هل فقدت البشرية أية امكانية لوقف مجازر قوى العدوان في اليمن؟
بقلم / شارل أبي نادر
أيعقل أن تكون البشرية أو الانسانية فقدت أية امكانية لوقف مجزرة قوى العدوان السعودي على أطفال اليمن؟ أم أن القيمين على القانون الدولي يأسوا من التحدث عن الجرائم التي ترتكب في اليمن؟ أو أن هذا القانون الأخير فقد الامكانية لتشخيص تلك الأعمال الاجرامية والوحشية بغية وضعها ضمن صلاحيته أو خارجها، فأصبح يعتمد على تشخيص قادة قدى العدوان السعودي في تصنيف الاعمال العسكرية المسموحة دولياً، وحيث أن هؤلاء يعتبرونها مشروعة بشكل كامل، فتكون بذلك الامم المتحدة ومؤسساتها قد أدت واجبها للعلى وللانسانية.
يبدو أن الموضوع لا هذا ولا غيره ولا ذاك، الموضوع هو فقط : “لا أحد يملك الجرأة على التكلم مع السعودية بتلك المجازر أو بتلك الجرائم”. فالجميع خائف على مصالحه وأمواله وعلى عقوده وتجارته وأرباحه، وها هي كندا الدولة العريقة، على الطريق لتقدم اعتذاراً واضحاً، بعدما سمحت لنفسها بالتطرق الى حقوق الانسان في المملكة، والى وجوب احترامها في التوقيفات أو في المحاكمات والاتهامات، والاّ فخسائرها المالية والاقتصادية ستتضخم وتتضاعف بسحر ساحر، وستعلن افلاسها بين ليلة وضحاها.
نعم، الموضوع وبكل بساطة هو هكذا، لا يوجد دولة في العالم تملك الجرأة على مكاشفة السعودية حول سلوكها الاجرامي أو التعسفي أو اللانساني، حتى أن الامم المتحدة، أقصى ما تستطيع أن تفعله في هذا الموضوع، والذي هو بصميم دورها وواجبها وعلة وجودها، أن تلمح له من بعيد بشكل خجول، وهي فقط تتابعه بشكل عام ومن ضمن مهمات مبعوثيها، والذين يقاربون الازمة في اليمن من باب الحل السلمي والتمني بوجوب إنخراط جميع الاطراف بعملية التفاوض، من دون أن تلمح أو تتطرق الى المجازر أو الى الجرائم المخالفة للقوانين الانسانية والدولية، والتي هي واضحة وضوح الشمس.
عند كل مجزرة يرتكبها تحالف العدوان على اليمن، ينسى أبناء اليمن الجريح ومن يقف داعماً ومؤيداً ومتعاطفاً معهم، المجزرة التي سبقتها، والسبب هو تزايد عدد الشهداء والمصابين من مجزرة الى أخرى، وربما هذا أصبح طبيعياً ومنطقياً، لأن “أبطال” التحالف السعودي، طيارو “مملكة الخير”، أصبحوا متمرسين بالقتل والتدمير والاستهداف الفعال، وكما يبدو هم يكتسبون الخبرات من مجزرة الى أخرى، ودائماً يتعلمون من أخطائهم أو من تقصيرهم في الاستهدافات السابقة، والواضح أنهم يتنافسون بين بعضهم ويتسابقون على عدد الشهداء والمصابين اليمنيين، وربما يحصلون على اوسمة “الشرف الوطني”، تكريما لخدماتهم المشرّفة في محو أطفال اليمن من الوجود.
في ظل ما يحدث في اليمن من مجازر تقشعر لها الابدان وتنحني لها الرؤوس حزنا وشفقة وتعاطفاً، لم يعد نافعا التوجه الى المجتمع الدولي فهو غير موجود، ولم يعد نافعا التوجه الى الدول القادرة والمتمكنة، فهي خائفة خانعة راضخة، ولم يعد مفيداً طبعاً، اللعب على الوتر العاطفي أو الانساني لدى قادة التحالف السعودي، فهم منه براء …
المفيد فقط هو متابعة المعركة بكل مخاطرها وتداعياتها، والصمود والثبات في الميدان، كما هو حاصل الآن في الجبهات الداخلية وفي جبهات ما واء الحدود، والصبر والتسليم بحكم الله سبحانه وتعالى، لأن فجر النصر آت لامحال وأصبح قريباً، و من فقد أعصابه ضارباً “خبط عشواء” لن يقوى على متابعة المعركة، وسينهار عاجلا أم آجلاً، والرحمة للشهداء والشفاء للمصابين.