الخبر وما وراء الخبر

نصر الإسلام وإنقاذ المستضعفين لا يكون إلا على يد أعلام دين الله وهذه سنة إلهية

72

إن القرآن الكريم يوحي أنه في ميدان المواجهة مع اليهود، مع أهل الكتاب لا تنتصر الأمة إلا بتولي علي بن أبي طالب، ولن تنتصر الأمة إلا تحت قيادة أبناء محمد وعلي ابن أبي طالب (صلوات الله عليهم).

إن علينا إذاً أن نكون في مقدمة من يجندون أنفسهم في مواجهة اليهود والنصارى وإذا كان أباؤنا أفراداً منهم يواجهون الظلم، والطغيان، وكانوا يقيمون حكم الله سبحانه وتعالى، ويحيون كتابه في أوساط عباده، ويطبقون شريعته على أرضه، وهم أفراد قليلون فإن آل محمد الآن أصبحوا آلافاً مؤلفة، إذا لم تجتمع كلمتهم فلا لوم على الآخرين إن لم يتوحدوا، إذا لم تتوحد كلمتنا نحن فلا حق لنا أن نعاتب الآخرين على أنهم لماذا لم يتوحدوا.

إن الله أمر المؤمنين بالتوحد، وكل أمر إلهي، كل أمرٍ إلهي هو يتوجه تطبيقه إلى أهل البيت بالأولوية، والأولية. إذ ليس من الصحيح: أن يكون هداة الناس، وقادة الناس مقصرون، مفرطون، معرضون، متوانون. وحينما ينهض أهل البيت بمسئوليتهم حينئذٍ ستلتف حولهم الأفئدة التي دعا نبي الله إبراهيم الله سبحانه وتعالى في قوله: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} (ابراهيم: من الآية37) وفي هؤلاء الكفاية في ميدان المواجهة في سبيل الله.

أن يقف آل محمد وشيعتهم في ميدان المواجهة سيحضون بتأييد الله بنصره، سيكونون هم حزب الله الذي وعده الله سبحانه وتعالى بالغلبة، ووعده بالفلاح.

لا تتوقع من الآخرين ممن هم مبغضون لأهل البيت، أو ممن يتثقفون بثقافة غير ثقافة أهل البيت أن ينتصروا في ميدان المواجهة مع اليهود، ألم نر نحن بعد أن بلغ الوهابيون ذروتهم في أفغانستان، وفي اليمن، وفي الجزائر، وفي مناطق أخرى، وأصبحوا يمتلكون الإمكانيات الكبيرة، ويمتلكون الجامعات، والمعاهد، والمساجد، والمدارس، والمطابع، ويمتلكون آلافاً مؤلفة من الشباب، ألم يتلاش هؤلاء أمام هبة ريح من أمريكا؟ ألم يعودوا صفراً؟ ألم يصبح موقفهم موقفاً يشوه الإسلام؟.

ألم يكن هؤلاء هم قمة المتمسكين بمبادئ السنية، وها نحن نراهم يتحولون إلى لا شيء وأصبحوا يهربون من ظلهم بعد أن فتحت أمريكا أعينها عليهم، لا تتوقع من أمثال هؤلاء أن ينصروا الإسلام، ولا تتوقع من أمثال هؤلاء أن ينقذوا الأمة، وينقذوا المستضعفين من عباد الله. إن نصر الإسلام، وإنقاذ المستضعفين من عباد الله لا يكون إلا على يد أعلام دين الله، وهذه سنة إلهية.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(مسؤولية أهل البيت (ع))

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 21/ 12/2002م

اليمن – صعدة.