عن تقرير لجنة الخبراء الأخير وثقة اليمنيين فيه.. تفاؤل أم تشاؤم!
بقلم / عبدالله مفضل الوزير
لا تتفاءلوا كثيرا بتقرير لجنة الخبراء الذي وإن ذكر جزءا كبيرا من الحقيقة إلا أنه لا يعدو أن يكون ابتزاز لدول الخليج قبل المفاوضات لتدفع أكثر مالم سيتم الدفع بالمبعوث الأممي للتصريح بضرورة المفاوضات بين أنصارالله ودول العدوان مباشرة وذلك باعتبارهم الممثل الوحيد لليمن والرافض للعدوان ويواجه تحالفه وأما البقية فمرتزقة لا خلاف بينهم وبين تحالف الشر.
وهو سلاح ذو حدين في كونه قدم طعم وفخ للمفاوضات بغرض الخديعة للوفد الوطني لتقديم جزء من الثقة في الأمم المتحدة.
بالله عليكم الجرائم التي حدثت ومنها جريمة القاعة الكبرى وقبلها الكثير من الجرائم التي ارتكبها تحالف الشر والعدوان لم تذكرها الأمم المتحدة إلا اليوم بالرغم من مرور سنتين وثلاث في بعض ما أورده التقرير؟!!
الطُعم الآخر هو للشعب بهدف أن يعيد ثقته بالأمم المتحدة ويطمئن أن هناك مفاوضات وشكلها ستنجح لأن هناك تغير في موقف الأمم المتحدة لصالح المستضعفين.
لو كان للأمم المتحدة قرار لنفذت التزاماتها فيما يتعلق بصرف المرتبات بعد نقل البنك إلى عدن ولنفذت التزاماتها فيما يتعلق بفتح مطار صنعاء الدولي من باب الالتزام الأخلاقي التي تفرضه أدنى معايير الإنسانية على الأقل وليس الالتزام السياسي فحسب.
الأمم المتحدة هي نفسها من التزمت للوفد الوطني بالعودة إلى صنعاء سواء نجحت المفاوضات أو لم تنجح ومع ذلك عجزت وهذا ساعد تحالف العدوان في الضغط على أعضاء المؤتمر آنذاك بعدة طرق وأخذوا عليهم التزام بضرورة تفجير خيانة 2 ديسمبر فيما بعد.
الأمم المتحدة هي نفسها التي تتجاهل كل معاناة لليمنيين وكان يفترض بها كجهة محايدة أن تصدر مواقف حازمة خصوصا فيما يتعلق بانحراف تحالف العدوان عن القرار الدولي 2216 على الأقل لكن ذلك لم يحدث.
الحديث اليوم بعد ثلاث سنوات عن جرائم العدوان لا يمكن وصفه إلا بابتزاز وقبح تمثل بطعم يغطي على المزيد من المعاناة بحق المدنيين.
لا ننسى أنه صدر برعاية أمريكية، فقد سبقه انتقادات من البيت الأبيض وهذا ما يؤكد أن القرار أمريكي وللابتزاز والخديعة فقط، وفي كل الأحوال ستتعرض السعودية والإمارات لأكبر عملية ابتزاز وحلب عالمي طويل الأمد سيلاحقها حتى بعد وقف العدوان وحتى لو اتفقت مع اليمنيين، وهي تستحق ذلك، وما يجري لها يثبت أن تلك التريليونات من الدولارات التي صرفت لترامب انقلبت عليهم حسرة وسيُغلبون كوعد إلهي نراه متجليا أمامنا.
سنقول للأمم المتحدة كهيئة أممية أن موقعها يفرض عليها أن تقول الحقيقة لتحافظ على مبادئها وبقائها وعلى الاستقرار العالمي ولا ينبغي لها أن تكون أداة قذرة تمارس بها دول الاستكبار كل هذه القذارات التي أزكمت الأنوف خصوصا بمواقفها الصادرة فيما يتعلق بهذا العدوان على بلدنا الغالي.
التقرير جيد وثقتنا فيه مرهونة بالخطوات والالتزامات التي يفرضها هذا التقرير على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومالم يتحرك مجلس الأمن بناء على التقرير الأممي هذا “ولن يتحرك طبعا” فلن ننخدع به وبالتالي لن يعبر سوى عن خيبتها فقط وبشاعة مسيروها.