الخبر وما وراء الخبر

الحج وسيلة من وسائل الهداية والوعي والبصيرة.

73

يقول السيد حسين رضوان الله عليه في الدرس السابع من دروس رمضان:

{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً} [البقرة: من الآية125] يثوبون إليها، يلتقون إليها، هي بيت سميت بيت الله، معلماً من معالم دينه، من معالم توحيده، من معالم ربوبيته، وألوهيته، نفس الكعبة يثوب إليها الناس بطريقة مستمرة، يعودون إليها، يعودون إليها؛ لأن ثاب إلى الشيء بمعنى: رجع، فكأن الناس وهم دائماً يعودون إلى الكعبة، يعودون إلى الكعبة باستمرار، هذا معنى يثوبون إليها.

لها قيمة هامة جدًّا فيما تعطيه من معاني، فيما تعطيه من مشاعر، فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى، الإنسان عندما يكون قريباً من الكعبة يشعر وكأنه قريب في أجواء تجعله قريباً من الله، في أجواء تراها دينية، ترى مشاعر الناس هناك كلها مشاعر دينية، مشاعر توجه إلى الله، كل واحد يشعر وكأنه قد وصل إلى المكان الذي قد هو قريب من الله جدًّا. يثوبون إليها التقاؤهم المتكرر هو وسيلة من وسائل بث الهدى والوعي فيما بينهم بطريقة مستمرة.

لهذا كان الحج مهماً جدًّا، وما يزال الأعداء من اليهود والنصارى ينظرون إليه كقضية خطيرة جدًّا أي: أن هذه الأمة ما تزال تمتلك نقطة تمثل قوة بالنسبة لها، وإيجابية كبيرة بالنسبة لها، وعامل من عوامل إمكانية توحدها، إمكانية نقل المفهوم الواحد فيما بينها، تعميم المفهوم الواحد، والرؤية الواحدة فيما بينها، اطلاع البعض منهم على ما يعاني البعض الآخر، من خلال التقاءاتهم، لهذا عملوا من زمان على تفريغ الحج عن محتواه، تفريغ الحج عما يمكن أن يعطيه من إيجابيات بالنسبة للأمة وبعدما ظهر (الإمام الخميني) وحاول أن يستغل الحج لتذكير المسلمين، وكان يصدر بياناً في الحج، ويوزع لأنه من هنا تنطلق الأشياء إلى مختلف بقاع الأرض أي: تمثل مؤتمراً هاماً جدًّا لا يستطيع أي طرف أن يمول كمثله كل سنة؛ لأنها جاءت قضية عبادية ينطلق فيها الناس هم، كل إنسان يذهب هو بتمويل نفسه فيلتقي الملايين هناك، أي دولة تستطيع أن تمول ولو مليون كل سنة أن يجتمعوا هناك؟ لا تستطيع أي دولة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه