الخبر وما وراء الخبر

حقائق غائبة عن الاذهان !!!!

74

بقلم / أسامة ساري


في تقرير قادم سنورد بالوثائق إن شاءالله تفاصيل مذهلة وأقرب ما تكون الى المعجزة تكشف حقيقة مصادر صرف مرتبات موظفي مؤسسات الدولة .. فليس هناك مطابع للبنكنوت تزود البنك المركزي بالعملة الوطنية . ولا موارد عامة ، البنود الاستثمارية كلها معطلة .

الضرائب واقفة بسبب توقف الاعمال . الجمارك واقفة . مصادر الثروة مصابة بالشلل في جانبي النفط والغاز . وفوق هذا . لاتزال المرتبات تصرف بشكل طبيعي وهناك مخزون مالي لمواجهة باب المرتبات لعدة اعوام قادمة دون قلق أو خوف .

والتقارير المستقبلية للصحيفة ستكشف ان شاءالله كيف أن هذه المرتبات التي يتم صرفها هي ما استطاعت اللجان الثورية توفيره من المال العام وحمايته من النهب والسرقة والحفاظ عليه خلال فترة اربعة اشهر فقط منذ يوم 21 سبتمبر وحتى مطلع عام 2015م الحالي . أموال اربعة اشهر تم الحفاظ عليها في وقت كان الخائن هادي ونجله جلال يصرفون من الخزينة العامة للدولة مليارات الريالات حتى باسم ” جمل الرئيس ” او ناقته في منزله بصنعاء . وتم التصدي لتلك الظاهرة من السرقة والنهب ووقف اعمال الاستنزاف للمال العام. وفوق هذا تأتي على الفساد في وزارة الدفاع التي كانت تصرف شهريا مئات الملايين بأسماء وهمية لعلي محسن الاحمر و حميد الاحمر وصادق الاحمر وجلاوزة آخرين ، وحتى لتنظيم القاعدة في أبين وعدن تحت مسمى ” لجان شعبية ” .

وتم التعامل مع ذلك الوضع وصولاً إلى اتخاذ اجراءات بإشراف ومتابعة مباشرة من السيد القائد عبدالملك الحوثي لوضع حد للتلاعب بمرتبات الجيش وصرف المليارات بدون وجه حق بأسماء وهمية يستولي عليها قادة عسكريين من مخلفات النظامين السابقين كما اعتادوا عليه في السابق .

ولم يحتج أحد ضد اولئك الجلاوزة وما ينهبونه من مليارات باسم الجنود والضباط . بل ظهرت احتجاجات غريبة ضد انصارالله – وهي موجهة بهدف التشويه – وضد اللجان المالية التي نزلت الى المعسكرات للصرف يداً بيد . حرصا على منع الفساد والذي صل الحد ببعض القادة الى منع وصول هذه اللجان الى المعسكرات ومنع صرف مرتبات الجنود المرابطين فيها ، بهدف الضغط على اللجان لتسلم تلك الاموال الهائلة الى يد القادة او من يمثلهم من ماليين وامناء صناديق .

ولكن لم يفلحوا في ذلك.. وعوضاً عن احتجاج بعض الجنود الذين لم يتسلموا مرتباتهم على قادتهم والثورة ضد فسادهم وسيجدون من يؤازرهم ويساندهم من اللجان الشعبية واللجان الثورية ، تجدهم بدلاً عن ذلك يروجون لفساد انصارالله واللجان الثورية .

والسبب أن الفاسدين الفعليين من قادة وغيرهم حاولوا دون وصول المرتبات الى يد بعض الجنود وأن بعض الجنود ايضا ليس لديهم استعداد للحضور الى المعسكرات لأداء مهامهم الوطنية في الدفاع عن سيادة البلد والتصدي لمشاريع الغزو والاحتلال السعودية الصهيوخليجية .

ولو استمر ذلك العبث لتوقف بالفعل صرف مرتبات الآلاف من الجنود ومن موظفي الدولة . ولكن كانت اللجان الثورية في ظل غياب السلطة الفعلية وتلكوء الاحزاب السياسية في تشكيل حكومة وطنية لسد الفراغ السياسي وتحمل مسئولية تسيير شئون الدولة ومؤسساتها ، فاضطرت اللجان الثورية امام هذا الامر الواقع الى تحمل المسئولية في الحفاظ على مؤسسات الدولة وليس بديلاً عن السلطة التي نادى السيد القائد عبدالملك الحوثي مراراً الاحزاب السياسية بتشكيل حكومة وسد الفراغ السياسي دون استجابة فعلية من قبل تلك الاحزاب.

كأن ثمة من يرغب في أن يستمر هذا الفراغ ويبحث له عن شماعات اسمها ” انصارالله ” ويقدم انصارالله من خلال هذا الفراغ السياسي كأصحاب تجربة فاشلة في السلطة .

انصارالله واللجان الثورية دائما وابدا في مختلف المواقف يعلنون ويؤكدون أنهم ليسو سلطة ولا يريدون ان ينفردوا بالسلطة وأن على القوى السياسية في البلد الذهاب معهم نحو الشراكة الحقيقية لتحمل المسئولية . وأن وجود اللجان الثورية ليس إلا فقط حفاظا على مؤسسات الدولة من الانهيار .

وبالفعل نجحوا في مهتهم هذه مقارنة بما آل اليه الوضع في محافظة عدن تحت رعاية ومظلة ما يسمى بحكومة بحاح المستقيلة ورئاسة الخائن هادي برعاية الغزاة وحمايتهم . حيث تعرضت كل مؤسسات الدولة للنهب . وتعرضت موارد الدولة هناك للنهب ايضا من قبل تنظيم القاعدة تحت حماية قوات اماراتية وسودانية غازية . بينما في صنعاء لا يستطيع احد اثبات تسرب ورقة او قلم من داخل مكتب في اي مؤسسة او وزارة .

ولكنها المزايدات والاصطياد في المياه العكرة من قبل مخلفات النظامين السابقين الذين يحرصون على التغطية على فسادهم المستمر والمستشري في كل مؤسسات الدولة بالوقوف عائقا ً أمام أي توجهات لسد الفراغ السياسي. فالفاسدون القدامى لايزالون في مواقعهم . واذا ما جاء الحديث عن تعيينات جديدة من قبل اللجان الثورية فلا يتجاوز ذلك عدد خمسين فرداً في أكثر من 175 مؤسسة حكومية . فالفاسدون لايزالون في مختلف درجات السلم الاداري والاهرام القيادية .

وهناك موانع سياسية مؤقتة تحول دون اتخاذ اللجان الثورية قرارات بتغيير هؤلاء ورميهم الى سلال النفايات التاريخية. فضلا عن أن العدو السعودي الأمريكي لم يترك للشعب اليمني فرصة واسعة لاستكمال اهداف الثورة وتصحيح الوضع في البلد ، وذلك بإنهاك اللجان الثورية وكل رجالات البلد وقواها الوطنية بالحرب العدوانية والتفرغ لمواجهتها . وهناك للأسف من يستغل هذه النقطة الحساسة ويحاول توظيف مساراتها في اتجاهات غير صحيحة للنيل من نزاهة اللجان الثورية ومحاولة تشويه صورتها وتقديمها على أنها فاشلة .

مع ذلك لم يحدث هذا الفشل بعد . لأن اللجان الثورية لم تدخل بعد في تجربة الامساك بالسلطة نهائياً. ولايزال الوضع على ماهو عليه قبل 21 سبتمبر.

الغريب في الأمر أن الاصوات النكرة التي تتعالى اليوم من هنا وهناك ، لم تكن أبداً يوماً لنسمعها تحتج ضد فساد الجلاوزة من النظامين السابقين .

أو تقدم رؤى حقيقية لتصحيح اوضاع البلاد . بل إنها لا تختلف اليوم عن تلك الاصوات النشاز والجاحدة التي تصدت لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر العام الماضي في اليوم الاول لانتصارها ، وبدلاً من رفع تحية اجلال واكبار لأبطال اللجان الشعبية الذين صنعوا ذلك النصر العظيم ، وتناول أهمية الانتصار المتمثل بإسقاط امبراطورية المجرم الفاسد علي محسن الاحمر وغيره من الجلاوزة والمستبدين الذين أذاقوا اليمن الويلات ، وجدناهم عوضا عن ذلك يتناولون اللجان الشعبية ” حقيبة الطفلة فلانه ، وبطانية علان ، واسطوانات اخرى مشروخة ظلوا يعزفون عليها جحودا منهم بدور اللجان الشعبية في اسقاط قلاع الفساد كلياً. وإلا كان من الانصاف أن يقولوا كلمة شكر واحدة للجان الشعبية . ويظهرون امتنانهم .

رغم ادراكهم انهم كانوا مطحونين بالفعل من قبل الفاسدين وأنهم انتقلوا الى حقبة ذهبية من الامان والسكينة وراحة البال بفعل العيون الساهرة للجان الشعبية وما تبذله من تضحيات.
خلاصة القول.. ينبغي ان يدرك كل عاقل حصيف أن الثورة الشعبية بتحقيق انتصار 21 سبتمبر 2014م قطعت فقط اقل من نصف المسافة نحو تحقيق اهدافها.. ولايزال الفعل الثوري مستمراً . فمواجهة الغزاة ومشاريع الاحتلال جزء من الفعل الثوري .

وستستمر الثورة في حراكها العظيم لتصحيح اوضاع البلاد كاملة . ولكن ليس للسيطرة على الحكم وتحقيق اطماع على حساب مصالح المواطن المسحوق أبداً.