الخبر وما وراء الخبر

تتعدد الطرق لعدوان واحد

75

جبران العصيمي

بعد أَكْثَــرَ من ثلاثة أعوام من عدوان وحصار جائر على الشعب اليمني المظلوم، وبعد عدة طرق لإخضاع هذا الشعب في شتى المجالات، ولَكن الأمر الذي أنهك كاهل المواطن الصابر والصامد هو الجانب الاقتصادي الذي تعمد العدوان القضاء على هذا المواطن من خلاله.

فبعد أن تم نقل البنك من العاصمة صنعاء إلى عدن، وبعد الوعود الزائفة التي ثرثرت به ابواق العدوان من صرف المرتبات لكافة الشعب وتحسين المعيشة؛ بهدف صنع نموذج مثالي لقوى العدوان في المناطق التي تسيطر عليها إلا أنها فشلت واتضح مكرها سريعاً حينما عجزت وحرمت حتى أبناء الجنوب من لقمة عيشهم التي كانت تصل إليهم من صنعاء، ولَكن قصرت مسافة الطريق إلى البنك في عدن وتاه أبناء الجنوب عن طريق لقمة عيشهم.

ورغم كُــلّ هذا الالتفاف على الحق المشروع للشعب اليمني أصر العدوان الا أن يستخدم أوراقاً أُخْــرَى ليخرج روح هذا الشعب، والأمر العجيب هو أن حكومة الإنقاذ توفر جاهدة من أقل الموارد مرتبات لجميع موظفي هذا الشعب بين تارة وأُخْــرَى ولجميع الأطراف في الداخل دون أية قيود.

فبعد ما شاهد العالم هذه المعجزات التي عجز عن تفسيرها والتي اغاضت قوى العدوان وجعلته يرتكب ما لم تشهده البشرية من أبشع جرائم.

سعت قوى العدوان وأحذيته في الداخل للبحث عن حيلة أُخْــرَى للقضاء على هذا المواطن الواثق بالله، وهرولت مسرعة إلى طبع كميات هائلة من أوراق العملة لتنخفض إلى الصفر مقابل العملات الأجنبية بهدف تركيع شعب عجزت الاحاجي عن حل احجيته، واحجيته بكل بساطة هي ثقة بمن قال: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} صدق الله العظيم.

وبعد كُــلّ هذه الحيل الشيطانية الأمريكية الاسرائيلية يتجه العدوان بكل حقارة إلى منع دخول المشتقات النفطية إلى شعب الإيْمَـان والصمود لخلق أزمة خانقة للهدف الذي يسعى له العدوان منذ أَكْثَــر من ثلاثة أعوام وهو تركيع شعب الكرامة والإيْمَـان.

ورغم هذا كله يستخدم العدوان أبواقه الكاذبة والشيطانية لكيل الاتهامات ضد أنصار الله وبث شائعات مضللة تتهمهم بأنهم قطعوا المرتبات وتتهمهم برفع الأسعار وتلبسه تهمة الأزمة النفطية الراهنة واشاعة تجويع الشعب وتحاول أحذية العدوان الثرثارة نزع كُــلّ التهم والجرائم من عليها وتلبيسها من يذودون عن حياض هذا البلد والحفاظ على مقدراته وصنع سور منيع لهذا الشعب بأجسادهم الطاهرة الشريفة، وهناك الكثير والكثير من التلبس والدجل والكذب والزيف والنفاق ولزكن؟

فوق كُــلّ هذا وذاك فإنَّ وعد الله غالب..

{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ، وَاللَّهُ خَيْرُ الْمٰكِرِينَ }

صدق الله العظيم..