظنا أن التحالف على ما يبدو يشجع الفرز على أساس شمالي وجنوبي ويدعم هذا التوجه وبشكل كبير، لأن ذلك يدعم خططه ومشروعه في الجنوب.

المشاهدة العاشرة:

هناك الكثير من الكتائب والمجموعات المسلحة المختلفة الانتماءات تتشارك النفوذ في عدن والجنوب، منها لقبائل يافع، والصبيحة والضالع وردفان والكثير من مجموعات القوى السلفية وأنصار الشريعة وداعش وبقية مجموعات القاعدة وأخواتها، أما مسلحو أبين فتخلو منهم عدن ويتركزون في محافظاتهم ولا وجود يذكر للمليشيات التي توالي هادي، وعدن تحكم من قبل هؤلاء وخاصة القاعدة وأخواتها، ومن خلال مشاهداتنا فإن الأيام حبلى بانفجار صراع شديد وعنيف بين هذه القوى، على النفوذ والسيطرة والحكم والثروة، وأن القادم من الأيام سيشهد حربا قد تأتي على الأخضر واليابس.

المشاهدة الحادية عشرة:

هناك غياب شبه كامل للقوى اليسارية والقومية على الأرض، مثل (الاشتراكيين والناصرين) ونعتقد أن أي شخص يغلط ويرفع صورة جمال عبدالناصر أو عبدالفتاح إسماعيل، فإن نهايته سريعة ذبحا بالسكين الداعشي وأنصار الشريعة والى آخر المسميات، كل تلك المليشيات والمجموعات المسلحة تتمنع، ولا ترغب بالذهاب للقتال في المحافظات الشمالية، ويقولون إنهم فقط يحاربون لأجل الجنوب ويعتبرون الشمال دولة أخرى.

الاستنتاجات والخلاصة:

إن الأمل بعودة (الحكومة الشرعية، بحاح، والرئيس هادي ) مفقود تماما، وإن هذه البيئة لا يمكن أن تستقبلهم أو تعيدهم إلى الحكم في عدن على المدى القريب أو البعيد، لقد تولدت لدينا قناعة أنهم لن يستطيعوا الرجوع إلى عدن ولن يحظوا بأي أمن أو حاضن شعبي أو عسكري، لن يعودوا. لن يستطيعوا العودة .

ومن هول ما رأيته من تعقيد الوضع في عدن، وصعوبة حله، تذكرت المؤتمر الصحفي بين وزيري الخارجية البريطاني والسعودي قبل أسابيع، وكنت أتساءل حينها لماذا البريطانيون هبوا فجأة يتباكون على قصف السعودية للمستشفيات في اليمن وينتقدون ملف حقوق الإنسان في السعودية.. ربما يعود ذلك إلى استدعائهم من قبل الأمريكيين والإماراتيين الذين وجدوا أن الوضع في عدن بدأ يخرج عن السيطرة وأن القاعدة وأخواتها المدعومة من السعودية تفرض سيطرتها أكثر وأكثر وأن سياسة السعودية انتقامية وتدميرية في عدن.
لذلك طلبوا مساعدة البريطانيين وهم أصحاب التاريخ والخبرة في معرفة التفاصيل والتوازنات في الجنوب، وإخراج حلول أخرى لباقي مناطق الجنوب كإقامة الإمارات أو السلطنات أو معالجات أخرى، وبصراحة لأن الوضع في عدن متجه لكارثة حقيقية.

المشروع الحقيقي للتحالف السعودي العدواني الأمريكي في الحرب على اليمن، كان مشروع انفصال الجنوب.، وليس إعادة الشرعية كما يقولون، وإن الجنوب بما فيها عدن أو أي منطقة أو مدينة يدخلها التحالف ،فلا مستقبل لها سوى مشروع للفوضى المستمرة والطويلة، لذلك هم يستهدفون المؤسسة الأمنية والعسكرية وقتل كل الضباط في هذه المؤسسات وحتى المتقاعدين ومن أي محافظة انتموا وذلك لخدمة مخطط الفوضى.

