الخبر وما وراء الخبر

المشروع الترامبي “حلب البقرة الحلوب واخواتها”

59

ذمار نيوز | موقع أنصار الله | تقارير 9 محرم 1440هـ الموافق 19 سبتمبر، 2018م

بعد ثلاثة اعوام من الصمت والتواطؤ المقيت للأمم المتحدة حيال العدوان الغاشم والجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها بحق المدنيين العزل من النساء والأطفال والتي تخالف كل القوانين الدولية، وبعد سبات عميق اصدر فريق الخبراء تقريره الذي تناول جزء بسيط من الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها تحالف قوى العدوان وعلى رأسها النظام الأمريكي والسعودي والاماراتي.

وفي قراءة لما تضمنه التقرير، نجد أنه وجه اصابع الاتهام مباشرة للقتلة والمجرمين النظامي السعودي والاماراتي بارتكاب جرائم وانتهاك ضد الانسانية في اليمن، كما وضح التقرير بعضاً من الجرائم والانتهاكات التي تمارسها قوى الاحتلال في المناطق الجنوبية المحتلة، حيث تطرق الى الانتهاكات التي يمارسها النظام الاماراتي في السجون السرية بحق المعتقلين والتي تشير الى بصمات واساليب أمريكية متبعة في التعذيب، إلا انه لم يتطرق الى جرائم اختطاف واغتصاب النساء والاطفال في المناطق الجنوبية وخصوصاً محافظة عدن .

على خلاف الذرائع التي يسوقها النظامين السعودي والاماراتي والتي باتت مكشوفة، جاء التقرير الأممي لفريق الخبراء ليتهم ويُحمِّل كلاً من السعودية والإمارات مسؤولية مباشرة عن الجرائم والمجازر التي ترتُكبَ بحق المدنيين، وكذلك جرائم اغتصاب المعتقلين في السجون السرية وغير السرية في المحافظات الجنوبية الخاضعة للاحتلال، وغيرها من الجرائم التي لا يمكن حصرها في هذا التقرير، وكذلك التسبّب في تجويع الشعب اليمني من خلال فرض الحصار وإغلاق المرافق الجوية والبحرية والبرية، إلا أن المستغرب في التقرير أنه لم يُحمِّل أمريكا أي مسؤولية عن العدوان والجرائم والمجازر التي ترتُكبَ بحق المدنيين، بالرغم بانها العقل المخطط للعدوان والمنفذ له عبر ادواتها الخليجيين ومعظم الانظمة العربية، فأمريكا شريك أساسي في العدوان لاسيما وأنها سبق واعترفت بتقديم دعم استخباري ولوجستي، وتزويد طائرات العدوان بالوقود جواً، ناهيك عن مشاركتها في المعارك البرية بعناصر من شركة بلاك وتر الامريكية وكذلك بعناصر شركة داين كروب الامريكية وايضا بجنودهم اصحاب القبعات الخضراء، بالإضافة الى مشاركة طيارين لمساندة قوى العدوان، وهذه الشراكة في العدوان تتبنّها وتشدّد عليها الإدارة الأميركية، وتحاوِل في الوقت نفسه نفض يدها من الانتهاكات السعودية والإماراتية، ومن تحمل تبعاتها الجنائية والقانونية.

وفي تحول ملفت في دور الأمم المتحدة تجاه العدوان على اليمن، يتبادر الى الاذهان عن أسباب ذلك، لاسيما وأن دورها كان يصّب مباشرةً في صالح قوى العدوان، فهي التي داهنت وجاملت وتماهت مع مشروع العدوان، وتجاهلت كل معاناة لليمنيين، وصمتت عن الآلاف المجازر الوحشية التي مزقت اجساد الاطفال والنساء اليمنيين، لتكون بذلك قد اباحت للعدوان ارتكاب المزيد من الجرام والمجازر الوحشية، واصدرت القرارات تلو القرارات الضمنية للاستمرار في تلك الجرائم، وكانت تسحب أي ادانات ضد المجرمين وقتلة الأطفال والنساء، ومن المهم التذكير هنا عن الموقف المخزي للأمم المتحدة عندما تراجعت عن قرارها بإدراج المملكة السعودية في اللائحة السوداء للدول المنتهكة لحقوق الأطفال لارتكابها جرائم ضد الأطفال والتي سرعان ما تراجعت عن ذلك القرار بفعل المال السعودي المدنس، لا بل وضعت السعودية على رأس لجنة أممية لحقوق الإنسان!!، وكانت ايضاً سبباً في فرض الحصار على الشعب المني وانقطاع الرواتب، حيث كانت الضامن على تسليم الرواتب عندما تم نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن ثم تركت الموظفين يموتون جوعاً.

وتلك حقائق جليّة لا يمكن انكارها جراء تغيير بسيط في دور الأمم المتحدة إزاء العدوان على اليمن التي كان من المفترض أن تكون جهة دولية محايدة وان تصدر مواقف حازمة على الأقل إزاء الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها تحالف العدوان، ولكن ذلك لم يحدث!.

إن الحديث اليوم عن دور الأمم المتحدة بعد أكثر من ثلاثة أعوام على جرائم ومجازر تحالف العدوان لا يمكن وصفه الا كونه ابتزاز أمريكي واضح لكلاً من السعودية والامارات في إطار المشروع الترامبي “حلب البقرة الحلوب واخواتها”، حيث ستتعرض السعودية والامارات لأكبر عملية ابتزاز وحلب طويل الأمد.

وفي سياق ذلك فقد وردت تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة عازمة على الاستيلاء بشكل رسمي على ثروات دول الخليج، حيث افادت صحيفة “يني شفق” التركية في تقرير مطول لها الضوء على الخطر المحدق بأموال الخليج في بنوك أمريكا، حيث تودع الدول العربية التي تأتي في مقدمتها السعودية والإمارات 4 تريليونات دولار أمريكي في بنوك الولايات المتحدة وبريطانيا، وبحسب تقرير الصحيفة فإنه لا شك أن مصادرة إدارة ترامب للأموال الخليجية ليست إلا مسألة وقت، وتعود ملكية الجزء الأكبر من هذه الأموال إلى السعودية والإمارات.

وسيستمر تنفيذ مشروع الحلب حتى ولو توقف العدوان واتفق اليمنيين، وبعد ان ينتهي زمن الحلب سيأتي زمن التلويح بالمشانق، وسينقلب السحر على الساحر حينها سيرتد عليهم حبل الامم المتحدة الذي وضعوه حول اعناق الشعب اليمني لقتلهم، وسيتم تجهيز المشانق لهم بذات الحبل، طال الزمان او قصر، كون تلك هي سياسة الشيطان الأكبر أمريكا والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك.