أسوشييتد برس تكشف عن ابرام صفقة بين التحالف و“القاعدة” باليمن
بعد ان تكبد التحالف السعودي الامريكي خسائر فادحة في العتاد والعديد خصوصا على خلفية حرب السواحل الغربية في البلاد، ابرم صفقة سرية مع تنظيم القاعدة للانظمام الى صفوفه ضد اليمن ارضا وشعباً.
وفي هذا السياق كشفت وكالة “أسوشييتد برس”، اليوم الإثنين، النقاب عن أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، أبرم اتفاقات سرية مع مقاتلي تنظيم “القاعدة”، ودفع لهم أموالا للخروج من مناطق رئيسية، كما أنه أبرم اتفاقات معهم للانضمام إلى “التحالف” الذي يقاتل جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في هذا البلد منذ ربيع عام 2015، وذلك كله بعلم وتسهيل من الأميركيين.
وحسب الاتفاق تم دفع المال لبعضهم لقاء مغادرتهم المدن والبلدات الرئيسية التي كانت تحت سيطرتهم في اليمن وترك آخرين ينسحبون مع كامل أسلحتهم ومعداتهم وعتادهم وكم كبير من الأموال المنهوبة، وفقا لما كشفه التحقيق. كما جند المئات منهم للانضمام إلى التحالف ذاته.
وحسب تحقيق صحفي للوكالة، فإنه “خلال العامين الماضيين لم يتوقف التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة، عن ادعاء تحقيقه انتصارات مهمة أدت إلى طرد القاعدة من معاقله في اليمن، وقلصت قدرته على تنفيذ هجمات ضد الغرب”.
ولكن التقرير الصحفي الذي أجرته الوكالة، أفاد بأن العديد من نجاحات هذا التحالف، جاءت من دون إطلاق رصاصة واحدة، وذلك لأنه أبرم اتفاقات سرية مع مقاتلي التنظيم، ودفع أموالا لبعضهم لمغادرة مدن وبلدات رئيسية وسمح لبعضهم بالانسحاب مع سلاحهم وعتادهم وأموال طائلة منهوبة.
كما تضمنت صفقة التحالف السعودي الإماراتي مع “القاعدة”، كذلك الاتفاق مع بعض مقاتلي التنظيم على الانضمام إلى “التحالف” نفسه.
وحسب “أسوشييتد برس”، فإن هذه “التسويات والتحالفات” بين “التحالف وتنظيم “القاعدة” سمحت للأخير بمواصلة القدرة على القتال حتى اليوم، وهي تهدد بتقوية أخطر فرع لـ”القاعدة”، وهو التنظيم الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
وأفاد المشاركون في هذه الصفقة، بحسب الوكالة، إن الولايات المتحدة كانت على علم بهذه الترتيبات وتمنعت عن تنفيذ ضربات بالطائرات من دون طيار في المناطق وضد المقاتلين الذين تجري معهم الصفقات.
وتستند نتائج تحقيق الأسوشيتد برس إلى تقارير ومقابلات في اليمن مع عشرين مسؤولا، بما فيهم ضباط أمن يمنيين وقادة ميليشيات ووسطاء قبليون وأربعة من أعضاء تنظيم القاعدة. وتحدث الجميع، سوى قلة منهم، شريطة عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من الانتقام.
واتهمت فصائل مدعومة من دولة الإمارات، مثل معظم الجماعات المسلحة في اليمن، باختطاف أو قتل منتقديها.
في واحدة من الحربين، تعمل الولايات المتحدة مع حلفائها العرب، وخاصة الإمارات، بهدف القضاء على المتطرفين المعروفين باسم تنظيم “القاعدة” في شبه جزيرة العرب، لكن المهمة الأكبر هي كسب الحرب الأهلية ضد الحوثيين المدعومين من إيران، (بزعم الوكالة) في تلك المعركة، تقف القاعدة إلى جانب التحالف، وبالتالي الى جانب الولايات المتحدة.
أرسلت الولايات المتحدة للتحالف أسلحة بمليارات الدولارات للقتال في اليمن، كما زودت طائرات أميركية طائرات التحالف الحربية بالوقود جوا.
ومع ذلك، لا تمول الولايات المتحدة التحالف ولا يوجد دليل على أن أموالا أميركية ذهبت إلى مسلحي القاعدة.
“الجيش الأمريكي يدرك بوضوح أن الكثير مما تقوم به الولايات المتحدة في اليمن يساعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، هناك قلق كبير حيال ذلك”، هكذا قال مايكل هورتون، كبير محللي الشؤون العربية في مؤسسة (جيمس تاون) الاستخباراتية الأميركية المتخصصة في قضايا الإرهاب.
وأضاف: “لكن دعم التحالف ضد ما ترى واشنطن أنه توسع إيراني بات أولوية على محاربة القاعدة أو حتى تحقيق الاستقرار في اليمن.”
