الخبر وما وراء الخبر

التحــالف العــربي …

126

بقلم / ايمن المؤيد


كثيراً مانسمع تداول هذا المصطلح في وسائل اعلام العدوان ، ومن افواه ناطقي وجنرالات العدوان .

الأكثر استغراباً وتظليلاً أن هذا المصطلح يصدر غالباً في تصريحات رسمية من دول “غربية” مشاركة في هذا التحالف وهي بذاتها لا تُمت للعربية بصلة إلا ان كان في تناسق الحروف بين ” العربية والغربية”.

“التحالف العربي” .. يستغرب المستمع ويندهش المجتمع المشاهد عند اطلاق هذا الاسم على تحالف ضد وطن عربي ومسلم ، وتبرز ملامح التزييف داخل استديوهات اعلام العدوان المُصدرة لذلك المصطلح يتلعثم المذيع وتتسع حدقات عينيه عندما ينطق مايملا عليه مُتَفَوِّهاً بأن التحالف العربي شنَّ ، التحالف العربي قَصَفَ …! قصف من ؟ قصف اليمن ، وشعب اليمن .

التحالف العربي .. ويضم اسرائيل  وامريكا وبريطانيا وفرنسا ودول يفصل بينها وبين العربية قارات ومحيطات !

ياترى هل تواجد كيان اسرائيل في قلب الخارطة “العربية” ومصالح هذا الكيان مع “العربية” السعودية منح اسرائيل أن تكون عربية ؟؟

وهل طائرات الإف ١٦ ودبابات الإبرامز الأمريكية التي بحوزة جيوش الدويلات “العربية” مَنحت الولايات الأمريكية أن تكون دولة عربية ، أم ان أنابيب النفط “العربية” لاسيما الخليجية منها قد ضخت عبرها الهوية العربية لتلك الدول فاصبحت بذلك ضمن تحالف كدول عربية ؟؟

منذُ متى بني صهيون ورعاة البقر الأمريكان وعلوج فرنسا والبريطان اصبحوا ياترى عُربان؟

ومن متى نعاج ممالك النفط والكبتاغون وامراء ابراج الزجاج “أعراب” دبي والدوحة والرياض أصبحت لديهم الإرادة والقدرة على الخروج بقرارٍ عسكريٍ عربي !

من البديهي ان تكون هذه الدويلات التي تُساق وتقبع تحت مظلة هذا التحالف توجد في مواطن لها فرع عربي ، إلا أن من يعتدي على أهل الحكمة والإيمان أصل العروبة ومنبعها يحتاج أولاً أن يبحث عن عروبته قبل أن يعلن عن تحالف عربي هو في الحقيقية تحالفٌ ظاهرهُ وباطنهُ ذو أواصر عبرية .

من اللافت للأمر أن اسرائيل التي ليس من صالحها ان يتحالف العرب لتحقيق امنهم ومصالحهم شاركت في هذا التحالف وساندت بطائراتها  وقنابلها النيترونية والتدميريه تقذف الحمم في سفح نُقم صنعاء وعطان ، في دليل صارخ على حقيقة هذا التحالف المتجرد من اي دوافع شأنها عربية ، ناهيك عن تصريحات الصهاينة واعرابهم عن مخاوفهم وأطماعهم في باب المندب الذي جعل مشاركتهم في العدوان يمنحهم بصيص أمل في الشعور بالطمأنينة .

تحالف عربي وصفقات الأسلحة صهيونية وأمريكية وبريطانية بمئات المليارات من أموال العرب وآخرها صفقة الـ٢١ ألف قنبلة ذكية ناهيك عن صفقات الطائرات وصواريخ الباتريوت والفرقاطات والسفن البحرية السابقة والأقمار الاصطناعية التجسسية المستأجرة بملايين الدولارات يوميا والمساعي لصفقة صهيوسعودية لمشروع مايسمى بالقبة الحديدية .

الجدير بالإشارة هنا ، هل هذه الصفقات هل من ممكن أن تعقدها تلك الدول مع العرب لاسيما اسرائيل وهي ستستخدم في مجال الدفاع العربي والقضية العربية ؟؟ كلا .. فكل صفقات الاسلحة سيكون لتلك الدول القرار والاختيار في استخدامها لدمار الشعوب ومساندةً للعدوان على اليمن وابتزازاً لأموال وثروات البقرة الحلوب .

