الخبر وما وراء الخبر

ماسبب الاندفاع المجنون لقوى العدوان للسيطرة على الدريهمي؟ ولماذا نعتقد بان مخطط السيطرة على الحديدة دخل موتا سريري؟

136

زين العابدين عثمان تحليلات

الدريهمي وهي إحدى مديريات محافظة الحديدة، وتقع في الجزء الغربي منها، وتطل على البحر الأحمر، يحدها من الشمال مديرية المراوعة، ومديرية الحوك من مدينة الحديدة، ومن الجنوب مديرية بيت الفقيه، ومن الشرق مديريات السخنة والمراوعة، وبيت الفقيه، ومن الغرب البحر الأحمر.

يبلغ عدد سكانها حسب أحصاءية 2004م ( 55٬013) نسمة، وتبلغ مساحتها ( 695 كم2). وتضم (84) قرية موزعة على (9) عزل هي: ( بني مرسي، الحجبة السفلى، الحجبة العليا، الدريهمي، الزرانيق، المساعيد، المشاقلة، المفالسة، المنافرة

والدريهمي تعد من اهم المناطق الاستراتيجية في محافظة الحديدة كونها منطقة متاخمة جغرافيا لمدينة الحديدة ولها خط ساحلي واسع يمتد لأكثر من 15كم، على البحر الاحمر ،بالتالي فهي من اكثر المناطق اهمية التي تسعى لها قوى العدوان السعودي الاماراتي الى اطباق السيطرة عليها مهما بلغت التكاليف وقد لوحظ اندفاعها المجنون والهستيري الخالي من التخطيط والتكتيك مؤخرا من خلال دفع وتركيز كل قواتها من المرتزقة والجنجويد الوية وكتائب في معارك الدريهمي التي سرعان ما كانت في النهاية معارك خاسرة لم تٲتي بجديد الا فيما كلفتها اثمانا وخسائر باهضة في العتاد البشري والعسكري ،وكما يبدو فواقع الحال في هذا الاسبوع فقط يشهد بفداحة الخسائر الهائلة التي تتلقاها مرتزقة الامارات حيث ان كل القوات التي حاولت الزحف بهم خلال هذا الايام الماضية تباد ابادات جماعية في كمائن ومصائد موت محكمة نصبها الجيش اليمني واللجان الشعبية وكانت حجم الخسائر البشرية الشبه يوميه بمستوى كتائب وسرايا كاملة من المرتزقة وتدمير مانسبته 10 الى15 الية عسكرية ومدرعة اماراتية بمن عليها باليوم الواحد فقط .

فواتير الخسائر الهائلة لمرتزقه الامارات في معارك الدريهمي جعلت من امر االسيطرة عليها بهذا الصورة وهذا التكتيك ضربا من المحال وبالتالي كان اللجواء الى تغيير استراتيجية الاشتباك امرا الزاميا وهو ما عملت عليه الامارات و باسناد من السعودية وباقي اعضاء التحالف الى اتخاذ اجراءات تعتمد على استخدام استراتيجية القوة المفرطة وتنفيذ سياسة الارض المحروقة في مديرية الدريهمي لاسناد قواتها العالقة على الارض كطبيق نفس المسار السابق في مديرية المخاء بتعز الذي سيكون عبر تكثيف عمليات الاغارة الجوية وقصف البارجات البحرية بشكل مكثف ومركز وارتكاب المجازر الوحشية وتدمير المنازل كجانب لترهيب سكان مديرية الدريهمي لاجبارهم على المغادرة والنزوح الجماعي .

ما يجب قوله هنا ان الدريهمي ليست كالمخاء والفوارق الاستراتيجية هنا كبيرة جدا وفوق طاقات وقدرات التحالف السعودي الاماراتي ،فالجيش واللجان الشعبية اصبح يمتلك الافضلية ويتحكم كليا في ادارة المعارك كل المعارك الدائرة في الساحل الغربي ابتداءا بمحاور القتال بالتحيتا اولى مديريات الحديدة جنوبا وصولا الى الدريهمي شمالا خصوصا بعد ان استطاع بعمليات عسكرية تكتيكية ومعتمدة بقوات ضاربة الى تقطيع اوصال قوات مرتزقة الامارات المتمددة طول خط الساحل الغربي وقطع خطوط الامدادات الرئيسية عنها في اكثر من نقطة كالذي في الجاح والنخيلة والفازة بالاضافة الى فتح قوات الجيش واللجان جبهات. استنزاف اضافية على القوات المقطعة والمحصورة في المناطق الساحلية ،. وبهذا تصبح قوات المرتزقة المهاجمة امام خطرين استراتيجين الاول هو في محاصرتها واستنزافها من قوات الجيش واللجان الشعبية والثاني في قطع الاخير لخطوط الامداد الرئيسية لدخول العتاد والتعزيزات الرديفة لهم القادمة من المخاء التي من المفترض ان تصل بالتالي وعلى هذا الاساس تصبح قوات الجيش واللجان هي صاحبة اليد العليا وهي من تمتلك زمام المبادرة في معارك الساحل الغربي وموقع القوات المهاجمة من مرتزقة الامارات محاصرة وآخذه في الانهيار الكامل واصبح امر طيها عسكريا من قبل الجيش واللجان مسٲلة وقت لاغير .

في الاخير يمكننا القول اجمالا لما يحدث في الحديدة والمعارك الدائرة فيها انها في حكم الميته عسكريا وان مخططات التحالف الاماراتي والسعودي للتقدم والسيطرة عليها اصبح امرا لم يعد يقبل خوض النقاش فيه فقد دخل موتا سريريا وفترة ثلاثة اشهر تقريبا منذ بدء التحالف الاماراتي السعودي هذه المعركة الخاسرة والمكلفة جدا كانت اكثر من كافية في تعليم ال زايد وال سعود مضمون القاعدة التاريخية التي تنص على ان ” اليمن مقبرة الغزاه” الذي حاول تجاهلها وايضا في تلقينهم خسائر وفواتير مالية وبشرية تشابه ماحصل في احداث الحرب العالمية الثانية.