الصماد يضرب أين يشاء..
بقلم| إبراهيم يحيى الديلمي
بعد إنجاز سلاح الجو المسير الأخير الذي أظهر لنا سلاحا جديدا من أسلحة الطيران المسير محلية الصنع والذي جاء تحت أسم صماد2 وتم تدشينها بنجاح على هدف حساس وبعيد في العمق السعودي تمثل في ضرب إحدى مصافي النفط التابعة لشركة آرامكو السعودية في العاصمة الرياض، بعدما قطعت مسافة تقدر بحوالي 900 كيلومتر متجاوزة كل أجهزة الرصد والدفاع الجوي المنتشرة على طول وعرض مملكة آل سعود.
يأتي اليوم إنجاز أضخم وأعظم تم تدشينه ولأول مرة بضرب مطار أبو ظبي الدولي، وقد تمثل هذا الإنجاز في الطائرة المسيرة صماد3 التي تتميز بمدى أبعد من مدى صماد2 وتم تدشينها لتقطع ما يزيد عن 1300 كيلو متر جوا حتى وصلت إلى مطار أبو ظبي الدولي، وبقدر حجم هذا الإنجاز اليمني يقابله نفس الحجم من الرعب لدى الطرف الآخر طرف العدوان الإماراتي، الذي أحدثه هذا الإنجاز وخصوصا عندما يكون الهدف مطار أبو ظبي الذي تقلع وتهبط منه وإليه مئات الطائرات على مدار اليوم، بمعدل طائرة كل 2-3 دقائق، الأمر الذي قد يشكل خطورة بالغة على حركة الملاحة في هذا المطار.
ولعل اللافت للنظر في الموضوع هو تساوي كلا النظامين السعودي والإماراتي في ردات الفعل عقب وتجاه الضربات التي شنها سلاح الجو اليمني المسير، والتي تمثلت في الإنكار الضمني الساذج لهذه الضربات وهو الإنكار الذي حمل في طياته أيضا اعترافا ضمنيا بما أحدثته هاتان الضربتان حيث أقر النظامان بان ثمة حوادث وقعت في الأهداف التي أعلن سلاح الجو المسير عن استهدافها فمن وقوع حريق في إحدى خزانات النفط في مصفاة أرامكو في الرياض دون معرفة الأسباب إلى وقوع حادثة في مطارات أبو ظبي تسببت به مركبة لنقل الإمدادات في ساحة المطار، وهو كذب محض يبرره الخوف من الفضيحة المدوية أمام العالم، إذ أن الاعتراف بها سيكون إقرارا صريحا بفشل أقذر عدوان شن في التأريخ، خوف دافعه الغرور والكبر والاعتماد على القوة والاستحواذ، القوة الكرتونية التي لايمكنها أن تهزم قوة الله.
فإذا كانت الضربة الأولى لصماد2 قد خلفت آثارا واضحة على المكانة الاقتصادية لشركة أرامكو السعودية تمثلت في خلق اضطرابات وتقلبات في أسواق وأسعار النفط، ليست في صالح النظام السعودي الذي أعلن مؤخرا وقف تصدير النفط عبر مضيق باب المندب متعللا باستهداف الجيش اليمني ولجانه الشعبية لناقلة نفط سعودية وهي الكذبة التي علق عليها قراره وفضحتها القوة البحرية اليمنية في بيانها الأخير الذي أكدت فيه استهدافها لبارجة الدمام السعودية التي تعد واحدة من أربع بوارج سعودية، فإن الضربة الثانية التي قامت بها صماد3 وكانت من نصيب مطار أبو ظبي ستشكل صدمة عنيفة ليس للإمارات وحسب وإنما لقوى تحالف العدوان بكلها، وسيكون لها أثرها الكبير والسلبي على الوضع الاقتصادي والاستثماري في الإمارات وفي تغيير مجريات المعركة لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبية أكثر وأكثر، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الضربة ليست سوى قرصة أذن لا أعتقد أن النظام الإماراتي سيأخذ منها العبرة، لذا فليس من المستبعد أن تكون هناك ضربات أخرى سيكون لها آثارها وتداعياتها الخطيرة على مستقبل دويلة الإمارات السياسي والاقتصادي برمته.