خلصت أسوشيتد برس إلى أن قادة الميليشيات الذين يحصلون على تمويل من التحالف يجندون مسلحين بالقاعدة، والذين يعتبرون مقاتلين استثنائيين، أو مقاتلين كانوا حتى وقت قريب للغاية أعضاء في التنظيم.
يقول عبد الستار الشمري، المستشار السابق للحكومة محافظة تعز اليمنية، إنه يعترف بوجود تنظيم القاعدة منذ البداية وأخبر القادة بعدم تجنيد أحد من عناصره.
وأضاف “كان ردهم: سنتحد مع الشيطان لمواجهة الحوثيين”.
وضع قائد ميليشيا في تعز، يعرف باسم أبو العباس، على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب لصلته بالقاعدة العام الماضي.
لكنه لا زال يتلقى أموالا من دولة الإمارات لدعم الميليشيا التي يقودها والتي تحمل نفس الاسم، حسبما قال مساعده عادل العزي لأسوشيتد برس.
كما يعرف قيادي آخر في تعز، وهو عدنان رزيق – حصل على 12 مليون دولار من الرئيس اليمني لدعم قواته – بأنه من قادة القاعدة وكذلك أقرب مساعديه.
وقال مسؤول أميركي بارز لصحفيين في القاهرة في وقت سابق هذا العام إن الولايات المتحدة تعلم بوجود عناصر من تنظيم القاعدة بين صفوف القوات المنتمية للتحالف.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث بشرطة عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث للصحافيين، “لأن أعضاء بالتحالف يدعمون ميليشيات يقودها إسلاميون متشددون، من السهل للغاية على القاعدة أن تدمج نفسها في هذا الخليط.”
ونفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أي تعاون من جانبها مع القاعدة.
وقال المتحدث باسم البحرية الكومودور شن روبرتسون في بريد إلكتروني: “منذ بداية 2017 نفذنا أكثر من 140 غارة جوية للقضاء على قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتعطيل قدرتها على استخدام المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة لتجنيد وتدريب وتخطيط عمليات ضد الولايات المتحدة وشركائنا في جميع أنحاء المنطقة.”
وأضاف: “شركاؤنا الإقليميون لديهم سجل حافل في السعي الحثيث لاجتثاث المنظمات الإرهابية وحرمانهم من الملاذات الآمنة في اليمن ووزارة الدفاع ليس لديها أي سبب للشك في عزمهم”.
في أوائل عام 2016، انسحبت القاعدة من مدينة المكلا الساحلية جنوب اليمن وسبع مديريات في محافظة أبين، بموجب اتفاقات تم التوصل إليها مع الإمارات، وفقا لخمسة مسؤولين عسكريين وأمنيين وحكوميين وأربعة وسطاء قبليين شاركوا في اتفاق ترتيب أبين.
وتضمنت تلك الاتفاقية بندا ينص على ضم عشرة آلاف من رجال القبائل المحليين – بما في ذلك 250 من مقاتلي القاعدة – إلى الحزام الأمني، القوة اليمنية المدعومة من الإمارات في المنطقة، كما قال أحد مفاوضي القاعدة وقياديين في الحزام الأمني.
وكشف تقرير للأسوشيتيد بريس أن اتفاق الانسحاب في شباط/فبراير من بلدة السعيد في محافظة شبوة ذهب إلى أبعد من ذلك. ووعد التحالف بدفع رواتب لعناصر القاعدة الذين تخلوا عن التنظيم، وفقا لقائد الأمن في شبوة عوض الدهبول، ومسؤولين حكوميين.
وقال الدهبول إن نحو 200 من أعضاء القاعدة حصلوا مبالغ مالية. ولم يعرف المبلغ المحدد، لكنه قال إنه تم تسليم 100 ألف ريال سعودي (26 ألف دولار) إلى أحد قادة القاعدة بحضور قادة إماراتيين.
وقال الوسيط ومسؤولان إن آلاف المقاتلين القبليين بينهم عناصر في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سينضمون أيضا إلى ميليشيا شبوة التي تمولها الإمارات.
وحذر الشمري، المسؤول السابق في تعز، من أنه سيكون من الصعب التخلص من المسلحين الذين حصلوا على هذه المناصب. وقال “سنتخلص من الحوثيين وسنصطدم بمجموعات إرهابية”(بحسب الوكالة).
ووثقت قناة الـ “بي بي سي” هذه الحقيقية بمقطع فيديو سابقاً التي لا لبس فيها، وهو أن القاعدة أو الدواعش بحسب وصف المرتزقة لهم في مقدمة الصفوف في جبهات تعز لمقاتلة الجيش واللجان الشعبية مع السوداني والإماراتي وغيرهم من شذاذ الأفاق.
وكل هؤلاء وإن اختلفت جنسياتهم ودوافعهم للقتال تربطهم غرفة عمليات واحدة، ومع ذلك لم يتمكنوا مجتمعين من إحراز أي تقدم يذكر، رغم الإسناد الجوي لهم، بشهادة الفيلم الوثائقي الذي أظهر ضباطا إماراتيين وهم يوبخون مرتزقتهم.