الخبر وما وراء الخبر

مظلومية اليمن في محكمة العدل الربانية؟

40

بقلم/ زيد البعوه.

الا يظن أولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم؟ سؤال وجهه الله لكل الطواغيت والمجرمون في كل زمان ومكان الى اخر أيام الدنيا الا يظن المستكبرين والمعتدين على الشعب اليمني ان لهذا الشعب رب يحميه وعدالة تنصفه ورحمة تلفه ورعاية تحوم حوله؟ عليهم ان لا يفرحوا كثيراً بما سفكوا من دماء اليمنيين لأنها دماء تختلف عن غيرها من الدماء لا تسيل فيمحى اثرها ولا تتساقط على التراب فيطويها الزمان انها دماء الأطهار المؤمنين التي تكفل الله بتنميتها وتزكيتها وتوعد من يهدرها بالعقاب في الدنيا قبل الأخرة..

في بلادنا وعلى ذرات الرمال اليمنية تسفك دمائنا يومياً بدون أي ذنب وبدون أي مبرر من هناك من خارج الحدود اليمنية جاءوا غزاة معتدين محتلين ارسلوا طائراتهم من السماء وبارجاتهم من البحر والياتهم ومدرعاتهم من البر هدفهم استعمار اليمن وقتل اليمنيين يمارسون عملهم الوحشي الإجرامي الاستعماري على مدى اكثر من ثلاث سنوات..

الف جريمة وجريمة والف مجزرة ومجزرة ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني على مدى اربع سنوات في الليل جريمة وفي النهار مجزرة في صنعاء جريمة وفي صعدة مجزرة في الحديدة جريمة وفي حجة أخرى وهكذا أطفال ونساء وشيوخ من مختلف الفئات العمرية ومن مختلف الأحزاب والطوائف والمكونات يمنيين في مساكنهم وعلى تراب وطنهم وتحت سماء بيتهم الكبير اليمن في الأعراس تستهدف طائرات العدوان وفي مخيمات العزاء تقصفهم طائرات العدوان وفي الطرقات والأسواق والمدارس والمستشفيات وحتى المساجد..

اسر يمنية ابيدت بالكامل واسر أخرى بلا منازل وأخرى لم يتبقى منها سوى الذكريات صور واطلال ركام واشلاء دماء ودموع أينما ذهبت تلقى جريمة وكلما شاهدت التلفاز ترى جريمة وكلما فتحت المذياع تسمع عن جريمة وكلما قرأت صحيفة تقرأ عن جريمة المجرم معروف العدوان السعودي الاماراتي الأمريكي والضحية أبناء الشعب اليمني وخلال الوقت الزمني الطويل الذي لم يتوقف المجرم فيه عن ارتكاب الجرائم وضع المجتمع الدولي في اذنيه شيئاً من القطن ووضعت الأمم المتحدة في فمها رزمة من المال وساد الصمت..

وكعادتهم اثناء كل جريمة يرتكبها العدوان في اليمن تخرج المنظمات الحقوقية لتصرح وتوزع تقارير واحصائيات ويعقد مجلس الأمن جلسات او لنقل جلسة يعبر فيها عن الإدانة والاستنكار ويوجه الى التحقيق في الجريمة رغم ان كل شيء واضح فيأتي ناطق دول العدوان ليقول ان المستهدف قيادات عسكرية وتمر الأيام وطائرات التجسس والأقمار الصناعية ترصد هدفاً بشرياً من المدنيين في محافظة هنا او في محافظة هناك وتأتي الطائرات الحربية لتقصف الهدف وترتكب جريمة ابشع مما سبق ويستمر الدم اليمني في النزيف الذي لا يتوقف..

لقد توزعت اشلائنا على كل رقعة من جغرافيا اليمن وسالت دمائنا بين جداول اليمن في الشمال والجنوب والشرق والغرب حتى شربت مزارعنا بدلاً من الماء دماء وبدلاً من السماد والمواد العضوية عظام واشلاء لكن تلك الدماء وتلك الأشلاء ليست رخيصة كما يتوقع العدو وسالت من اجل هدف عظيم وقضية عظمى..

تلك الأرواح التي اختطفتها أسلحة العالم المستكبر هي أرواح لا تموت تذهب فقط من اليمن وتسافر الى البعيد ليحل محلها أرواح من الحرية والعزة والكرامة والاستقلال كل هذه القيم ضحينا من اجلها ولأنها تستحق فهي تبقى ترافقنا وتبشرنا بفجر قريب وفرج اقرب ونصر اقرب من حبل الوريد..

لن نذهب الى ما يسمى محكمة العدل الدولية لأنها لا تعرف من العدل الا الاسم فقط بل سوف نذهب الى محكمة العدل الربانية وحتى ذلك اليوم الذي يقف الجميع بين يدي الخالق في محكمة العدل التي لا ظلم فيها سنعمل ما استطعنا ثأراً لمظلوميتنا ونحن على ثقة ان الله معنا ولن يتركنا عرضة دائمة للطواغيت وفي نفس الوقت نحن على ثقة انه تعالى قد أصدر الأحكام العادلة التي لا يمكن نقضها وحكم على المجرمين بعقوبات لا يمكنهم الهروب منها تداوي جروحنا وتشفي غليلنا وتضع حداً مؤبدا للطغيان والطاغوت ويستبدلنا بنعيم خالد لا ضيم فيه ولا عناء وإنا واياهم الى رابنا راجعون.