المركز القانوني يطالب النظام السعودي بإخلاء سبيل الطفلة بثينة واعادتها الى اليمن
طالب المركز القانوني للحقوق والتنمية النظام السعودي بالالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني وإخلاء سبيل الطفلة بثينة وعمها واعادتهما الى اقاربهما في اليمن.
وقال المركز في تقرير صادر عنه اليوم الاثنين، ” إن قيام السعودية بنقل الطفلة بثينة الى الرياض وابعادها عن اسرتها ووطنها رغما عنها وعنهم واستمرار احتجازهم يمثل انتهاك جسيم “اختطاف” قد ترقى الى جريمة حرب تستدعي المحاسبة ومعاقبة مرتكبيها”.
ودعا المركز الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان والخاصة بحماية الطفولة الضغط على السعودية لإعادة الطفلة بثينة الى عائلتها والافراج عن عمها علي منصور وارجاعهم الى اليمن .
وطالب المركز القانوني مجلس الامن الدولي بالقيام بمسؤوليته في تعزيز وحماية حقوق الانسان وحمايتها في اليمن ووقف انتهاكها المستمر من قبل التحالف السعودي منذ العام 2015م، وسرعة انشاء آلية دولية لمحاسبة ومحاكمة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في اليمن.
نص التقرير
تقرير يوثق جريمة اختطاف الطفلة بثينة الريمي المشهورة بـ #بثينة_عين_الإنسانية واحتجازها وعمها علي منصور في العاصمة السعودية الرياض
الطفلة اليمنية بثينة الريمي، ذات الستة أعوام، كانت الناجية والمصابة الوحيدة من أسرتها، إثر قصف للتحالف استهدف حي سكني كان من ضمنها منزل اسرتها بالعاصمة صنعاء فجر الجمعة 25 أغسطس2017م وتسببت الغارات بواحدة من ابشع الجرائم بحق المدنيين من سلسلة مئات المجازر التي ارتكبتها قوات تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن على اليمن منذ شن عملية عاصفة الحزم في مارس 2015م والتي راح ضحيتها استشهاد وإصابة أكثر من 38 مواطنا بينهم نساء وأطفال كان من ضمنهم والدها محمد منصور الريمي وأمها وإخوانها الخمسة: آلاء, آية, برديس, رغد, عمار إضافة إلى خالها منير.
الطفلة بثينة التي أصيبت بكسور وارتجاج في الجمجمة، وتورمت عيناها اثارت صورتها وهي تغطي جروح وجهها وتحاول فتح عينها المصابة بيدها، ردود أفعال غاضبة بصورة كبيرة لدى مواقع التواصل الاجتماعي، التي عبر فيها كثيرون عن غضبهم من وحشية الحرب على اليمن ودشن ناشطون هاشتاق تحت عنوان #بثينة_عين_الانسانية.
كما قام الآلاف من الناشطين والمشاهير في تداول صورهم وهم يقومون بنفس العلامة، التي كانت تشير بها بثينة عين الانسانية، في إشارة لتضامنهم معها بحركة تضامنية معها ورسالة داعمة للسلام وحماية المدنيين وإيقاف الحرب على اليمن ولاقت قصتها اهتمام وسائل إعلام دولية عربية واجنبية عديدة.
– أصدرت الأمم المتحدة وعدة منظمات حقوقية وجهات دواية ومحلية ادانات تجاه المجزرة مما اضطر التحالف عبر ناطقه العسكري اتركي المالكي بيان ذكر فيه ان المجزرة كانت نتيجة استهداف غير مقصود وخطأ تقني
– الادانات العديدة والتضامن الكبير والواسع مع مأساة الطفلة بثينة احرج دول التحالف العدواني على اليمن وساهم في كشف الحرب المنسية وحقيقة ما يجري في اليمن من مجازر بشعة وجرائم مهولة ترتكبها طائرات التحالف بحق المدنيين الأبرياء وتسببت بقتل واصابة الالاف .
– من خلال عين الطفلة بثينة رأى العالم مجازر منسية ومغيبة بفعل المال الخليجي وجعلت الكثير يعبرون عن سخطهم تجاه ما ترتكبه دول العدوان في اليمن وباتت الطفلة بثينة محمد منصور، “أيقونة” الحرب على اليمن، وذّكرت عين بثينة العالم بما عميت عنه الضمائر من وحشية اجرام دول التحالف وهو ما اضطر السعودية التي تقود الحرب على اليمن للعمل على تغييب مأساة الطفلة بثينة التي سبيت للتحالف فضيحة أخلاقية امام العالم لذا قامت عبر أدوات محلية باختطاف الطفلة بثينة ونقلها الى الرياض.
جريمة اختطاف الطفلة بثينة عين الإنسانية:
– السعودية وجدت نفسها مستفزة من حملة التضامن مع الطفلة التي لقبت بعين الإنسانية وبفعل هذا التضامن، لجأت السعودية إلى سيناريو لاختطاف وتهريب بثينة إلى الرياض؛ ومن ثم محاولة إقناع عمها بالتنازل وإغلاق الملف؛ خوفاً من أي دعاوى قضائية قد تُرفع في المحاكم الدولية ضد قيادات المملكة كمجرمي حرب.
