الخبر وما وراء الخبر

تصعيد مفاجئ في الجنوب: خيار النار يدخل الخدمة.

81

ذمار نيوز | خاص |تقارير| فؤاد الجنيد 21 محرم 1440هـ الموافق 1 أكتوبر، 2018م

يبدو أن الحراك السلمي في جنوب اليمن قد بدأ بعمليات تصعيدية على خلفية التعنت الإماراتي الذي يحاول إجهاض هذا الحراك بالقوة واعتقال المحتجين ومصادرة حقوقهم، ويأتي هذا التصعيد بعد أن استهدف مسلحون مجهولون “الخميس” مقر قوات التحالف في مديرية البريقة بمدينة عدن بقصف مدفعي مباغت وكثيف دفع القوات التابعة للإمارات لإعلان حالة إستنفار عالية قبل أن تقوم بالرد على تلك القذائف بعدد من الصواريخ إلى اجواء مدينة عدن ظناً منها أن القصف جاء بصواريخ أنصار الله شمال اليمن، حسب ما تناولته وسائل إعلام بعد تلك الانفجارات التي هزت المدينة، وهو ما لم تعلن عنه “أنصار الله” أو تتبناه، وهو ما يؤكد أن المقاومة الجنوبية المناهضة للوجود العسكري الأجنبي في الجنوب قد بدأت بتنفيذ أول عملياتها بقصف مقر التحالف الذي تتخذة القوات الإماراتية مقراً للحكم العسكري وغرفة عمليات عسكرية. ويأتي هذا التصعيد المفاجئ بعد أسابيع من إنطلاق تظاهرات شعبية تطالب تحالف العدوان بالرحيل من الجنوب.

وإذا كانت دولة الإمارات لم تتقبل بعد تلك التظاهرات التي تنادي برحيلها وتعتبرها أصوات فردية مدفوعة لا تمثل الجنوب، فكيف تتقبل مثل هذا التصعيد الذي يفند ادعاءاتها في رغبة الجنوبيين بسلطتها وبقائها، ويهدد أمنها ويزيد من قلقها ومخاوفها، فكان طبيعياً أن تصرف الأنظار عن هذا التصعيد وأن تختلق رواية تتناسب مع سياساتها وتقلل من أهمية الحدث وخطورته، فعمدت إلى تسويق رواية مفادها أن الهجوم حدث من قبل مسلحين حاولوا اقتحام بئر أحمد في عدن، وأشارت إلى أن اشتباكات عنيفة جرت في محيط سجن بير أحمد عقب إنفجار صاروخ أطلقته طائرة أباتشي إماراتية حاولت تفريق عناصر مسلحة هاجمت بوابة سجن بئر أحمد مساء الخميس، ووفقاً للرواية فإن مسلحين شنوا هجوماً مسلحاً على بوابة السجن الواقع بمنطقة بير أحمد ما أدى إلى قيام حراسة السجن بتبادل إطلاق النار مع المهاجمين، وبعد اصرار المهاجمين على اقتحام بوابة السجن استعانت حراسة السجن بالطيران الإماراتي ليقوم بشن هجوم صاروخي محاولاً تفريق المهاجميين، وهي رواية ركيكة تكشف مدى الخوف والتخبط الإماراتي من التصعيد المفاجئ والخطير الذي لن تكون عواقبه سليمة، وستتوسع وتتصاعد مثلها مثل الاحتجاجات التي بدأت في عدن حتى شملت كآفة مدن الجنوب.

هذه التطورات جعلت تحالف العدوان يتراجع عن مذكرة الإعتقال التي أصدرها بحق وكيل محافظة المهرة السابق الشيخ علي سالم الحريزي على خلفية مساندته ودعمه للإحتجاجات المطالبة برحيل الإحتلال، هذه المذكرة كان الحريزي قد رد عليها بالقول بأنها لا تعنيه، ولن توقف مسيرة الاحتجاجات الشعبية في المحافظات اليمنية ضد الوجود السعودي، وما أسماها “المشاريع الاستعمارية”، منوهاً أنه كان يتوقع إجراءً من هذا القبيل، ويفهم أنّ التعليمات ليست من القيادات العسكرية اليمنية أو حكومة هادي، وإنّما من قياداة التحالف وتحديداً السعودية والإمارات اللتان تحتلان الجنوب، ويرجع الحريزي سبب إصدار هذه المذكرة إلى كشفه ما أسماها بـ “الحقائق” للعالم، وهي أنّ السعودية والإمارات أصبحتا دولتين محتلتين؛ والإمارات لا تسمح للرئيس هادي بالإقامة فيها، كما لا تسمح باستخدام الميناء والمطار، وأيضاً في حضرموت هناك ضباط إماراتيون هم من يديرون حضرموت الساحل.

وفيما يتعلق بمحافظة المهرة أوضح الحريزي في لقاء مع “العربي الجديد” أن الإحتلال السعودي قد بدأ مؤخراً العمل على طريق يتم عبره مد أنبوب للنفط دون أي تنسيق مع الدولة اليمنية أو السلطة المحلية، ويضيف: “إنّ التحالف يتعامل معنا كـ”حيوانات وليس بشر”، وبالتالي نحن رفعنا الصوت ورفضنا هذه الإجراءات وسنستمر بذلك لأنّنا بشر وهذه أرضنا، وعلى السعوديين أن يتوقفوا عن هذه المشاريع الاستعمارية، ويردف الحريزي القول: “إذا كان وصفهم بالمحتلين قد أزعجهم، ووجهوا القيادات العسكرية اليمنية في حضرموت باعتقالي، فعليهم أن يرحلوا من المحافظة ويوقفوا أطماعهم، ولن يكونوا بعد ذلك محتلين، وهنا أسأل الحكومة الشرعية: هل يعقل أن يتم إعادة إعمار اليمن بدءاً من منطقة الخرخير الواقعة في الربع الخالي؟ نحن أمام مؤامرة كبيرة وعلينا أن ننتبه لها، ومستعدون للتضحية بكل ما نملك في سبيل حماية أرضنا، إذا كانوا صادقين في عملية إعادة الإعمار، هناك مناطق تضررت ودمّرت من الحرب، فلماذا لا يقومون بإعادة إعمارها؟

ويختم الحريزي حديثه بالقول: “سياسات التحالف السعودي الاماراتي دفعت الشعب إلى أن يثور عليه في المهرة وفي شبوة وفي عدن وفي حضرموت، وما حدث مؤخراً من تمزيق وحرق صور قادة الإمارات؛ خير دليل على هذا الأمر.