الخبر وما وراء الخبر

أمريكا ومرتزقتها وراء تدهور سعر الريال اليمني

48

بعد إن كان السفير الامريكي يتحكم في الشئون الداخلية للبلد ويحشر نفسه في كل صغيرة وكبيرة، تحققت بفضل من الله وحكمة القيادة وتضحيات الثوار ثورة ٢١ سبتمبر وانهت الوصاية الأجنبة على اليمن الى غير رجعة، إلاّ أن الأمريكي والاسرائيلي شعرا بخطورة ذلك واعدّا العدّة وأعلنوا عدوان ظالم على شعبنا اليمني العظيم من واشنطن بمعية ادواتهم الرخيصة من اعراب الخليج وذلك بهدف إعادة الهيمنة وعلى أمل اعادة اليمن الى حضن الوصاية الامريكية ولأجل تحقيق هذا قتلوا الطفل في عمر الزهور وارتكبوا الجرائم بحق النساء والأطفال على حد سواء في مجازر وحشية وإجرامية قل نظيرها في التاريخ ودمروا المساجد والمدارس والقرى والمدن وكل مقومات الحياة ،، وكان صمود الشعب اليمني وتضحيته وإيمانه بعدالة قضيته ونفيره لمواجهة هذا العدوان الغاشم هو ما أفشل مؤامرات الأعداء في احتلال اليمن واستعباد ابنائه الأحرار .

ولم يكن العدوان الامريكي السعودي الاماراتي عسكرياً فقط فقد تزامن معه عدوان اقتصادي بهدف تضييق الخناق على الشعب اليمني وتجويعه والوصول به الى مرحلة القبول ببيع الارض والعرض مقابل الحصول على لقمة عيشة في مسعى للنيل من كرامة الشعب اليمني وعزته.
وتجلت الحرب الاقتصادية عبر عدة مراحل لتدمير الاقتصاد اليمني، حيث قامت قوى العدوان باحتلال المناطق الغنية بالنفط ونهب ثرواتها وتجميد احتياطي البنك المركزي اليمني ونقله من العاصمة صنعاء الى عدن، وكذلك طرد مئات الالاف من المغتربين اليمنيين وعرقلة حوالاتهم الى اليمن الذي تمثل المورد الثاني للنقد الاجنبي الى اليمن، بالإضافة الى استهداف وتدمير أهم المنشئات الاقتصادية في اليمن من مصانع وصوامع غلال، وفرض القيود المختلفة على الصادرات الزراعية والحيوانية، واستهداف وتعطيل حركة الصيد وتعطيل صادرات القطاع السمكي وطباعة قرابة ترليون ريال من العملة الوطنية بشكل عشوائي وبدون غطاء
وفي الوقت الذي تتشدق فيه حكومة المرتزقة أنها ستعمل على حماية سعر صرف الريال امام العملات الأجنبية وادعائها الباطل أنها ستحافظ على قيمة العملة الوطنية، فقد اقدمت على طباعة ترليون جديد ( الف مليار) من فئة الالف ريال ليصبح اجمالي ما قاموا بطباعته منذ قرار نقل وظائف البنك المركزي الى عدن مبلغ (2) ترليون ريال وهو ما سبب تدهور سعر الريال اليمني .

ويرى متخصصون في الشأن الاقتصادي أن هذه خطوة تعد خطوة تدميرية وكارثية وتأتي ترجمةً لتهديدات السفير الامريكي للوفد الوطني بتدمير قيمة الريال وإيصاله الى الحد الذي لا يساوي قيمة الحبر المطبوع عليه، وهذا دليل على أن العدو الامريكي ماضي في تنفيذ سياسته وتهديداته وانه من يدير هذا العدوان الغاشم إن بشكله العسكري أو الاقتصادي وحتى السياسي ، لتكون هذه الخطوة مؤشر واضح على إمعانهم في قتل وتجويع الشعب اليمني، وعدم اكتراث تلك القوى الإجرامية وعلى رأسها أمريكا بتصريحات المبعوث الاممي لمجلس الأمن الذي أشار أن الطباعة فاقمت من معاناة الشعب وأذكت الأزمة الإنسانية ، وبالرغم من الاحتجاجات التي تشهدها المناطق الجنوبية الخاضعة للاحتلال والتي لاقت اذان صماء وتجاهل من قبل قوى الغزو ومرتزقتهم، تستمر حكومة الفار هادي باستهداف الاقتصاد اليمني واستخدام البنك كأداة تدميرية والتي ستفاقم معاناة الشعب من المهرة الى صعدة لتضرب بمعاناتهم عرض الحائط بل انهم من الاسباب الرئيسة لتلك المعاناة الناتجة عن الاحتلال.

وشتأن بين هذا وذاك، بين طرف يضع مصلحة الشعب اليمني نصب عينيه ويسعى جاهدا للمحافظة على الاقتصاد الوطني من الانهيار وثلة من المرتزقة الذين خانوا الشعب والوطن ولا يبالون اطلاقاً بمعاناة الشعب، ويعملون جاهدين على تدمير الاقتصاد الذي ستطال اثارة عامة الشعب اليمني في الشمال والجنوب حتى أولئك المنافقين الذين يقاتلون في صفوف الغزاة ..

ولمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وما تحملها من مؤامرات والحد من النتائج الكارثية لاستمرار طباعة العملة الوطنية، فإنه يجب على المواطنين عدم التعامل مع الأموال المطبوعة الغير قانونية ، لاسيما وأن طباعة ترليون جديد من العملة الى جانب الترليون السابق سيؤدي في ارتفاع سعر الدولار والذي سيودي إلى رفع سعر العملات الأجنبية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وهذا يتطلب من ابناء الشعب اليمني العظيم في شماله وجنوبه أن يعوا خطورة هذه الأعمال التي يقدم عليها العدو الامريكي السعودي الإماراتي عبر أحذيته الرخيصة وان المواطن هو المستهدف .