الخبر وما وراء الخبر

لإعلامنا الوطني.. في إدارة الأزمة الاقتصادية

64

بقلم / هاشم أحمد شرف الدين
‏مستوى الاهتمام والاحترام والتعاطف الذي تبديه وسائل الإعلام لجمهورها حيال أزمة يمر بها كالأزمة الاقتصادية، يرسم صورة نمطية لدى أذهان هذا الجمهور عن الجهات التي تتبعها..
فكلما كان المستوى مرتفعا كانت الصورة حسنة طيبة، والعكس صحيح..

– ‏من مبادئ عمل وسائل الإعلام أن تسعى دوما لجذب الجمهور وزيادة أعدادهم، وحينما تتجاهل أزمة اقتصادية تمس جميع المواطنين فإنها تعمل بخلاف هذا المبدأ وتسعى لأن تفقد جمهورها..
وهذا خطأ يشبه الانتحار..

– ‏أمام انهيار الريال اليمني يجب إعلان حالة استنفار (مالي واقتصادي) و (أمني وإعلامي) حول هذه الثغرة التي تتسع ونحن نتفرج.
صحيح أن دول العدوان ومرتزقتها تتحمل المسؤولية عن ذلك، لكن على الأقل علينا ألا نصمت فنترك المواطنين عرضة للإصابة باليأس، وصيدا سهلا للاستهداف الإعلامي المعادي.

– لماذا نتجاهل إعلاميا موضوع انهيار العملة؟ ألا نعده أمرا خطيرا؟
ألا ندرك تداعيات تجاهله؟
كيف نصمت ونحن الأقوى حجة لتحلينا بالمصداقية؟

– بتجاهلنا لموضوع انهيار الريال نحن لا نغيظ المواطنين وحسب، بل نبدو كمن بيده درع لكنه لا يرفعه ليحتمي به بينما السهام تنهال عليه!.

– ‌‏نحن أمام أزمة اقتصادية خطيرة، ولن يؤدي إعلامنا الأدوار المنوطة في إدارته لها إلا بالفورية في التعاطي معها، عبر التعريف بها بشفافية، وتزويد المواطن بالحقائق التفصيلية تباعا، وتغطية جوانبها المختلفة، وضبط النفس والاعتراف بالأخطاء.
علينا أن نظهر تعاطفنا واهتمامنا وتفاعلنا مع الناس.

– ‏علينا أيضا أن نشرك قادة الرأي في إدارتنا الإعلامية للأزمة الاقتصادية وانهيار الريال.
فلنجمع كبار الكتاب والصحفيين والناشطين على مواقع التفاعل الاجتماعي، ولنحطهم علما بتفاصيل الأزمة “مسببات ونتائج ومخاوف” بكل شفافية، ونطلب منهم العون في مواجهتها.
فلندع المجال ليتحدث خبراء الاقتصاد..

وختاما

‏واجه الإعلام الوطني الحرب “العسكرية” بالإعلام الحربي.

وواجه الإعلام الوطني الحرب “الأمنية” بالإعلام الأمني.

وينبغي أمام الحرب “الاقتصادية” أن يكون لدينا إعلام اقتصادي.