الخبر وما وراء الخبر

من يقولوا نلحق بركاب الغرب، الغرب هو يركلك، يدمروا أي خبرة تصل إليها.

56

ذاً فليمسك كل إنسان على أن الله قال:{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}(البقرة: من الآية105) يعمل مشاريع يعمل ما يريد لكن موقفي هو موقفي منه الموقف القرآني يكون موقفك منه الموقف القرآني استفد مما يقدم من خدمات وابق في تعاملك معه التعامل القرآني اتركه في الأخير سواء أراد أن يعتبر نفسه متجملاً أو يندم المهم أن يروا في الناس بأن ما قدموه ـ وهو بالتأكيد إن ما قدموه عبارة عن طعم كما يقدم الصياد للسمكة قطعة لحم ـ يرون بأنه لا ينفع عند هذه الأمة لن يقول لك في الأخير : إذا لم يقبل عندكم نحن نريد وجه الله الباري سيكتب أجرنا، هم ليسوا حول هذه يعرفون أن هذه الأمة لا تخدع بما يقدم لها أبداً وإلا فسيكون الناس أغبى من السمكة في البحر التي عندها أن الصياد ذلك فاعل خير نزل لها قطعة لحم أنه جاء من البيت قاصدا وقد ترك شغله وعمله ليقدم للسمكة قطعة لحم وهي لا تدري السمكة أنه يريد أن يأكلها هي بكلها بواسطة قطعة اللحم تلك ، إذاً ألم يستفد أكثر مما قدم؟ الصياد ألم يستفد أكثر مما قد ؟، كل أعمالهم لا تخرج عن هذا المثل حقيقة قطعة لحم يستفيد بدلها كيلو أو اثنين كيلو أو أكثر على حسب حجم السمكة وغبائها.

وعندما يكونون على هذا النحو والناس لديهم ثقة بالله سبحانه وتعالى ولديهم توكل على الله فلن يستطيعوا أن يحولوا بينهم وبين ما يريد الله أن يحصلوا عليه من خير{وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} (البقرة: من الآية105) هذا الهدى هو خيرات الدنيا هو نعيم الآخرة على الرغم مما لديهم من حقد مما لديهم من ود أن لا يكون هناك أي خير للآخرين فلن يستطيعوا أن يحولوا بين الناس وبين الخير الذي يريده الله سبحانه وتعالى لهم وبين الخير الذي سيحصلون عليه يعطيهم الله من خلال تمسكهم بهديه.

هذه الآية على أساس أن الله سبحانه وتعالى جعل القرآن الكريم هدى بالشكل الذي يجعل الإنسان يجعل المجتمع الأمة التي تسير عليه لا يصبح ضحية لا للتضليل ولا للخداع ولن يقع في إشكالية لن يوقعه العدو في مشكلة لا يستطيع أبداً عندما يقول الله: {مَا يَوَدُّ} أليس هذا يعني بأنه عندما يتمكن من لديه هذه الروحية سيعمل على ألا يصيبك أي خير.

 برزت هذه يعني عندما تستعرض ما يقدمونه من مساعدات تستعرض أشياء أخرى لا يريدون لهذه الأمة للعرب مثلاً المسلمين بشكل عام أن يحصلوا على خبرات علمية عالية، عندما أصبح العراق لديه نسبة لا بأس بها علماء وخبراء أنا أعتقد قد تكون هذه أيضاً من الأهداف الرئيسية لديهم في ضرب العراق نفسه لم يأتوا على أساس أنهم يزيحون [صدام]كنظام طاغي أوحكم طاغوتي من أول ما كانوا يسألون عنه العلماء العراقيين الخبراء وفتشوا الكليات وفتشوا المعامل وفتشوا حتى المساجد ويحرصون على أن يحصلوا على قوائم لعلماء.

 أمس رأيت في إحدى الصحف تحدث بأن العلماء العراقيين يتعرضون لخطورة شديدة ،يريدون أن لا تحصل هذه الأمة على خبرات عالية لا تصبح دول مصنعة مع أنها تمتلك ثروات هائلة تبقى سوق استهلاكية وتبقى الثروات الرهيبة الكبيرة جداً التي تربض عليها هذه الشعوب تكون كلها مصلحتها لهم للغربيين، وإلا فبلدان مثل السعودية هي كانت مؤهلة باعتبار ثرواتها أن تصل إلى مثل اليابان وليس فقط مثل كوريا، دول الخليج كذلك رؤوس الأموال الهائلة ، العراق كذلك كل شعوب هذه المنطقة كان المفترض أن تكون هي أرقى بكثير مما وصلت إليه أمريكا يحاولون، يحاولون أن لا تنشأ كفاءات علمية ، إذا ما حصل أحد على خبرة معينة يحاولون أن يحتووه هم وإلا دبروا حاله ، كم حصل من اغتيالات لخبراء وعلماء.

إذاً هم ما يودون على الإطلاق أن يحصل لهذه الأمة خير ولا أن تحصل على خير ولا أن تنهض وما يزال المغفلون منا يأتون ليقولوا نلحق بركاب الغرب، الغرب هو يركلك، هؤلاء لا يريدون أن تلحق بهم يحاولون أن يدمروا أي خبرة تصل إليها،ابنِ نفسك هنا أنت واعرف كيف تبني نفسك متى ما بنوا أنفسهم كأمة تتجرد تماماً عن التبعية تتحرر تماماَ عن التبعية يصبح قرارهم بأيديهم يستطيعون أن يحصلوا على خبرات لا سيما وأن الخبرات الآن قد أصبحت منتشرة وليست فقط حكراً على بلدان معينة  حتى يستطيع اليهود أن يحولوا بين الناس وبين الحصول عليها؟ استطاعت إيران أن تأخذ خبرات من الصين ومن كوريا ومن بلدان أخرى.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس السادس – من دروس رمضان]

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.