الصواريخ اليمنية ..الشبح الذي أرهق قوى العدوان
بقلم / زين العابدين عثمان
لقد كان ولازال للصواريخ الباليستية اليمنية آثارها الاستراتيجية البالغة في إلجام وردع التحالف السعودي وفرملة مخططاتهم التدميرية التي ينفذونها في اليمن، فظهورها على ساحة الحرب بما تحمله من إمكانات وتكنولوجيا متقدمة وصلت إلى مستوى دك أهداف حيوية واستراتيجية في وسط العاصمة الرياض وأبو ظبي، ما أحدث حالة إرباك ورعب شديدين دب في السعودية وأيضا حلفاءها الكبار وبالمقدمة الولايات المتحدة الأمريكية الكيان الإسرائيلي الذي بدٲ يحوم على كيفية احتواءها.
الناطق الرسمي باسم أنصار الله الأخ محمد عبد السلام وهو أحد أعضاء الوفد الوطني التفاوضي في حوار خاص مع قناة المسيرة يوم أمس الأربعاء، تطرق إلى إيضاح ما يدور خلف الكواليس في هوامش المفاوضات التي تجري مع دول التحالف السعودي في الآونة الأخيرة وعن تفاصيل أهم مطالبهم التي يحاولون قدر الإمكان حلها بالطرق الدبلوماسية، حيث أكد أن ملف الصواريخ الباليستية هو أكثر الملفات التي تبحثها أطراف دولية معهم”.
هذا الصعيد الذي أوضحه عبد السلام تحديدا يضعنا أكثر في الصورة التي عكست واقع القلق والمخاوف المتصاعدة التي بات يعيشها التحالف السعودي حيال منظومات الردع الصاروخية التي في متناول الجيش اليمني واللجان الشعبية وأيضا عن مدى تطورها وتراكم قدراتها التكتيكية بشكل دراماتيكي على مسرح العمليات، فالاهتمام الشديد من أطراف التحالف على وضع ملف الصواريخ الباليستية اليمنية في أعلى سلم أولياتها الأمنية والسياسية في أي مفاوضات تعقد مع وفد صنعاء مؤخرا توحي بشيئين:
الأول: هو أن هناك جهود مركزة تسعى لها دول هذا الحلف على حل واحتواء الملف الصاروخي اليمني عبر المعارك الدبلوماسية في المفاوضات الحالية أو المقبلة بإلحاح ورغبة أكبر، و هذا بطبيعته يعد دليلا يعبر عن الاعتراف والتسليم الضمني من دول التحالف بتداعيات صواريخ اليمن التي أصبح وجودها يشكل تهديدا كارثيا على منظوماتها الأمنية القومية والاقتصادية.
الثاني: وهو الأهم يتمثل في البعد العسكري الكبير لهذه الصواريخ وعمق تٲثيرها في الجانب الجيوستراتيجي الذي أصبح عاملا أساسيا يهدد بتغيير قواعد الحرب القائمة باليمن وكسر استراتيجية القوة الغاشمة التي تعتمدها دول التحالف السعودي في أفق تحقيق أهدافها المرسومة وإلزامها بالتخلي عنها وفرملة كل مخططاتها بحكم أنها باتت تلاقي قوة معاكسة خارجة عن السيطرة بدٲت بفتح النيران المباشرة على أمنهم واقتصادهم مع الأخذ بعين الاعتبار السعودية التي باتت أكبر نموذج حي لمسرح عمليات صواريخ اليمن الباليستية وتأثيراتها المدمرة على واقعها الاقتصادي .
*الجيش اليمني الذي تمتع بترسانة ردع صاروخية متعددة المهام والأحجام وبأعداد كبيرة والتي حاولت دول التحالف السعودي بإسناد كبير من أمريكا على تدميرها وإخراجها عن الخدمة قبل وبعد العدوان على اليمن سواءً عبر أدواتها في الداخل اليمني أو استهدافها بالمقاتلات الحربية في أوائل أيام العدوان، إلا أنها أخفقت في ذلك والواقع يعكس بأن المؤسسة العسكرية اليمنية لازالت إلى اليوم تمتلك هذه الترسانة المهمة والمحورية مع فارق أنها أصبحت تتقدم تقنيا وتكنولوجيا على أيدي خبراء عسكريين يمنيين مختصين بمجال التطوير الصاروخي، فبعد الـ1200 يوم الماضية من عمر عدوان التحالف السعودي على اليمن أصبح للقوة الصاروخية اليمنية برنامج صاروخي تطويري ذا رؤى وخبرات حساسة تضاهي المعايير العالمية مدعما في الوقت عينه بمركز أبحاث مختص في هذا المجال.
ما أود قوله في الأخير هو الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن عدوان السعودية وحلفاءها والصمت الأممي والدولي إزاء ما تعمله الأولى من ممارسة الإبادة الجماعية بحق المواطنين اليمنيين وخصوصا الأطفال وأيضا حصارها الاقتصادي الخانق الذي يدفع بالشعب اليمني نحو أسوٲ الكوارث الإنسانية في العالم فان هذا المسار سيحتم بلا شك على القوات اليمنية الاستمرار بجهود أكثر وإرادة أكبر من أي وقت إلى تمتين وتدعيم أسلحة الردع الاستراتيجية التي في متناولها و من ضمنها القوة الصاروخية كونها الوسائل الوحيدة التي لامناص منها في زجر دموية عدوان السعودية وحلفاءها وكسر الحصار المفروض وبالتالي نستطيع القول في نهاية المطاف إن خطورة الصواريخ اليمنية وتداعياتها الأكثر رعبا لم تظهر بعد بشكل كامل وعلى السعودية وحلفاؤها وفي المقدمة أمريكا و إسرائيل أن يتربصوا موعد تدشين القوة الصاروخية اليمنية لمنظومات باليستية اكبر مدى وأكثر تدميرا وفاعليه على المستوى العملياتي والاستراتيجي لأن وقودها هذه المرة لم يعد الوقود الصلب أو السائل بل هو دماء الأطفال والمواطنين اليمنيين، المسفوكة ومعاناة 30 مليون يمني.