الخبر وما وراء الخبر

الرئيس المشاط يبعث رسالة إلى رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية ..

89

بعث الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، رسالة إلى الرئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة عمران خان .. هنأه فيها بمناسبة فوز حزبه في الانتخابات التشريعية الباكستانية .

وتطرق الرئيس المشاط في الرسالة إلى ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار من قبل تحالف العدوان والدور المعول على جمهورية باكستان في المساهمة في إيقاف العدوان وإحلال السلام في اليمن.

فيما يلي نص الرسالة:

يطيب لي في البداية أن أنقل لكم تهانينا في المجلس السياسي الأعلى بالجمهورية اليمنية، وتهاني الشعب اليمني بفوز حزبكم في الإنتحابات التشريعية الباكستانية مؤخرا، وتوليكم رئاسة الوزراء، متمنيين لكم التوفيق والنجاح في مهامكم ومسؤولياتكم الجسمية، وللشعب الباكستاني الشقيق دوام التقدم والازدهار في ظل قيادتكم الرشيدة ولعلاقات بلدينا الشقيقين مزيدا من النماء والتطور في مختلف المجالات.

نبارك لكم هذا الفوز المشهود والتفويض الشعبي الكبير الذي حظيتم به وهذا انتصار مهم لصالح جمهورية وشعب باكستان ولصالح العالم الإسلامي وكل القوى المحبة للخير والسلام، كما هو أيضا انتصارا لتوجهاتكم ونضالكم في مجال محاربة الفساد وتحديث بنية الدولة والمجتمع وإحداث نهضة تنموية شاملة في كافة المجالات وما يبعث على الفخر والاعتزاز هو ما عرف عنكم من نهج يعزز من سيادة واستقلال باكستان ويرفض سياسات الهيمنة والتبعية التي تحاول بعض القوى الغربية الكبرى فرضها على دولنا وشعوبنا الإسلامية.

لاشك أنكم تتابعون ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان همجي وبربري وحصار جائر وشامل تقوده السعودية والإمارات وبغطاء ودعم أمريكي منذ تاريخ 26 مارس 2015م وإلى يومنا هذا وهو مستمر في استهداف وقتل الشعب اليمني من أطفال وشيوخ ونساء ومدنيين عزل وأبرياء طالتهم آلة القتل والدمار ممثلة بالصواريخ والقنابل الفتاكة والمحرمة دوليا وشتى أنواع الأسلحة الحديثة، الأمر الذي يصنف بجرائم حرب وإبادة جماعية.

حيث شنت هذه الحرب من دون سند أو مسوغ قانوني، وبتعارض تام مع مواثيق الأمم المتحدة وكافة قوانين ومبادئ حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وقد ارتكب هذا العدوان أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني وآخرها استهداف مستشفى الثورة وسوق أسماك شعبي بمدينة الحديدة غرب البلاد راح ضحيته العشرات من الأبرياء.

ناهيك عن استهداف معظم مقدرات البلاد وتدمير بناه التحتية ومعالمه الأثرية وكل ذلك حدث ويحدث تحت مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والإنسانية، ما يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء.

إننا في الجمهورية اليمنية قيادة وشعبا ننظر بعين الاحترام والتقدير إلى جمهورية باكستان الإسلامية ومواقفها الرسمية والشعبية المناهضة للعدوان على بلادنا والرافضة منذ اليوم الأول للعدوان لكل الإغراءات التي قدمت من السعودية والإمارات للإنخراط والزج بالقوات المسلحة الباكستانية في العدوان على الشعب اليمني، وقد كان لرفض البرلمان الباكستاني مشاركة الجيش ضمن قوات تحالف العدوان على بلادي أثر عظيم في نفوس الشعب اليمني، وعبر هذا الموقف عن إدراك عميق لمظلومية الشعب اليمني، وخطورة الأنضواء في المؤامرات والمخططات التي تخدم المشروع الأمريكي في المنطقة من خلال زرع الفتن والحروب بين دولها وشعوبها، بهدف السيطرة على هذه البلدان والاستيلاء على ثرواتها الطبيعية ومقدراتها الحيوية وهذا ليس بغريب على باكستان وشعبها المحب للخير والسلام دوما وسيظل موقف باكستان محل تقدير وشكر الشعب اليمني.

ونحن على ثقة بأن باكستان في ظل قيادتكم الحكيمة ولما تتمتع به من ثقل ومكانة عظيمة في العالم الإسلامي ستعزز من مواقفها الرافضة للحرب وكل ما من شأنه إثارة الفرقة والانقسام والنعرات الطائفية بين دول وشعوب العالم العربي والإسلامي وستتبوأ موقعها الطبيعي والريادي في طليعة دول المنطقة التي تواجه مشاريع التفتيت والتقسيم، والعمل دوما لما فيه خير وعزة الأمة الإسلامية.

دولة الرئيس : ما زالت دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات، ترتكب المزيد من الجرائم بحق الشعب اليمني، وتصعًد من عملياتها العسكرية في الساحل الغربي لبلادنا على أمل السيطرة على مدينة الحديدة واحتلال الموانئ والجزر اليمنية، متجاهلة كل دعوات السلام الدولية والتداعيات الإنسانية الخطيرة التي تخلفها هذه الحرب وذلك رغم ما قدمناه في صنعاء من مرونة ومبادرات تدعم الجهود الدبلوماسية التي يقودها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى بلادنا حقنا للدماء وسدا للذرائع والمبررات الباطلة التي يروج لها تحالف العدوان لاستمرار عملياته العسكرية في الساحل الغربي.

ونحن نؤكد لكم وللعالم أجمع مرارا وتكرارا بأننا دعاة سلام وحريصون على إنهاء هذا العدوان وتجنيب بلدنا وشعبنا مزيدا من ويلات الحروب والدمار، ونتطلع في هذا الإطار أن يكون لجمهورية باكستان الإسلامية، ولكم شخصيا دورا سياسيا بارزا في دعم جهود السلام والمسار السياسي في بلادي وصولا إلى تسوية سياسية شاملة وعادلة تحقق الأمن والاستقرار لليمن ولجيرانها من دول وشعوب المنطقة وفي سبيل ذلك، ولما لدولتكم من مكانة واحترام لدى الشعب والقيادة اليمنية نبدي استعدادنا لدعم ومساندة أي تحرك أو دور يمكن أن تضطلعوا به لإحلال السلام.

في الختام يسعدني التعبير لكم عن رغبتنا الصادقة والقوية في تنمية وتطوير علاقات التعاون الثنائي بين بلدينا في مختلف المجالات وأن تشهد هذه العلاقات تطورا ملحوظا في الفترة القادمة لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الشقيقين.

سبأ