الخبر وما وراء الخبر

فزعةُ النشامى

44

عفاف محمد
في مسيرة عارمة وخروج مهيب للشعب اليمني عبر عن غضبه، وكما جرت العادة وكما هو الحسُّ الفطري الثائر لهذا الشعب الجسور فزع ملبياً صوتَ الحق، ولم يتردد لحظة واحده في محاربة الباطل ودعم الحق بالقول وبالفعل، يخرج الأحرار النشامى في هذه المسيرة الحاشدة والتي شعارها “بدمائنا نصون أعراضنا”، وليست هذه الكلمات مجرد شعار واهٍ أَوْ أجوَف.. إنها كلمات تنبثق من صميم الأفئدة.. كلمات كأنها الرصاص الثاقب الذي يُصوَّبُ تجاه العادي الغاصب المحتل والمرتزق العميل وكل مَن يمُسُّ اليمن وأهلها بأي سوء..
هكذا هم النشامى لا يهابون لومةَ لائم يقولون الحق ولو على قطع الرقاب يجاهدون بالفعل والقول، يجاهدون بالكلمة ثائرين ضد الظلم والطغيان، مزمجرين كالأسود الكاسرة، هذا هو المواطنُ اليمني الحرّ العزيز الشهم تثير حفيظته الأفعال المنكرة التي تمُسُّ العرض، وسيدافع بروحه كي يحميَ العِرضَ والشرف ولا يسكت عن أية رذيلة تُرتكَبُ في حقه.
وفي كبرياءٍ وعنفوانٍ تصاعدت الكلمات الثائرة من أفواه الأحرار رافضة الذل والهوان رافضين العار كانت كلمة محمد علي الحوثي تتطاير حمماً بركانية وتتقاذف شرراً في وجه كُـلّ باغي، وكانت كذلك برداً وسلاماً على أرواح المؤمنين الصادقين، معبراً عن شدة وبأس أهل اليمن ومبيناً مدى تعنُّت العدوّ وعرقلته لخطة السلام، وكذلك تحدث عن القبيلة الشيخ نشطان مستنكر مثل هذه الأفعال الدخيلة على مجتمعنا المحافظ وقال في كلمته: نموت لألف مرة ومرة ولا تنتهك أعراضنا ولا نسمح بذلك، وخاطب القبائل بخطابٍ مملوء بالوطنية وَالإيْمَـان والوعي والثبات والعزيمة، وتقدم بكلمة شكر للسيد حسن نصر الله رمز المقاومة والبطولة؛ كونه قد وقف مع هذا الشعب المكلوم منذ بداية العدوان عليه.
ولم تخلُ تلك الأجواء الروحانية والثائرة من القصيد الثائر جاد بها شاعر تهامي فصيح معبراً عن العنفوان والإباء اليماني، وتلاه شيخ تهامي حر محمد القوزي، دعا للنكَف القبَلي لغسل العار صوب الجبهات وَالأخذ بثائر الدماء التي سفكت وآخرها مجزرة الصيادين ومستشفى الثورة، ودعا لتحرير الأرض والعِرض من دنس المحتلين، وكذلك أشاد بدور القوة الصاروخية والبحرية وأشاد كذلك بدور سماحة السيد حسن نصر الله وبعث تحياته للسيد القائد عبدالملك الحوثي.
وكانت هذه النماذج تتحدث عن لسان حال الفرد اليمني الذي تستثيره مثل هذه الأمور المعيبة والمشينة في حق المستضعفين من النساء والأطفال والمسجونين وتلك الثقافة الدخيلة علينا التي ليست من ديننا ولا أعرافنا ولا عاداتنا في شيء.
فأنعم بهم من رموز شامخة وأنعم به من شعب حر مقدام شامخ صادق مؤمن جَسور، يجعل من دمه فداءً لحماية العرض، نعم هذا الشعار الصادق كان هو عنوان المسيرة الشامخة بالدماء سنحمي العرض هو شعب يقول ما يفعل ويفعل ما يقول.