ومن خلال ما سبق ذكره وما شاهدنا ورأينا، نصدقكم القول أننا أصبنا بصدمة كبيرة وخيبة أمل لهذا الوضع الذي ينذر بمستقبل مدمر وفوضوي وحريق لا ينطفي بسهولة.

تساؤلات

أهذه هي ( الشرعية ) التي وعدونا بها أهذه عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية التي وعدنا بها من قيادة التحالف السعودي الأمريكي وأنهم سيعملون منها أنموذجاً يقتدى به في كل المدن اليمنية من الأمن والبناء والاستقرار والدولة المدنية والعدالة والتنمية ورغد العيش، وسيضموننا إلى مجلس التعاون الخليجي، ليدخل النعيم والرفاهية إلى بلدنا كما كانت تسوق لذلك القنوات الفضائية التابعة للتحالف!

والله ما رأينا إلا عكس ذلك، وإن ما يجري في عدن وفي الجنوب ليس سوى إدخاله في كارثة تلو كارثة وفوضى عارمة.

إننا ندق جرس الإنذار لكل اليمنيين، الذين أيدوا التحالف والذين يدافعون عن هذا الوطن وضد التحالف، اصحوا من غفلتكم وانظروا ما يجري في عدن وبقية محافظات الجنوب والله انكم جميعا معرضون للفناء والدمار وإن ما يخطط من قبل العدوان الخارجي يستهدف جميع أبناء الشعب اليمني ليغرقوا في الفوضى والحروب، وإن ما جرى لعدن سوف يجري لتعز، بإدخالها في الفوضى، وإنشاء مليشيات لكل قبيلة ومديرية في المحافظة، وسوف نسمع عن جيش شرعب، وجيش الحجرية، وقد تظهر في الحجرية عدة جيوش..

قد يظهر أيضاً، جيش صبر وجيش.. وجيش.. وجيش. …إلخ. تمهيدا للدخول في الفوضى والحروب، مع وجود مليشيات القوى السلفية والتكفيرية والوهابية، وهكذا في مارب وإب وغيرها.

ومثلما رأينا في عدن كل مديرية وقبيلة معها جيش، فسيكون هناك جيش للضالع وجيش ليافع وآخر للصبيحة ومثلهم لأبين وهكذا.
نحذر الجميع، والله لقد استدعوا كل الجراح والتناقضات التي رافقت أحداث يناير 86 م. وأصبح والجنوب اليوم مثل برميل بارود معرضاً للانفجار، والذي يؤخر تفجيره، هو انشغال السعوديين بمخطط نشر الفوضى في المحافظات الشمالية وذلك لكي لا تكون الشمال عامل خطر على مخططاتهم في الانفصال والتجزئة.

ندعو كل اليمنيين إلى التوحد خلف الجيش والانخراط في اللجان الشعبية، فهم آخر أمل في حفظ أمن واستقرار الوطن وحفظه من الانزلاق في حروب طويلة لا تنتهي، لأن هذا الجيش هو الوحيد القادر على منع ذلك ويستطيع أن يكون الضامن للجميع، لأنه مؤسسة دولة بغض النظر عمّا يقال من وجود نفوذ مبالغ فيه أو ولاء لهذا الشخص أو ذاك، فهذا كله يمكن معالجته أن كان صحيحاً ولا يشكل تهديداً لحياة الناس ومستقبل العيش المشترك بين اليمنيين.

وفي الأخير- إن شاء الله- كل هذا المخطط والمؤامرات سيفشلها شعبنا اليمني العظيم والملتف حول جيشه ولجانه الشعبية، وهو لم يسلم ولم يستكن، فها هو يقود المعركة في كل الجبهات باقتدار وصمود كبير وتضحية، ويلقن العدوان السعودي ومرتزقته الدروس ويكسر كل زحف لهم وسوف يستمر بالدفاع وتحرير الأرض من كل غازٍ وعميل ومرتزق وتكفيري وهابي.

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)
وقال تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) صدق الله العظيم
وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

  • صحيفة الثورة