القران يشخص الواقع الذي نعيشه اليوم
عندما يتأمل الإنسان سواء بالنسبة للآيات التي تتناول قضايا معينة مثل تشريع القصاص، أو الحدود، أو غير ذلك من العبادات والمعاملات، وفيما يتعلق بالتوجيهات، أو فيما يتعلق بتشخيص الإنسان كإنسان، وتشخيص الإنسان المؤمن المتقي، وتشخيص أهل الكتاب، وتشخيص المنافقين، والكافرين، وهكذا عندما تلتفت إلى واقع الحياة تجد أن القضية كما شخصها فعلاً، وفي كل العصور، في هذا الزمن الذي بيننا وبين نزول القرآن أكثر من ألف وأربعمائة سنة تجده يشخص على أرقى مستوى، وأدق تشخيص لهذا الواقع الذي نحن فيه، يشخص أهل الكتاب، بني إسرائيل، اليهود والنصارى هؤلاء، ويشخص المنافقين، ويشخص الوضعية بشكل وكأنه نزل في هذه المرحلة فعلاً، لا يمكن لأحد على الإطلاق أن يكتب على هذا النحو، يتجاوز الزمن كتابته، بل رأينا الزمن تجاوز تفسيرات المفسرين أنفسهم، المفسرين للقرآن نفسه تجاوزهم الزمن، وتجاوزهم القرآن، تجاوز هو والزمن تفسيراتهم له هو، فما بالك أن تكون كتابة يصيغها أحد من الناس؛ لهذا يعتبر نعمة كبيرة جداً علينا، ونعمة كبيرة على الناس جميعاً، على البشرية كلها.
الدرس الثاني والعشرون من دروس رمضان صـ1.