الخبر وما وراء الخبر

الريــــــــال اليمني.. بين فكي العدوان وهوامير لا تشبع

68

بقلم / أحلام عبدالكافي

الريالُ اليمني في مفترق الطرق، وَالذي يعمد أعداؤه لبقاء الخيط مشدودًا نحو الانزلاق للأسفل، في هبوطٍ هستيري للهرولة سريعاً نحو الهاوية المتقدة شرًّا وتواطؤاً عبر أيادي تجار وهوامير السوق المحلية التي لا تشبع، حين كانوا الأسبق لإضرام فتيل حرب اقتصادية أشعلها السفير الأمريكي بإعلانه ذلك في حوارِ الكويت أعقبها تسلسلٌ سريع وَممنهج لمؤامرات من أراد انتزاع الأرواح بطائراته للذهاب منتشياً لانتزاع لقمة العيش، محاولةً منه لكسر إرادَة شعب عصية تحدّت الترويع والتجويع طيلة ثلاثة أعوام ونصف عام.

إنه العدوانُ السعوديّ الأمريكي الجبان الذي يستهدف الشعب اليمني على كافة الأصعدة وَعلى جميع مناحي الحياة حين استوفى في حربه العدائية الوحشية ضد اليمن كافة الشروط التدميرية لهلاك شعبٍ بأكمله، فكان قصف الطيران الغاشم وَإطباق الحصار الجائر هو أبرز سمات عدوان متسعر تعدى حدود التوصيف الوضيع ليكون بذلك قد حاز لقب أبشع عدوان في التأريخ المعاصر.

عندما يحاول المعتدون ضد اليمن إبادة الشعب اليمني بالقصف المستمرّ ليل نهار لا شَـكَّ أن محاولة تجويعه تصدرت قائمة سلم أولويات “الأوباش” فكان تحَـرّكهم يمضي بتوازي دفتي الوسيلتين في سباق لتحقيق رهانات العدوان الخاسرة، إلا أن تضييق الخناق اقتصادياً قد بلغ ذروة سنام الشر كله وكشر عن أنياب ذئاب بشرية حين اُستهدف الريال اليمني والعُملة الوطنية بأساليبَ ممنهجة هدفها ضرب الاقتصاد الوطني ليكون بذلك إيذانًا لانهيار واضح لاقتصاد دولة صامدة رغم ارتكازها على فتات بقايا دولة أنهكها عدوانٌ كوني لسنين طويلة..

نعم هناك هجمة شرسة ومؤامرات كبيرة ضد الريال لخفض قيمته الشرائية إلى أدنى مستوياته بالمقابل عملية “تسعير وتسعر” العُملة الأجنبية وبالذات الدولار إلى أعلى مستوياته عبر عدة خطوات خطيرة يفتعلها العدوان عبر أيادٍ داخلية عملية أهمّها ضخّ العُملة الوطنية من غير رقابة يقابلها عملية سحب الدولار ليزدادَ الطلب عليه وبالتالي ارتفاع سعر الصرف بهذا الشكل الجنوني.

منعطفٌ خطيرٌ يمر به الوطن وهو استهدافُ لقمة عيش المواطن البسيط وإن كان عدوان المعتدين هو السبب الرئيس في ذلك تبقى الحكومة هي المعنية الأولى في العمل على التخفيف عن المواطن والتصَــدِّي لمحاولات العدوان بكل ما أوتيت من قُـوَّة والقيام بما يجب القيام به من جملة مصفوفات عبر تكامل أدوار الجهات المهنية، لتجاوز الأزمة وإلا لما سمّيناها حكومة إنقاذ!!!؟؟