ماذا يعني استهداف الطيران المسيّر لمطار دبي
لم تأخذ دويلة الامارات الدروس والعبّر من الرسالة التحذيرية التي بعثها سلاح الطيران المسيّر صماد3 بقصفه لمطار أبو ظبي، وجاء قصف دبي ليكون أشد وطأة من قصف ابوظبي بمئات المرات، ذلك أن تداعيات قصف دبي ستصل شظاياه الى كل دول تحالف العدوان ومعظم الدول الداعمة لها، فإمارة دبي ليست مدينة لا اهمية لها حتى يكون قصفها امراً وطبيعياً، بل هي منطقة تجارة عالمية والمركز المالي العالمي الأول في الشرق الاوسط وسينعكس دخولها في دائرة الاستهداف سلباً على أسواق المال العالمي.
ومن المعلوم أن استهداف مطار أبو ظبي كان يحمل في طياته دلالاته استراتيجية، وحمل العديد من الرسائل الموجهة للنظام الإماراتي لعل وعسى يراجع حساباته ومع ذلك لم يفهم ويعّي فحوى تلك الرسائل ليكون استهداف امارة دبي قفزة نوعية للعمليات العسكرية للجيش واللجان، ورسالة شديدة اللهجة لكلاً من النظامي الاماراتي والسعودي مفادها أنه ليس هناك خطوط حمراء في حال ان استمريتم في ارتكاب الجرائم الوحشية بحق المدنيين، وهو ما يعني ان قصف دبي في هذا التوقيت يؤكد ان كل الخطوط الحمراء قد تخطاها قيادة الجيش واللجان الشعبية وليس قصف دبي اقل بشاعة من مجازركم التي تستهدف الأطفال، وصحيح ان حجم الضربة اليوم ليس كبيرا ومدمرا وكارثيا لأنها مجرد رسالة تحذيرية فقط لإيقاف العدوان، ولكنها ستكون اقوى وأعظم في حال لم يفهموا مغزاها اليوم، وحينها لن ينفعهم الندم
كما فإن قصف مطار دبي بالطيران المسير صماد3 هدفه ايصال رسالة للمجتمع الدولي المتواطئ مع تحالف العدوان مفادها أن الضرر سيصيب كل نظام متواطئ او شريك في العدوان ولو كان بعيدًا جغرافياً، وان هذا القصف مجرد انذار تحذيري عملي قبل فوات الأوان وأن القادم سيكون اشد وأعظم وأكثر تأثيراً.
ولم يكن قصف دبي أمراً اعتباطيا، بل يأتي ضمن استراتيجية محُكمة تتضمن في طياتها التوقيت المناسب لضرب العدو في المنطقة التي توجعه “كما هو الشائع في القول”، فكما هو معلوم أن أمارة دبي تمر بأزمة مالية صعبة، وسط تراجع أسعار العقارات، حيث كشف تقرير للإذاعة الرسمية الألمانية “دويتشه فيله” أن نموذج دبي للنجاح الاقتصادي يمر بأزمة صعبة، وسط تراجع أسعار العقارات بنسب تراوحت بين 5 و10%، وهو ما يعني أنه كان بالإمكان ضرب دبي في المدة السابقة ولكن قضت استراتيجية المواجهة التمهل قليلاً لضرب العدو في التوقيت المناسب بغية الحاق أكبر ضرر اقتصادي للعدو، وبذلك فان دخول مطار دبي دائرة الاستهداف، سيفاقم من الأزمة الاقتصادية الناشئة في إمارة دبي وسينعكس على فقدان ثقة المستثمرين الأجانب في ضل استمرار الازمة المالية وانهيار سوق العقارات بشكل كبير خلال الآونة الماضية.
إن الضربات الناجحة للطيران المسيّر تحمل في طياتها العديد من الدلالات منها:
* ان قيام لطيران المسيّر بضرب مطار دبي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الشعب اليمني رغم العدوان الظالم والحصار الجائر فإنه مستمر في تطوير وسائل الردع والمواجهة، ولا يوجد في ثناياه ايّة بوارد للضعف أو الاستسلام كما تتوهم الرياض وابوظبي، بل أنه يعمل لتطوير وتعزيز قدراته الرادعة في سياق تحويل التحدي الى فرصة وحتى لو وصل الحال بالمقاتل اليمني الى نفاد السلاح من يديه فإنه سيقاتل متوكلاً على الله بالحجارة وسيرعب أولئك الطغاة، حتى تعلم قوى العدوان انها تعتدي على شعب يأبى الظين ويعشق الحرية والكرامة وسيصل يدافع عنها ولو بالحجارة في حال نفدت كل اسلحته.
* إن استهداف دبي يشير الى أن الجيش واللجان يتبعون استراتيجية قتالية أربكت العدو، ومن الملاحظ أنه في الآونة الأخيرة فقد تصّدرت عمليات الطيران المسّير بالهجوم على عواصم كلاً من السعودية والامارات خلال العام 2018م بينما تأخذ القوة الصاروخية ما يشبه الاستراحة والهدوء الذي يسبق مفاجئات متوقعة وعاصفة البراكين ما دام العدوان السعودي الاماراتي على اليمن مستمر، لاسيما وان قيادة الجيش تعمل على إبقاء العدو في دائرة المفاجئة، حيث لا يتم استخدام أي سلاح جديد إلا وقد بات لديها السلاح الأكثر تطوراً منه.
* ان استهداف مطار دبي الدولي جاء ليؤكد فشل أنظمة الدفاع الجوي التابعة للأمارات وأبرزها منظومات الباتريوت والباك3، ويعتبر في نفس الوقت تحدي واضح لدويلة الإمارات التي سارعت بعد قصف مطار أبو ظبي الى اجراء مشاورات ولقاءات مع قيادات أمريكية وأوروبية بغية شراء منظومات دفاع جوي خاصة بالطائرات المسيرة، حيث بادرت واشنطن بإرسال رئيس شركة رايثون للصناعات الدفاعية الأمريكية لطمأنه أدواتها في أبو ظبي بأنهم سيظلون في مأمن، وجاء قصف مطار دبي بعد أقل من شهر على استضافة الإمارات لرئيس شركة رايثون، ويا ترى إلى أين سيذهبون هذه المرة ؟ هل سيعودون الى سيدهم الأمريكي ليشكو فشل منظوماته التي زودهم بها.
* إن قصف مطار دبي بعد قصف مطار أبو ظبي سيجبر دويلة الامارات على التخلي عن سياسة الإنكار والبحث عن مواجهة جمهورها والعالم بشفافية، ووفقا لتصريح الناطق الرسمي لأنصار الله عبد السلام فإن ما يحضر للإمارات أنكى من مجرد تعطيل مطار لبعض الوقت، وهنا أراد محمد عبدالسلام أن يوصل رسالة للنظام الإماراتي بأن عليهم أن يعترفوا بأن سلاح الجو المسير استهدف مطاري أبو ظبي ودبي لأن عملية قصف مطار أبو ظبي ومطار دبي موثقة بالصوت والصورة وسيتم الكشف عنها قريباً، وستسقطون بكذبكم.
وختاماً، فان اطالة امد العدوان لا يأتي في صالح قوى العدوان التي اكتشفت أن إطالة أمد العدوان على اليمن يعني المزيد من الخسارة البشرية والمادية وتحطم هيبة أسلحتها على أيدي رجال الله الشرفاء في جبهات العزة والكرامة الذين يقدمون مفاجئات عظيمة في البر والبحر والجو.
*موقع أنصار الله