إن أي تحالف ينشأ بين دول فإنه يُنسب للدول العظمى في ذلك التحالف والتي هي صاحبة القرار وجانية الثمار ، فمن غير المعقول أن تكون أمريكا واسرائيل وبريطانيا وفرنسا وغيرها ضمن تحالف “عربي” تقود زمامه واهدافه دويلةٌ كالسعودية.

فمن المثير للسخرية والتناقض والاستحمار أن يُقال تحالف عربي ومصنع القرار في اشعال النار صدر من دار البيت الأبيض ، بعد أن سقطت مشاريعهم في اليمن بفعل ثورة الأحرار ، ولم يعد أمامهم خيار ، اجمع الأشرار على شن عدوانهم ، وصرحت دولة واشنطن التي يفصل بينها وبين الدول العربية محيطات وبحار في الوهلة الأولى من اعلان بدء العدوان عن مساندتها لعاصفة العدوان ودعمها لوجستياً ومخابراتياً وما إلى ذلك .

إن من المخيلات أن دويلات كالسعودية والإمارات وقطر والبحرين ومن على شاكلتهم تحالفوا يوماً لنصرة عروبتهم وقضية عروبتهم ودينهم ، القضية الأَوْلَى والأسمى وهي “فلسطين” العربية ، فالتاريخ منذ قرابة سبعة عقود يشهد على تحالفهم المخزي إلى جانب المحتل والمعتدي الصهيوني مالاً وقراراً وتسهيل وامتهان ، والشواهد في العدوان على غزة مراراً وتكراراً خير دليل وبرهان ، ناهيك عن خذلانهم لقضايا الأمة الاسلامية والعربية على مر العصور .

وعن مصر والأردن كمثال لمن قبع تحت مظلة التحالف من خارج شبه الجزيرة العربية فإن تحالفهم باغلاق المعابر والحدود ، وفرض الحصار والقيود، على جارتهم فلسطين الصمود ، مساندةً للمحتل الصهيوني الحقود خير دليل على أن تحالفهم لايكون إلا في ماشائت امريكا لمشيئة اسرائيل ولايمكن أن يتواجدوا يوماً في تحالفٍ من شأنه خدمة القضية والسيادة والهوية العربية .

وعن السودان الذي قسم الأمريكان أراضيه وقصفت اسرائيل مصانعه وموانيه فذلك هو موقف وسياسة الإخوان في مساندتهم للعدوان وزجهم بالبشير ذو الحكم المكبل والأسير بغيةً منهم في ارخاء القيود ورفع العقوبات الأمريكية على شخص وحكم “الإخواني” البشير عبر سياسة دفع الأذى بإعلان الولاء ومشاركتهم الاعتداء ، إلى جانب اغراءات البقرة الحلوب واموال الخرفان فإنهم يسلكون مسلك “ارتكاب الكبائر للتكفير عن ذنوب الصغائر” مهما جَرُّوا لتحقيق غايتهم وأسمى أمانيهم نحو مقبرة الغزاة افواجاً من القطعان.

فإن تحدث الأعراب عن “تحالف عربي” فهو يعني في مضمونه أنه “انقياد عربي” خلف قرن شيطاني .

فأمام صمود اليمنيين وايمانهم بصدق قضيتهم ونظالهم الاسطوري الذي ظن تحالف العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني أنه سينكسر في الأيام الأولى من العاصفة والحصار والعدوان ، بدا قرن الشيطان منكسراً وانكسرت آمالهم وخسروا رهانهم ، وعصفت بهم الأيام الى عاصفة الشهور ذاقوا ويذوقوا خلالها شرور الهزائم والانكسارات سيكتبها التاريخ وتُدَرِّسُها الأمم لأجيالها وجيوشها “عِظةً وعِبرةً” على مر العصور.

سيُهزم تحالفكم عما قريبٌ وبنصر الله لن ترى الدنيا على أرضي وصيا.