الخبر وما وراء الخبر

مكأفأة الإمارات لأبناء الجنوب..وما خفي كان أعظم.!

53

بقلم / فؤاد الجنيد

يتكشّف الوجه الإماراتي القبيح في جنوب اليمن يوماً بعد آخر، ويقتنع الجنوبيون أكثر فأكثر بحقيقة هذا المحتل الذي يضمر لهم الشر بالرغم من الخدمات الكبيرة التي منحوه إياها جسداً وأرضاً، فكل المؤشرات والمعطيات ومستجدات الأحداث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن تحالف العدوان في الجنوب فاقد لأي حاضنة شعبية، وعاجز عن تطويع أبناء الجنوب بحزمات المال التي تتدفق بسخاء من ينابيع مسوخ الرياض وأبو ظبي، حتى عصا القوة وسوط السلاح لم يعودا مجديين أمام الشعب الحر الذي أعلنها صراحةً وجاهر بها في وجه تلك الدولتين بأن وجودهما أصبح غير مرغوب فيه في كل زوايا الجنوب، وما ذلك الغضب الشعبي الذي حاول التحالف إطفائه ووأده بكل الوسائل إلا باكورة ثورة توسعت دائرتها الشعبية وازدادت إشتعالاً، الأمر الذي أربك تحالف العدوان ودفع به لكيل الإتهامات لدول وكيانات بالوقوف وراء تصاعد المطالب الشعبية المطالبة برحيله. ولم يكن العجز نصيب قوى العدوان المركزية في جنوب اليمن فحسب؛ بل طال كآفة المكونات التي أنشأها وقضت طوال الفترة السابقة تسوّق له وتعمل لصالحه، إذ عجزت كلياً هي الأخرى عن تطويع المجتمع الجنوبي بعد أن أصبحت منبوذة ومعزوله شعبياً وفي مقدمته المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي تعوّل عليه أبو ظبي كثيراً، وهو ما يؤكد أن الشعب الجنوبي ماضٍ في درب الحرية والتحرر الذي أختاره بعد مشقة وعناء في كلٍ من عدن والمكلا والغيظة ولحج وعتق والضالع وسقطرى وأبين.
أمنياً، تهاوت القبضة الأمنية المؤقتة التي عاشتها مدينة عدن بعد مسلسل دامٍ من الإغتيالات اليومية التي طالت رجال الدين والأمن والمشائخ والخطباء؛ لتعود اليوم موجة الإغتيالات مرة أخرى إلى مدينة عدن مواصلة حصد المزيد من المدنيين وهذه المرة قيادات عسكرية ومدنية مناهضة للمشروع الإماراتي حتى وصل الحال إلى تصفية مدراء المدارس والقيادات التربوية. يأتي ذلك في ظل أزمات عدة تعاني منها المدينة كان آخرها أزمة خانقة في المشتقات النفطية وانقطاع متواصل للكهرباء وإنعدام شبه تام للخدمات، ناهيك عن الغلاء الفاحش في الأسعار في ظل تدهور العملة المحلية وانهيارها أمام العملات الأخرى، وما من شك في أن الإمارات قد تعمدت هذا الإنفلات الأمني المقصود وصنعت منه اداة للقمع والترهيب لاستهداف معارضيها، وما يؤكد ذلك هو قيامها عبر اذرعها في الجنوب بتنفيذ حملة إعتقالات واسعة لأولئك الذين شاركوا في المظاهرات التي خرجت في عدن للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ووقف تدهور أسعار صرف العملة اليمنية واحرقوا صوراً لاولاد زايد وابن سلمان.
إلى ذلك نشر موقع “الجنوب اليوم” صوراً ومقاطعاً تكشف عدداً من الجرحى الجنوبيين الذين أصيبوا أثناء مشاركتهم في مواجهات الساحل الغربي وهم يتعرضون للضرب المبرح على أيدي ضباط وقوات تابعة لأبو ظبي في عدن، ووصفت المصادر المحلية ما تعرض له العشرات من الجرحى الجنوبيين من اعتداءات وإهانة أثناء تنظيمهم وقفة إحتجاجية صباح الأحد أمام مقر قيادة التحالف بمديرية البريقة بالجريمة المهينة، معتبرين ماحدث للجرحى من عنف لفظي وجسدي رسالة يجب أن تصل إلى كل أبناء الجنوب لكي يدركوا حجم المؤامرة التي تديرها الإمارات في الجنوب وتستهدف رجالات الجنوب وشبابه. وبحسب “الجنوب اليوم” فإن عشرات الجرحى الجنوبيين من الذين استغلت الإمارات ظروفهم المعيشية وزجت بهم إلى محارق الموت في جبهة الساحل الغربي نظموا وقفة احتجاجية أمام مبنى مقر التحالف بمدينة البريقة جراء معاناتهم المستمرة وإهمالهم وتجاهلهم المتعمد من قبل حكومة الفار هادي ودول التحالف وحرمانهم من العلاج، ووفقاً للمصدر فإنه أثناء الوقفة أقدم عدد من الضباط والجنود الإماراتيين ومجاميع من الفصائل المسلحة التابعة لأبو ظبي على ضرب المحتجين بالعصي والهروات وأعقاب البنادق ما أدى إلى إصابة الجرحى بإصابات بالغة، ووجّهت لهم سيلاً من الشتائم والألفاظ النابية قبل أن تعتقل الكثير منهم.
وبالرغم من تكرار وتنامي هذه الأحداث المشينة في حق أبناء الجنوب؛ لا يزال المئات منهم يواصلون التحاقهم بمعسكرات التجنيد الإماراتية التي لا تفرق بين حي وميت ولا تضع قيمة لكليهما، فكما تعاملت مع القتلى الجنوبين في صحاري وسواحل الحديدة بتركها غذاء للكلاب، هاهي اليوم تعتدي على الجنوبيين الجرحى، وتكافأهم شتماً وضرباً مقابل تضحياتهم بالأرواح والدماء في سبيل أجندتها ومطامعها في كل شبر من هذا البلد العظيم.