الخبر وما وراء الخبر

راية عهداً للشهداء

145

بقلم / م.جمال الذاهبي

تتهاوى الكلمات عندما نريد الكتابة عن الشهداء , لأن الكلمات المركبة من الأحرف إلى اليوم لن تفي بحق أولئك الذين جادوا بأغلى ما يملكون دفاعاً عن الأرض وعن البشر , الشهداء في قواميس التضحية والفداء هم أرقى من يضحون وهم أغلى من يقدمون أنفسهم هبة دون مقابل دنيوي سوى رضا الله وحماية الوطن.

أقدم كلماتي على خجل , في نفس الوقت بعزة من عزتهم وكرامة من محياهم وشموخهم الذي يضاهي شموخ جبال بلادنا وعظمتها , الشهداء الذين نسجو من دمائهم راية الحرية والكرامة , وسارت بالدنا وسرنا صوب الحقيقة التي انبثقت من أرواحهم نحو العزة والسيادة في حالة اطمئنان وثبات لا تجرحه العواصف العاتية ولا الظروف التي تطمس الحقيقة عن الأعين لأن دمائهم ناصعة النقاء والنقاء حقيقة كخلودهم الأبدي الحقيقي عند مليك مقتدر.

نعرف جميعاً أن الشهادة طريق لا يسلكه الضعفاء ولا الجبناء ولا المتحذلقون على نيل ما توجبه عدالة السماء من عطاء مقابل عطاء , الشهادة طريق المؤمنين الذين لا يجيدون إلا لغة الانصات والتسليم للنداء الإلهي لتحقيق وإرساء دستور هو اعظم ما وجد على البسيطة منذ أن تكونت ألا وهو دستور الله وقوانينه التي يجب أن تسود على كل البشرية.

العدالة الإلهية والقوانين تحتاج إلى المخلصين لله لتنفيذها في المقابل لهم النصيب الأوفر من المحبة التي تُغدق عليهم من خالقهم دنيا وآخرة , لذلك كان الشهداء هم من يحملون على عاتقهم تنفيذ ما أوكل إليهم من ربهم .
أحمل ونحمل جميعاً كل ندوب وجروح هذا الوطن التي طالت على اندمالها ونحمل في قلوبنا غصة ما يجري من عدوان يسحق كل شيء امامه دون مراعاة لحرمة إنسانية أو اخلاق اسلامية , ومن منطلق العدوان وإقامة دين الله كان الشهداء هم السباقون إلى الدفاع عن الكرامة الانسانية وعن دين الله الذي تدنس بيوته وكتابة بصور مختلفة إلى الدرجة التي وجدنا أنفسنا فيها تائهين عن الحقائق التي تنير طريقنا ودربنا.

لكل الشهداء منا الوفاء بما ساروا عليه وتحقيق كل ما بذلوا انفسهم لأجله , لكل الشهداء الأبرار عهداً بالنهج القويم الذي نهجوا عليه دون مواربة أو تململ من السير وإن كانت الظروف الصعبة تملئ السماء وهذا عهداً من كل حراً دفع بنفسه ووهبها في سبيل الله والحق والناس المضطهدة بأن تبقى راية الشهداء مرفوعة ترفرف في كل قلب انسان يحب هذا الوطن وعلى مر الأجيال إلى قيام الساعة.