الخبر وما وراء الخبر

المعاقين حركياً في ذمار: عزيمة وإصرار رغم العدوان والحصار. عادل المحضري: طموحاتنا إكمال مشروعنا الإستراتيجي.

306

ذمار نيوز | خاص |تحقيق وحوار/فؤاد الجنيد 19 محرم 1440هـ الموافق 29 سبتمبر، 2018م

يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة برعاية خاصة واهتمام، لدمجهم في المجتمع والحياة العامة بهدف إظهار طاقاتهم وقدراتهم، وجعلها فئة منتجة تسهم بعملية في تنمية المجتمع وعملية التنمية الشاملة في الدولة. وقد عززت المؤسسات والهيئات جهودها من أجل تقديم الخدمات والإرشاد اللازم لذوي الاحتياجات ليجعلوا منهم أشخاصاً فاعلين قادرين على الاعتماد على أنفسهم، وخوض معترك الحياة، وتوفير الفرص الكفيلة لتحسين مستوى حياتهم، وتحقيق الاستقلالية وإزالة العراقيل والصعاب التي تعترضهم للوصول إلى مستوى حياة أفضل. وتولي الدولة اهتماماً بذوي الاحتياجات الخاصة من منطلق إنساني وتربوي واجتماعي وثقافي، ولم يعد هذا الاهتمام تحت مظلة الرحمة والإحسان والعطف، بل لأن المعاق إنسان قادر ولديه إمكانات بمستوى السليم، وإتاحة الفرصة له أن تجعل منه إنساناً ناجحاً وقادراً على منافسة الأصحاء في كافة المجالات. ويحظى ذوو الاحتياجات الخاصة بمختلف الإعاقات الجسدية والبصرية والذهنية باهتمام ودمج في المجتمع لإظهار طاقات هذه الفئة، وجعلها فئة منتجة في المجتمع تسهم بعملية التنمية الشاملة.

دعم الأسرة

إن دعم الأسرة له أثر كبير في تخطي الآثار النفسية للإعاقة ويستطيع المعاق إكمال مشوار حياته وهو على كرسي متحرك، فالعاجز هو عاجز العقل لا الجسد، ويجب على أفراد المجتمع تقدير ذوي الإعاقة واحترامهم، حيث إن هناك قلة وعي بفئة ذوي الإعاقات ويواجه الكثير منهم صعوبات في تخليص الالتزامات والطقوس اليومية خصوصاً عندما يتعلق الأمر بصعوبة إيجاد مرافق، أو شخص يعتمد عليه في تخليص هذه المهام.
إن الشخص المعاق هو إنسان سوي عاطفياً ووجدانياً، حاله حال الأسوياء الأخرين مالم تكن إعاقته شديدة جداً؛ ولهذا فهو يحتاج فقط إعترافاً و رعاية معقولة من ذويه ومجتمعه، وإلى إثبات وجوده، وأفضل الفرص التي تتاح للمعاق إضافة إلى العناية هي إتاحة فرصة التعليم.

لـ”ذمار نيوز” حضور

في هذه الجزئية تحديداً “مسألة التعليم” زارت عدسة “ذمار نيوز” مركز رعاية و تأهيل المعاقين حركيا بذمار والتقت بالأستاذ عادل المحضري مدير المركز الذي كشف عن الدور البارز للمركز في مجال التعليم، معتبراً أنه بالتعليم يستطيع المعاق إثبات قدراته وقابليته العقلية والإدراكية الكاملة التي يمتلكها والتي يمكن أن يتفوق فيها على كثير من أقرانه الأسوياء. ويضيف المحضري أن المقصود هنا بالتعليم هو إتاحة الفرصة للمعاقين لكي ينتظموا بسلك التعليم سواء التعليم التقليدي أو المدارس والمعاهد الخاصة بذوي الإحتياجات الخاصة حيث يمنحهم التعليم مزايا وفرصا عديدة بإعتباره أيضا حلقة في سلسلة حلقات تستهدف تأهيل المعاقين مهنيا لكي يتكفل بنفسه ومعيشته وربما إعالة أسرته في أغلب الأحيان.
وفي عجالة كان لنا معه هذا اللقاء السريع:

هل لك أن تحدثنا عن الجمعية ؟
-جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً بذمار تأسست في العام 1997م.

– وما هي خدماتها ؟
-خدماتها كثيرة منها:
خدمات تعليمية:
-تم إنشاء مدرسة الصالح لتهيئة ودمج المعاقين حركياً.
-تقوم هذه المدرسة بجمع كل المعاقين الذين كانوا محرومين من التعليم بسبب نفسي أو خلقي أو عدم الحصول على أجهزة تعويضية كالكرسي المتحرك.
-تقوم هذه المدرسة بجمع الطلاب إلى المدرسة ومن ثم ارجاعهم الى منازلهم بباصات خاصة بهم، مما سهل لهم الإلتحاق بالعملية التعليمية ودمجهم مع المجتمع في المدارس الحكومية بعد تلك التهيئة.

