أمريكا وإسرائيل يخططون للسيطرة على الحج
لاحظ هنا في قضية الحج، وقضية البيت الحرام، والمشاعر كيف هي مفرقة داخل آيات الجهاد، أليست موجودة من أول ما ذكر البيت، {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} (البقرة: من الآية127)، ثم ذكر {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (البقرة: من الآية158)، ثم ذكر هنا الحج {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (البقرة: من الآية196). لأن هذه لها علاقة ببناء الأمة، لها علاقة بمواقفها من أعدائها، لها أثرها الكبير في تعزيز وحدة الأمة، تمثل ملتقى للبشر، للمؤمنين جميعاً، تعتبر منطلقاً للتوعية فيما بينهم، ووصول أي توجيهات من ذلك المكان، إلى أي بقعة من بقاع الدنيا التي فيها مسلمين.
ثم أمر بتمام الحج والعمرة، متى ما اتجهت إلى العمرة، وابتدأت في أعمال العمرة، فيجب أن تتمها، متى ما بدأت في أعمال الحج التي تبدأ بالإحرام، فيجب أن تتمه، إذا حصل إحصار منعك من أن تتم الحج فهناك الهدي. نفس الشيء فيما يتعلق بأهمية الحج، أن له أهمية كبيرة، الأعداء يركزون عليه بشكل كبير، كما قلنا أكثر من مرة كما أذكر: أن الإمام الخميني قال من قبل: أنهم يخططون للسيطرة على الحج، أمريكا وإسرائيل يخططون للسيطرة على الحج، وهي قضية معروفة الآن، نسمع المؤامرات الرهيبة، ومحاولة تمحل الذرائع كما يسمونها، فيما يتعلق بالسعودية، وفيما يتعلق بدول المنطقة، وشعوب المنطقة كلها.
يبين تشريعات الحج بطريقة قريبة ليس فيها [فنقله] كثيرة، لأن كثيراً من مسائل الحج من الأشياء التي تعددت فيها الأقوال حتى أصبح الحج دقيقاً جداً، وخطيراً جداً، أدنى شيء ولزمك دم.. لزمك دم! وهكذا ذكر تفاصيل الحج وبعد قال: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} (البقرة: من الآية197). وهناك قال: {واذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} (البقرة: من الآية203) التأكيد على أن الحج أشهر معلومات قضية هامة يجب أن يتشبث بها المسلمون، لا يأتي العدو في يوم من الأيام مع استجابة الأنظمة الحاكمة للمسلمين، ويقدم من لديه رؤى: أنه يوزع الحج على أشهر، اليمنيون يحجون في شهر كذا، والإيرانيون في شهر كذا، أو الأفارقة في شهر كذا، والآسيويون في شهر كذا، ويوزعونهم ويقولون: المقصود واحد. إذا المقصود واحد يطوف ويذهب يرمي، هي هذه حاصلة، لا.{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} لا يصح إلا فيها..لا يصح إلا فيها. لأنه لو يجزأ الحج بالنسبة لوقته، معناه: تبطل الغاية العظيمة من وراء تشريعه: يمثل ملتقاً واحداً للمسلمين في وقت واحد، وأيام معدودة معينة، الأيام المعدودات: هي أيام منى، أيام التشريق.
لأهمية الحج فيما يتعلق بالناس يحظر عليهم أشياء كثيرة مما قد تثير شقاق فيما بينهم، الكلام السيء، الكلام الذي يعتبر رفث، الرفث بأنواعه، الرفث سواء كان بكلام سيء، أو بالتلفت للنساء الحاجّات، هذا كله يدخل ضمن الرفث. {وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}(البقرة: من الآية197)، ولا جدال ممنوع الجدال في الحج، إلا إذا كان هناك حوار متبادل، طرح قضايا معينة، أو توجيه للناس، تذكيرهم بما يجب أن يعملوه، تذكيرهم بخطورة العدو الذي يتوجه ضدهم، وأشياء من هذه، تذكير الناس بالله، ذكر لله، يتجنبون الأشياء التي تثير الشقاق فيما بينهم، الجدال، الكلام البذيء، سواء الحجاج من بلد واحد، وهم في سيارة واحدة أو مع أي حجاج آخرين، مع أي حجاج آخرين مهما كانوا من طوائف أخرى، لا تدخل معهم في جدال، حاول أن لا تدخل في جدال نهائياً لو حاول هو، ذكره بأن هذا المكان ليس مقام جدال. شخص آخر جاءت منه كلمة بذيئة، ذكّره، تقول له: لو أننا في البلاد يمكن أن أجوب عليك لكن هذا المقام ليس مقام كذا، استح من الله، اتق الله، لتبقى الأجواء فيما بين الحجاج من أي بلد كانوا، وحتى من أي طوائف كانوا، تبقى أجواء صالحة للتفاهم فيما بينهم، لتذكير بعضهم بعض بالقضايا التي يجب أن يهتموا بها جميعاً.
يؤكد على موضوع ذكر الله في كل مناسك الحج، في كل المواقع، في كل المناسك، في عرفات، في مزدلفة، عند البيت الحرام، في نفس الأيام، ذكر الذكر عند المشعر الحرام بالنسبة للأماكن، أماكن: أي إشارة إلى الأماكن، أن تذكر الله بالنسبة للأماكن، وذكر بالنسبة للأيام، {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}. يعني: تكون حريصاً على أنك تكثر من ذكر الله في تلك الأمكنة، وفي تلك الأيام.
يذكر بالنسبة لطلبات الناس، أو نفسيات لدى البعض: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} (البقرة: من الآية200). مشغول بطلبات في الدنيا، وماله في الآخر من نصيب {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (البقرة:201ـ 202) هذه قضية هامة، تذكير للإنسان بأن تكون نظرته شاملة، شاملة للدنيا، لهذه الحياة، وللحياة الأخرى، أن تكون كلها محط اهتمام لديك، كما كانت هي، لأن الله جعل دينه بهذا الشكل حسنة للدنيا والآخرة، نفس دينه جعله للدنيا والآخرة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[الدرس التاسع – من دروس رمضان]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 9 رمضان 1424هـ
الموافق: 3/11/2003م
اليمن صعدة.