الخبر وما وراء الخبر

الكاتب والشاعر / وليد الحسام في حوار خاص مع الشعب. *>الشعر جبهة وعي وصمود ونفير ومواجهة وسلاح يعبر الحدود.*

321

*> من الثقافة القرآنية أستمد الكتابة بروح جهادية ووعي ناضج*

*حاوره || أمين النهمي*.

وليد الحسام شاعر ثوري له كاريزما مختلفة تماماً، كتاباته جهادية واعية جذابة كقلبه الذي يحمل هموم الوطن بفلسفية .. تميز برهافة الذكاء ونفوذ الحس وسعة الحافظة وقوة الذاكرة، شديد الميل الى العلم والتعلم …شاهق جداً بتفكيره وسلاسة تراكيبه اللغوية، فهو شاعر حداثي وعمودي أيضاً, وكلما اقتربت من قصائده اكتشفت أنك أمام شاعر ثوري بديع بكل ما تعنيه الكلمة، حينما قرأت له لأول مرة أعجبت به كثيراً، وشعرت أنني محظوظ بمعرفته، فهو فيلسوف وعميق جداً، متذوق للبردوني و درويش ونزار قباني.. توقفت اليوم أمام إبداعه الشاهق، محاولاً استدراجه في حديث مختصر حول تجربته النادرة، وكيف استطاع أن يصل إلى هذا المستوى من الكتابة الجهادية الرائعة, وإليكم التفاصيل:

– أهلا بك شاعرنا الرائع..

أهلا بكم وتحياتي لهذا المنبر الإعلامي اليماني الحُرّ وأتمنى لصحيفتكم المزيد من العطاء المتميز ..

– وليد الحسام … يا ترى من هو؟

وليد الحسام شاعر وكاتب وأديب كلما هو مع الحق مهتدياً بوعيّ قرآني ، مدافعاً عن وطنه وقضية شعبه ، مجاهداً في سبيل الله بالكلمة والنفس ، نعم . أنا شاعرٌ ما دمتُ أحمل ثقافةً بحجم الثقافة القرآنية وقضيةً بحجم الوطن ومادمتُ أرى بطولات المجاهدين في ميادين الكرامة فأتسامى شرفاً وعزة، ولن أكون شاعراً ولا إنساناً إذا أنا كنتُ من المتخاذلين.

– منذ متى بدأت تكتب الشعر؛ وماهي أول قصيدة كتبتها؟

هناك حقيقةٌ يجهلها الكثير وحتى أنا كنت أجهلها ..
صحيح أنني كتبت القصيدة منذ أكثر من عشر سنوات لكن ثمة اختلاف وفروق كبيرة بين قيمة الكتابة فترة ما قبل العدوان وقيمتها خلال مرحلة العدوان ؛ لذلك فالقيمة هي الأهم من زمن أو فترة الكتابة ، فهناك من شعراء المسيرة القرآنية والشعراء المواجهين للعدوان مَن انطلقوا بالكتابة مع بداية العدوان فكان لهم حضور شعبي بارز في المشهد الشعري وتألقوا كما لو أنهم يكتبون القصيدة منذ عقود زمنية وهؤلاء الشعراء لمعوا ليس بسبب فترة الكتابة وإنما لأنهم كتبوا بحريّة وبمواقف مُشرفةٍ في توقيتٍ تاريخي هام إذا ما ربطناه بالأبعاد الدينية والوطنية والثورية والجهادية.

– من أين يستمد الشاعر وليد الحسام هذه الروح الشعرية الجهادية المتوهجة؟

يمكن أن أقول إن القرآن الكريم ليس فقط مصدر التشريعات هو شامل ليكون حتى مصدر ثقافة لديَّ ولدى كل الشعراء والمثقفين ، ومن خلال قراءتي في الثقافة القرآنية المتمثلة بفكر ملازم الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي _رضوان الله عليه _ أشعر أني وجدت عَالَماً فكرياً أكبر من الأفكار التي امتلكتها من قبل فمن الثقافة القرآنية أستمد الكتابة بروح جهادية ووعي ناضج ، وحتى أني أشعر بذلك التغيير الملحوظ في كتابتي بعد قراءة الملازم ، وأعتقد أن هذا واضح لدى كل الشعراء المجاهدين وكل الشعراء الأحرار المدافعين عن اليمن.

– لكل شاعر تعريف للقصيدة …ماذا تعني لك أنت؟

القصيدة _ من وجهة نظري _ هي حقيقة الإنسان المضمر في ذات كل فرد ..
القصيدة هي الموقف الحقيقي للإنسان إذ بإمكانها أن تعبر عن موقف الشاعر وموقف القارئ أيضاً تجاه كل القضايا.

– من هو الشاعر الذي تأثرت بقصائده ؟

لم أتأثر بشاعرٍ بعينه ، فأنا أقرأ لعدد من الشعراء ، وأحب كثيراً أن أقرأ أعمال الشاعر والمفكر والأديب الرائد الأستاذ عبدالله البردوني خاصة خلال هذه المرحلة لما تكتنزه أعماله الشعرية من قراءات تحكي الواقع الحالي وتتنبأ بالمستقبل ، وأقرأ أيضاً لعدد من شعراء الوطن العربي الأحرار الذين عرفوا حلفاء النفط عملاء أمريكا وإسرائيل من مثل نزار قباني، ومحمود درويش والجواهري ومظفر النّواب وغيرهم .

