الخبر وما وراء الخبر

أطماع السعودية في المهرة

78

بقلم / زيد الغرسي

تستمر السعودية في تحركاتها الميدانية لاحتلال محافظة المهرة رامية بالاتفاق الذي وقعته مع المعتصمين قبل شهر ونصف عرض الحائط، فبعد التزام السعودية بالانسحاب من المحافظة عادت لنشر قواتها وأنشأت خمسين موقعا ونقطة عسكرية في أرجاء المحافظة، منها ستة عشر نقطة على امتداد الساحل الذي يبلغ طوله ٥٠٠ كيلو متر، ومنعت الصيادين من ممارسة أعمالهم، وحولت مطار الغيظة إلى قاعدة عسكرية مغلقة.

كما عملت السعودية على استقدام عناصر من القاعدة وداعش إلى المحافظة، وتعمل حاليا على بناء مركز لهم في مدينة قشن “شبيها بمركز دماج الذي كان في صعدة”، وتجند مليشيات من خارج المحافظة فيها باسم الجيش الوطني التابع للخائن هادي، وإزاء ذلك وصل طاهر العقيلي رئيس هيئة أركان الخونة إلى المحافظة قبل أيام.

واستمرارا في استهداف قيادات أبناء المحافظة الرافضين للاحتلال، أقال المحافظ عددا من مدراء العموم، واستبدلهم بآخرين موالين للسعودية، كما تسعى الأخيرة لإنشاء تكتل قبلي تابع لها في مواجهة تكتل قبائل المهرة الذي يرأسه الشيخ عبدالله بن عيسى آل عفرار الرافض لتواجد الاحتلال السعودي.

وتحت ذريعة إيقاف إدخال الصواريخ الإيرانية للحوثيين، منعت السعودية إدخال البضائع والمواد الغذائية من منفذي شحن وصرفيت، وأصدر محافظ المحافظة المعين من قبلها قرار برفع التكلفة الجمركية لبقية البضائع إلى 100% الأمر الذي أدى إلى توقف استيراد تلك البضائع من قبل التجار.

إلى ذلك كشفت وثيقة مساعي السعودية لإنشاء ميناء تصدير نفطي في المهرة، وبحسب الوثيقة التي تتضمن رسالة من شركة “هوتا” للأعمال البحرية إلى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، تعبر عن شكرها لمنحها إعداد “عرض فني ومالي لتصميم وتنفيذ ميناء لتصدير النفط”، وأكدت الشركة أنها ستقوم على الفور بالترتيب لزيارة الموقع وعمل المسوحات اللازمة، واستيفاء البيانات الضرورية للموقع بالعرض الفني والمالي.

الميناء النفطي سيكون امتداداً للأنبوب النفطي السعودي الذي يتم إنشاؤه حاليا ويمتد بحسب الرؤية السعودية من منطقة الخراخير بحضرموت وصولا إلى المهرة ثم البحر العربي ليكون هذا الممر بديلا عن مضيق هرمز، وأفادت مصادر محلية أن السعودية بدأت بشق طريق الأنبوب بعد زيارة هادي الأخيرة للمحافظة التي استقبله فيها السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر.

وكانت السعودية قد اقتطعت 42000 كم متر من أراضي محافظة حضرموت، وبالتحديد في منقطة الخراخير المحاددة للسعودية خلال الأشهر الماضية، وأكدت مصادر مطلعة بأن المناطق الممتدة من شرورة بنجران إلى الخراخير بحضرموت أصبحت منطقة مغلقة وتشهد أعمال حفر واستكشافات نفطية تقوم بها شركة أرامكو النفطية، كما يتواجد بتلك المنطقة قاعدة عسكرية أمريكية تنطلق منها الطائرات الأمريكية المشاركة في العدوان على اليمن.

هذه التحركات دفعت بأبناء المهرة لإعلان الكفاح المسلح ضد الاحتلال السعودي، مؤكدة أن كل الاستحداثات العسكرية والمعسكرات السعودية وأي مشاريع أخرى ستكون في دائرة الاستهداف في حال لم يتم الالتزام بالاتفاق، محذرة في نفس الوقت من محاولات تضليل الإعلام السعودي الذي يحاول تقديم ما يجري بأنه صراع داخلي بين أبناء المحافظة فقط، داعين الجميع إلى فضح تحركات الاحتلال وكشف تضليله الإعلامي.

يتضح أن السعودية تريد إدخال المحافظة في حرب وفوضى أمنية لتحقيق أطماعها بالرغم من أن السلطة المحلية وأبناء المحافظة يعلنون ولاءهم لما تسمى الشرعية، ويخضعون لحكمها، ولا يوجد فيها انقلاب أو انقلابيبن.

أهداف النظام السعودي من احتلال المحافظة تتمثل في التالي :-

– إيجاد منفذ بري نفطي يمتد من أراضيها إلى البحر العربي عبر حضرموت والمهرة.

– زعزعة أمن واستقرار عمان ونقل الفوضى الأمنية إليها.

– تحقيق الأطماع الاستعمارية الأمريكية والبريطانية في السيطرة على البحر العربي والتحكم في الممرات الدولية الممتدة من البحر العربي إلى خليج عدن ثم باب المندب، ويأتي احتلال جزيرة سقطرى في بداية العدوان في هذا السياق وتنفيذا للعقيدة العسكرية الأمريكية التي تقول “من يسيطر على سقطرى يسيطر على البحار السبعة”.

وبالتالي فاحتلال المحافظات الشرقية التي لا يوجد فيها صراع أو جيش ولجان شعبية أو حوثيين يؤكد حقيقة الأطماع الاستعمارية لأمريكا وبريطانيا، ويكشف زيف شعارات الدفاع عن ما تسمى الشرعية و محاربة الروافض والمجوس والدفاع عن الصحابة كما يزعمون.