– المركز القانوني للحقوق والتنمية قابل أقارب للطفلة بثينة واستمع الى افاداتهم حول اختطافها وحجزها مع عمها في العاصمة الرياض، كما اطلع المركز على ما نشر في وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل حول واقعة الاختطاف:
– ففي 25 سبتمبر 2017 كشفت رئيسة مؤسسة “سماء الإنسانية” سماء أحمد، التي تولت تنسيق بعض الأعمال الإنسانية لصالح الطفلة بثينة، تفاصيل الاختطاف للطفلة بثينة وأفادت أن “شخصاً يدعى فؤاد المنصوري قدم إلى مؤسستها الإنسانية وطلب منها التنسيق مع عم بثينة لعمل تسجيل وثائقي للطفلة لصالح مؤسسة صناع السلام، على اعتبار أن يُبث الفيلم في الأمم المتحدة، وسيتم تصويره بعدة أماكن شهدت جرائم بحق المدنيين”. وقالت سماء: “بدأنا التصوير من أطلال منزل عائلة بثينة في حي عطان، ثم قرر المنصوري الانتقال إلى جريمة عرس سنبان في ذمار، ومن هناك طلب من عم بثينة الانتقال بزيارة سياحية إلى مدينة دمت، ولم يرفض عم بثينة الطلب، وفي مدينة دمت، طلب المنصوري أن يذهب لزيارة عائلته القريبة من المكان، إلا أن ذلك كان كميناً، حيث كانت بانتظارهم سيارات ومدرعات تابعة للتحالف قامت بأخذ الطفلة بثينة الى عدن ومن ثم الى الرياض”.
– بعد واقعة خطف بثينة بأيام نشر عم بثينة علي منصور بعد الحادثة يؤكد فيها تعرّضه لخدعة، وأنه سيصمد أمام الإغراءات السعودية، وسيعود لليمن، لكنه قوبل بانتقادات لاذعة واتهامات بالتواطؤ والتفريط في حق بثينة وأسرتها وتشكيك في الفيديو، لكن اخوه وليد منصور قال للمركز القانوني ان موقف اخوه علي جاد وأنه تعرض للسجن والضرب في السعودية بعد نشر الفيديو ولا زال مخفي في سجون المملكة ولايعرفون عن اخباره ومكان احتجازه حتى الان منذ يوليو 2018م .
– كانت قناة العربية وقنوات سعودية أخرى قد اكدت في اخبار نشرتها في 28 سبتمبر 2017م بوصول الطفلة بثينة الى الرياض لتلقيها العلاج برعاية مركز الملك سلمان وهو ما يؤكد ان السعودية قد قامت بتهريب الطفلة بثينة من اليمن لطي قصتها التي تضامن معها العالم ولاقت اهتمام اعلامي وحقوقي واسع ولم يكن نقاها الى رياض بدافع معالجتها بعد اعتراف التحالف بخطأ قصف منزلها والسؤال الذي يكذب مزاعم السعودية حول اختطافها لماذا بثينة فقط تم اخذها للرعاية والعلاج دون مئات الأطفال اللذين أصيبوا في غارات لطائرات التحالف واعترف بارتكابها ؟؟!!
– حصل المركز القانوني على مقطع فيديو من عم الطفلة وليد منصور الريمي عم الطفلة بثينة قال انه نشر في أغسطس 2018م على الشبكة العنكبوتية للطفلة المختطفة بثينة الريمي وهي تناشد فيه العالم للتدخل وإنقاذها وأسرة عمها من احتجازهم في الرياض وبجانبها أطفال -قال عمها وليد منصور للمركز القانوني انها بالفعل بنت أخيه الطفلة بثينة ومن بجوارها في المقطع هم أبناء خالها – ووجهت رسالة للسلطات السعودية قائلة: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً”، وذلك تعليقاً على احتجازها.
وطالب وليد منصور عم الطفلة بثينة هو ووالدته جدتها بالإفراج عن علي الريمي وأسرته والطفلة بثينة وإعادتهم إلى وطنهم اليمن ومحاسبة الجناة المتورطين في عملية الاختطاف والذين يحاولون بيع قضيتها، ومحاكمة مرتكبي جريمة قصف بثينة وأسرتها”.
الوصف القانوني:
تعتبر جريمة اختطاف الأطفال من الانتهاكات الجسيمة بحق الطفولة وفق ما اقرته الأمم المتحدة، وبموجب القانون الدولي فإن: ” اختطاف الأطفال ضد إرادتهم وإرادة أولياء أمورهم من الكبار، سواء بصورة مؤقتة أو دائمة، أمر غير مشروع بموجب القانون الدولي، وقد يشكِّل خرقاً خطيراً لاتفاقيات جنيف بل يصل إلى جريمة مرتكبة ضد الإنسانية وجريمة حرب ”
حيث ينتهك الاختطاف العديد من الحقوق التي يحميها القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الانسان ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ ﺍﳊﻘـﻮﻕ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﻜﻮﻙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ، ﻭﺍﺗﻔﺎﻗـﻴﺔ ﺣﻘـﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ.
لذلك فإن قيام السعودية بنقل الطفلة بثينة الى الرياض وابعادها عن اسرتها ووطنها رغما عنها وعنهم واستمرار احتجازهم يمثل انتهاك جسيم “اختطاف” قد ترقى الى جريمة حرب تستدعي المحاسبة ومعاقبة مرتكبيها.
التوصيــــات:
– يطالب المركز القانوني للحقوق والتنمية المملكة السعودية بالالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني وإخلاء سبيل الطفلة بثينة وعمها واعادتهما الى اقاربهما في اليمن.
– يناشد المركز القانوني الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان والخاصة بحماية الطفولة الضغط على السعودية لإعادة الطفلة بثينة الى عائلتها والافراج عن عمها علي منصور وارجاعهم الى اليمن .
– يطالب المركز القانوني مجلس الامن الدولي بالقيام بمسؤوليته في تعزيز وحماية حقوق الانسان وحمايتها في اليمن ووقف انتهاكها المستمر من قبل التحالف السعودي منذ العام 2015م، وسرعة انشاء آلية دولية لمحاسبة ومحاكمة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في اليمن.
صادر عن المركز القانوني للحقوق والتنمية