الخبر وما وراء الخبر

من كربلاء الي مران

56

بقلم /فيصل الهطفي

قد يستغرب البعض من العنوان من كربلاء الي مران وربما يتبادر الي ذهنه هذا السؤال ماهي العلاقة بين كربلاء ومران ؟!!
والجواب لايحتاج الي توضيح وشرح مطول لإن حادثة كربلاء كمايقول البعض: إن حادثة كربلاء, إن ثورة الحسين (عليه السلام) حدث تستطيع أن تربطه بأي حدث في هذه الدنيا، تستطيع أن تستلهم منه العبر والدروس أمام أيٍّ من المتغيرات والأحداث في هذه الدنيا؛ لذا كان مدرسة, كان مدرسةً مليئة بالعبر, مليئةً بالدروس لمن يعتبرون, لمن يفقهون, لمن يعلمون.
طبعا الإمام الحسين سلام الله عليه لم يكن خارجي كما يدعي البعض ولارجل مظل ولابعيد عن قيم ومباديء الإسلام .
الإمام الحسين سلام الله عليه هو حفيد رسول الله محمد صلوات الله عليه واله وابن بنته سيدة نساء العالمين تربى في كنف النبوة والطاهرة .قال عنه جده الحبيب المصطفى حسينٌ مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا.

اذا فالإمام الحسين (ع)خرج حاملآ لقيم جده رسول الله صلى الله عليه وعلى اله الطاهرين
تلك القيم التي جاهد من اجل إيصالها لهذه الأمة
فبعد موت الرسول صلوات ربي عليه واله غيب الكثير منها وحصل الإنحراف الكبير في ثقافة الأمة كيف لا ، وقد قتل الإمام الحسن سلام الله عليه مسموما وقتل الإمام علي عليه السلام في محراب صلاته بسيف محسوب على الإسلام
من قبل من يدعون انهم خلفاء الله ورسوله في الارض .
طبعا الامام الحسين عليه السلام خرج ليعيد الأمة الي ماكانت عليه في عصر جده رسول الله صلى الله عليه واله .
الإ ان أصحاب النفوس المريضة والممتلئة بالحقد لرسول الله وأهل بيته كانوا هم من إعترض طريق الإصلاح والتغيير بقلوب مازالت تحمل الحقد الدفين لم حصل لأجدادهم يوم بدر وغيرها من الغزوات والمعارك .
فعندما واجهوا الإمام الحسين عليه السلام هم بذلك واجهوا الرسول والرسالة لانه قال صلوات الله عليه واله: حسين مني وانا من حسين
فكان قتلهم للحسين هو دفن للقيم النبيلة والمشروع الإلهي الذي جاء به رسول الله محمدصلى الله عليه واله الطاهرين.
ولولا حفظ الله ورعايته لهذا الدين لكانوا قضوا على كل معالم الدين فقتلهم لأعلام الهدى واستباحة المدينة وقتل كل من شارك رسول الله صلى الله عليه واله غزوته يوم بدر إنتقاما وحقدا على الإسلام ورسول الإسلام.
وهكذا وعلى مر التاريخ المفسدون والمظلون يقفون دائما في وجه الحق والعدالة والتغيير
وقوفا بهذا الزمن وبالتحديد مران والسيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه
والذي اتى حاملا نفس المشروع الذي حمله الإمام الحسين بن علي عليه السلام

فكانت النتيجة ان يسجن أصحابه ويعذبوا وفي الاخير يشنوا عليه الحرب أحفاد يزيد وأبن زياد ومن خلفهم اليهود والأمريكان فكما قتل الأطفال والنساء في كربلاء حدث مثل ذلك في مران واستشهد الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي وقد رسم لهذه الأمة مشروع التحرر الذي يحاربونا الاعداء اليوم من أجله .
أرادوا لنا ان نبقى عبيدا تحت وصايتهم ورحمتهم ولكن هيهات ان نقبل ذلك
لاننا خلقنا أحرارا عبوديتنا لله وحده
فمهما راهن الاعداء على إركاع اليمن وإذلاله فرهانهم خاسر وهم الي الزوال والضعف أقرب فمن كربلاء تعلمنا كيف نواجه وكيف نضحي وكيف نصبر في سبيل مواجهة الباطل والجهاد في سبيل الله وشعارنا دائما هيهات منا الذلة .
وكما انتصر الدم على السيف في كربلاء
سينتصر الأنصار في مواجهة الفجار
مهما بغوا وتجبروا وحشدوا فلن يفلحوا
فعلامة النصر للمؤمنين تلوح في الأفق وان غدا لناظره قريب.