-وماذا عن الخدمات المهنية ؟
– هناك خدمات مهنية كالتالي:
-التدريب والتأهيل المهني.
-الخياطة.
-تعليم من لديهم القدرة على اكتساب حرفة مهنية للذكور والإناث.
*خدمات الكمبيوتر:
-تعليم المعاقين والمعاقات الذين لديهم قدرة على اكتساب مهنة العمل بالكمبيوتر.
*التريكو:
-أعمال يدوية للإناث ومنها محاولة الإعتماد على كسب حرفة يستطيع المعاق أن يعتمد على نفسه فيها.
أعمال إنسانية:
كمتابعة فاعلين خير ومنظمات داعمة لتوفير سلل غذائية أو كراسي تعويضية للمعاقين وأجهزة تعويضية.
وهناك عدة مجالات منها المجال الصحي والمجال الاجتماعي وكذلك متابعة الجامعة باعفاء المعاقين من الرسوم بحسب القانون، ومتابعة المستشفيات باعفائهم ومساعدتهم.

-كم عدد المنتسبين والمستفيدين في هذه الجمعية ؟
-يفوق 2000 فرد.
-عدد المستفيدين: 1500 في جميع المجالات التعليمية والمهنية والخدمية.

ما هي الجهات الداعمة لصندوق المعاقين ؟
-السلطة المحلية.
اصبحت الجمعية بأمس الحاجة لدعم السلطة المحلية ووقوفها ومساندتها في ظل هذه الظروف الصعبة.
-بسبب الظروف التي أثرت على دعم الصندوق والذي تأثر بشكل كبير نتيجة الحرب والحصار.
والسلطة المحلية أصبح الآن من الضروري أن يكون لها تدخل بدعم وتسيهل كل ما يخدم المعاقين في المحافظة.
وكل الشكر والتقدير لكل من يهتم بهذه الشريحة الكبيرة من المجتمع والذي زاد العدد بسبب الحرب.

– ما هي رسالتك للمعنين ؟
– رسالتي لهم أن يتعاونوا وأن يتكاتفوا مع ابنائهم المعاقين وسرعة تلبية احتياجاتاهم الضرورية خصوصا في هذه الظروف التي أصبح الحصول على كرسي متحرك من المستحيلات.

-ما هي أبرز التحديات ؟
-ظروف الحرب والحصار خلقت لدينا تحدي كبير وصعوبات في مواصلة عملنا.
-إرتفاع الاسعار.
-عدم الاستقرار.
-غلاء المشتقات.
-عدم وجود كراسي وأجهزة تعويضية للمعاقين منذ عام 2011م حتى الآن إلا بجهود ذاتية وفاعلين خير بشكل بسيط لا يفي بالغرض.

-ما هي طموحاتكم ؟
-طموحاتنا ليست كبيرة، طموحاتنا لا نريد فلل ولا سيارات ولا سفريات، طموحاتنا بسيطة، توفير كراسي متحركة لكل المعاقين المحتاجين واكمال ترميم المدرسة باثاث ومستلزمات تعليمية حديثة، واكمال المشروع الاستراتيجي والذي تحلم به الجمعية، مركز العلاج الطبيعي, والذي اصبح المكان مهيء لاقامته وسوف يخدم كل الطلاب المعاقين وكل المعاقين، وسوف يعود بدخل على الجمعية للاعتماد على تنفيذ مشاريعها التعليمية والمهنية للطلاب، كما أتقدم بجزيل الشكر لمدير مكتب التربية والتعليم بالمدينة الذي منحنا هذا المبنى الرائع والجميل.

مسك الختام

وبالمجمل العام نستطيع القول أن المعاق كائن إيجابي نشط يحس ويشعر، يطمح ويحقق ولذلك لابد على المجتمع أن يوفر له المناخ الملائم وأن يوفر له مراكز ومعاهد ومؤسسات حتى يستطع المعاق تطوير إمكانيته وقدراته، فقد يحس في بداية الأمر بالإحباط والفشل وذلك يعتمد على نظرة المجتمع له ولكن بتشجيع المجتمع له وإهتمامهم به يجعله يحس بأنه مقبول من مجتمعه الذي يعيش فيه، ولا بد على المجتمع أن يأخذ بيد هذا المعاق ويكون عونا له، وبالتدريب المتواصل والتشجيع الدائم وتحسس ألالام المعاق سوف يكون له دور فعال في مجتمعه والمجتمعات الأخرى.