الخبر وما وراء الخبر

الحديدة عصية على الغزاة.. مقتلة جديدة للمرتزقة

52

بقلم / اسماعيل المحاقري

في الأسلوب الدعائي نفسه لحملة تحالف العدوان على مطار الحديدة قبل مدة انطلقت حملة مشابهة باتجاه كيلو 16، وما لم يحققه المرتزقة على الأرض صنعه إعلام السعودية والإمارات قبل أن ينهي المهزلة قرقاش بتصريح لا يعدو عن كونه أمنية أخيرة لن تتحقق في كل الأحوال للخروج من المستنقع اليمني.

وما شهده محور الساحل الغربي من تصعيد عسكري الأربعاء لم يكن مفاجئا ولا استثنائيا بالنسبة إلى الجيش واللجان الشعبية ذلك أن المعارك العنيفة لم تتوقف منذ أن أطلقت واشنطن العنان لقوى العرض والطلب الخليجية لإخضاع اليمن وإحكام السيطرة على سواحله وموانئه الاستراتيجية.

وباتجاه كيلو16، دفع تحالف العدوان بثلاثة ألوية عسكرية غالبية قادتها وأفرادها من عناصر “القاعدة” و”داعش”، متبنيا استراتيجية الأرض المحروقة لتحقيق مكسب ميداني واختراق تحصينات الجيش واللجان الشعبية.

وبالأسلوب الدعائي نفسه لحملة المطار استقبت الماكينة الإعلامية للعدو نتائج الحملة العسكرية الأخيرة قبل أن ينقشع غبار المواجهات عن مقتلة حقيقية للعشرات من المرتزقة بينهم قيادات تكفيرية في مقدمتهم المدعو عدنان الحكمي اليافعي رئيس عمليات ما يسمى اللواء الثالث “عمالقة” ومحرقة متجددة لأعداد كبيرة من الآليات والمدرعات أمريكية الصنع.

هذه الخسائر فنّدتها وزارة الدفاع، مُبيّنةً، في بيان نشرته وكالة “سبأ” الرسمية تدمير ثمان مدرعات من طراز أشكوش وأربع آليات “أطقم عسكرية” إضافة إلى مقتل وجرح أعداد كبيرة من المرتزقة بينهم نحو 45 من لواء المدعو اللحجي.

وأكد بيان الدفاع “كسر الزحف الواسع الذي سانده طيران العدوان بأكثر من 50 غارة” أدت إلى سقوط 30 ضحية بينهم نساء وأطفال إثر استهداف فرزة صنعاء وأماكن أخرى قريبة من ساحة المواجهة.

ومتأثرا بعمليات التضخيم والتهويل المعتادة اعتلى وزير “التغريد” الإماراتي، أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية كعادته منبر الفذلكة و”الفهلوة” زاعما بأن الحديدة هي التغيير المطلوب لإيجاد حل سياسي في اليمن.

أضغاث أحلام تراود بائسا جاهلا لتاريخ اليمن وبأس أبنائه وأوهام يعيشها تحالف العدوان المترنح على سجل من الإخفاقات والهزائم الممتدة من الشمال إلى الشرق والجنوب في ظل متغيرات ومعطيات ميدانية ترجح كفة الجيش واللجان الشعبية في حسم معارك الساحل الغربي واذلال الغزاة واهلاك مرتزقتهم.

ومستفيدا من الغطاء الأمريكي ومواقفها المتماهية ليس آخرها ادعاءات وشهادات وزير الحرب جيمس ماتيس أمام الكونغرس بأن الرياض وأبو ظبي تتخذان إجراءات ملموسة لخفض الخطر على المدنيين والبنية التحتية المدنية في اليمن، يصر تحالف العدوان على ارتكاب المزيد من الجرائم بالتوازي مع محاولته تحقيق إنجاز ميداني في الساحل الغربي يحفظ ماء وجه المهروق ويعيد إلى قواته شيئا من هيبتها المفقودة.

ووفق الخطط المرسومة لها تستمر عمليات عسكرية للجيش واللجان بدا معها ان الساحل الغربي لن يكون إلا مصيدة دامية لتشكيلات العدوان وعلى وقعها لن يجد تحالف الإجرام من وسيلة لتبرير تعثره وانكشاف حملاته التضليلية سوى ادعاء الحرص على أرواح المدنيين رغم ما يرتكب بحقهم من جرائم إبادة جماعية وان غدا لناظره قريب.