الخبر وما وراء الخبر

قائد الثورة يهنئ الشعب اليمني والأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك “نص التهنئة”

125

هنأ قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الشعب اليمني والأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك.

فيما يلي نص التهنئة:

الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكـرة وأصيلاً، والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.

بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك نتقدم إلى شعبنا العزيز وأمتنا الإسلامية بالتبريك والتهاني سائلين الله عز وجل أن يكتب للمجاهدين المرابطين الأبطال في كافة المحاور والجبهات عظيم الأجر وجزيل الثواب وأن يعينهم ويثبتهم ويؤيدهم بنصره ويبارك فيهم وأن يتولى بجميل رعايته أسر الشهداء ويَمُنَّ بالعافية على الجرحى ويفرج عن الأسرى وأن يوفق شعبنا العزيز لما فيه الخيرُ والصلاحُ للدين والدنيا وحسنُ العاقبة ويعينَه على الثبات والصمود في التصدي للطاغوت المستكبر المتمثل بقوى الشر وتحالف العدوان بقيادة أمريكا والموالين لها من المنافقين وعلى رأسهم النظام السعودي والنظام الإماراتي وغيرهما من الذين يسارعون في طريق النفاق والخيانة التي رسمها اللوبي الصهيوني اليهودي بهدف الانحراف بالبشرية عن المبادئ والقيم الإلهية ولغرض تدمير مجتمعاتنا الإسلامية وتطويع الأمة وإخضاعها للاستغلال والاستعباد في خدمة أمريكا ومصلحة إسرائيل بكل ما لذلك من آثار ونتائج وخيمة وفظيعة في الحاضر والمستقبل يتجلى بها سبب الغضب الشديد والوعيد الرهيب من الله تعالى حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً}النساء 144- 145.

إن مناسبة عيد الأضحـى المبارك قد خلّدت للبشرية أرقى درسٍ في التسليم التام لأمر الله تعالى وإيثار طاعته وإخضاع النفس له، وذلك في موقف نبي الله وخليله إبراهيم (عليه السلام) وابنه نبي الله إسماعيل (عليه السلام) في امتحان الرؤيا حيث قال كما في القرآن الكريم: {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}الصافات102، وقد أتى الفداء لإسماعيل (عليه السلام) في اللحظة الحَرِجَة بعد الاستعداد التام والتسليم الصادق لله ولأمره كما قال الله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}103-107 الصافات.

وما أحوجنا جميعاً إلى أن نتعلم من هذا الدرس التاريخي كيف نُؤْثـِر طاعةَ الله تعالى على رغباتنا وأهوائنا وكيف نضحّي في سبيل الله تعالى، والأمةُ في مرحلة لا بدّ لها فيها ــ للثبات على الحق ونيل الحرية والحفاظ على الكرامة ــ من التضحية وإلا ساقها المنافقون سوقاً بالإغراء أو بالترهيب أو بالتضليل لتضحّي في خدمة أعدائها.

فعلينا جميعاً في عيد الأضحى أن نتعلم الدرس من نبي الله إبراهيم ونبيه إسماعيل في أن تكون تضحياتُنا فيما يرضاه الله؛ وهذا ما تكسب به الأمةُ العزّةَ والخيرَ وحسنَ العاقبة، وبِتَحَرُّرِ الإرادة تنال الأمة الحرية في حياتها ومواقفها وقراراتها وتعيش الحريةَ واقعاً لا نفوذَ فيه للطاغوت ولا تـَحَكُّمَ فيه للمنافقين ولا عبوديةَ فيه إلا لله رب العالمين.

إن شباب شعبنا الأبطال المجاهدين المرابطين في ميادين الجهاد والمقدِّمين يومياً لقوافل الشهداء وهم يتصدون للغزاة المجرمين يجسّدون اليوم موقف نبي الله إسماعيل من جديد بتضحيتهم بكل رغبة وبروحية إيمانيّة مسلّمة لله تعالى وبعطائهم بالروح ابتغاءَ مرضاته ؛ وإن آباءَ وأمهاتِ وأسرَ الشهداء وآباءَ المجاهدين والأسرَ التي تبعثُ أبناءَها إلى الميدان وتساندهم في نهوضهم بالمسؤولية وقيامِهم بالواجب ابتغاءَ مرضاة الله تعالى تجسِّد من جديد عطاء إبراهيم خليل الله وتقتدي بأنبياء الله وأوليائه في مستوى الطاعة والامتثال فيما يتهرب عنه الكثير من أدعياء الإيمان.

إن الصادقين اليوم في يمن الإيمان تجلّى صدقهم في انتمائِهِمُ الإيماني حين نجحوا بتوفيق الله تعالى أمام الاختبار والمِحَكّ الذي يَمِيزُ اللهُ به الخبيث من الطيب والصادقَ من الكاذب والأصيلَ من الدَّعِيِّ الزائف وهو الإختبار بالموقف والولاء والجهاد حيث قال الله تعالى:{مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}آل عمران179، وقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}محمد31، وقال تعالى:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً}التوبة 16.

فطوبى ثم طوبى لكل من وفَّقهُ الله لِيَقِفَ الموقفَ الحقَّ الذي أمر به اللهُ تعالى في مواجهة الطغاة المستكبرين المعتدين حيث قال:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}الحج 39، وحيث قال:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}البقرة 216، وحيث قال:{انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}التوبة 41، وحيث قال:{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}البقرة 244، وحيث قال تعالى:{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}النساء 76، والخيبةُ والخسرانُ والخذلانُ لكل المتخاذلين والمتربصين والمثبطين الموعودين من الله تعالى بالعذاب والمفضوحين في ادعائهم وانتمائهم بأنهم لا مصداقية لهم والمؤاخَذين من الله بعقابه العاجل في الطبع على قلوبهم وسلبهم التوفيقَ والعزةَ حيث قال تعالى:{رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ}التوبة 87، وقال تعالى:{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}التوبة 81-82، وقال تعالى:{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً}الأحزاب 18.

إنني أتوجّه بالنداء إلى الأحرار والأوفياء في شعبنا العزيز يَمنِ الإيمان بالنفير إلى الجبهات وفي مقدَّمتها الساحل الغربي التي يسعى العدوّ للتصعيد فيها خلال هذه الأيام، وقد كان للنفير والتحرك في عيد الفطر الأثرُ الكبيرُ بفضل الله تعالى حيث أخفق العدوّ آنذاك في تحقيق هدفه وتحول الساحلُ الغربي إلى ميدان إخفاقٍ وهزائمَ للأعداءِ وللتنكيلِ بهم بنصر اللهِ ومعونته، وأملي في فضل الله وعظيم رحمته ووعده الصادق إذا تحرك الأحرار والأوفياء كما ينبغي ونزلوا إلى الميدان أن يكتب الله نصراً عزيزاً قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}محمد 7.

وفي الختام نسأل الله سبحانه أن يؤيد شعبنا وأحرار أمتنا بالنصر وأن يحفظ حجاج بيته الحرام ويعيدهم إلى أهاليهم بالخير والعافية وأن ينتقم من آل سعود الملحدين بالظلم في بيته الحرام بمنع البراءة وحرمان شعبنا المسلم من الحج وبعمالتهم لأمريكا وإسرائيل وبعدوانهم وإجرامهم وخيانتهم للإسلام والمسلمين وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.