– أنت كاتب ناقد، وبنفس الوقت شاعر.. أيهما الأقرب إلى روحك ..الشعر أم الكتابة ؟ ولماذا؟

كلاهما قريب إلى القلب ، ولا يمكن أن أكتب إلا بالطريقة القريبة إلى ذاتي لأكون بها صادقاً ، فحين أشعر أن الموضوع يقترب من خيال الشعر أكثر فإني أكتبه قصيدةً وحين يقترب من التناول والنقاش النثري فإني أكتبه مقالةً .
القصيدة لها مكانها في القلب وكذلك المقالة لها مكانها ، وكلاهما له حضورٌ وله تذوق عند القارئ ، وأقول بموضوعية أن هناك من المقالات ما تحمل نَفَسَاً شعرياً بديعاً يستهوي نفس القارئ .. إذن .. كلاهما له دور وكلاهما قريب من ذاتي .

– برأيك ما هو الدور الذي يمكن أن يحققه الشعر في مواجهة العدوان ؟

الشعر جبهة ترافق الجبهات العسكرية ، بل كثيرٌ من الشعراء المواجهين للعدوان حاضرون في الميادين
(قولٌ يتبعه عمل ) .
الشعر جبهة وعي وصمود ونفير ومواجهة وهو سلاح يعبر الحدود ويتخطاها ليصل إلى عُقر دار العدو وهم كارهون .
الشعر استنهض الشعب وحرك القبائل تلبيةً للنكف وسار بقوافل الرفد والعطاء ، وحتى أنه رافق المجاهدين في الجبهات من خلال الزوامل الجهادية ، ومازال الشعر أيضاً يضرب نفسيات قوى العدوان ويُلحق بهم الشعور بالإنهزام، واسمحوا لي من خلال صحيفتكم أن أبعث تحياتي للمنشد المجاهد عيسى الليث والمنشد المجاهد عبدالخالق النبهان ولكل منشدي وشعراء اليمن المواجهين للعدوان .

– ونحن على موعد مع أسبوع الصرخة؛ لك صرخة شعرية رائعة في هذا الموضوع أتمنى طرحها ؟

الصرخة مشروع قرآني استلهمه الشهيد القائد من هدي القرآن براءة من أعداء الله ودينه ، فكتبت فيها قصيدة من شعر التفعيلة بعنوان (صرختي .. الله أكبر) قلت فيها :
اللهٌ أكبر
صرختي … اللهُ أكبرْ .
وقصيدتي ….في كلِّ معركةٍ،
وميدانٍ، ومنبرْ
موتٌ لأمريكا
أتاها في الصدى
الله أكبرْ
موتٌ لإسرائيل ،،
إسرائيلُ …رأس الحقد ،
والإجرام ، والشرْ .
وعلى اليهود اللعنة الكبرى ،
وملعونٌ ….مَن اتخذَ اليهودَ لهُ معسكرْ .
النصر للإسلام ..
دين الله بالأنصار، والشُّرفاء،
والعُظماء ، والشهداء ،والأحرار …يُنْصَرْ .
هذي …براءتُنا من الأعداء
نُطلِقُها
لعلَّ الذَّنب ..يا اللهُ يُغفَرْ .
*****
صرَخ (ابنُ بدر الدين) في (مران) ،
فارتجفت جبالُ الأرضِ ،
وارتجفت قلوبُ المُرجِفِين بذُعرها ..
ارتعدت يهودُ النِّفط في نجدٍ،
ونجدُ اليوم(قرنُكَ أيُّها الشيطان)
كانت ملحقاً بالأمس يتبع …
حصن خيبَرْ .
خافته أمريكا ؟!
نعم ..خافته أمريكا ،
كما خافت يهودُ الأمس …
مِن ضربات سيفِ الله…(حيدَرْ) .
الله أكبر ..كلُّ ما في الكون
بعد الصرخة اليمنية العُظمى …تغيَّرْ .
شعبي ،
وقد صرخت حناجرنا في الساحات، والجبهات،
شعبي اليوم …يا نَفَّاط أمريكا تحرَّرْ .
وتحررت …من قبضة الأمريك في دمنا اللغات ..
تحررت خُطواتنا لله في كل الجهات ..
تحررت صلواتنا وهدى الصلاة ..
تحرر القرآن من كيد الغُزاة ..
تحرر الشعب اليماني الذي …
مازال بالآيات في القرآن، والتاريخ …يُذكَرْ .
الله أكبر ..صرخةُ الإيمان
تحشدنا إلى درب الجهاد..
ويقودنا وحي الملازم
في طريق الحق
حيث نبيع كلَّ حياتِنا ..
شرفاً ننال به …رضا ربّ العباد ..
حيث الهدى بالنور يُنبِتُ ..
مِن دماء الأوفياء
لكلِّ مظلومٍ …بلاد ..
حيثُ الكرامةُ
نبعُها كالنهر للإنسان …
في أرواحنا عزماً يمانياً تَفَجَّرْ .
****
الله أكبر ..
هبَّ حِلفُ البغي عاصفةً ،
وفي شَغَفٍ تصداها الرجال .
ثبتوا في الميدان ،
وانزرعوا كأوتاد الجبال .
وأتى النفير العام ،
والأصداء بالصرخات في آفاقنا
يا حلف أمريكا اللعينة …
ماتزال .
هاهم رجال الله ..
جُند البأس يجتاحون كلَّ مواقع الأعداء
في حدِّ الشمال .
في عمق آل سعود ينتصرون ..
ما عرفوا انخذال .
ويمرغون أنوف أمريكا وإسرائيل …
في حَرِّ الرمال .
ويطهرون الأرض..من أذناب مملكة الريال .
هم يصرخون الآن …في جبهاتهم
(الله أكبر) …صرخةُ الأحرار
دوّت في المدى الله أكبرْ .

ـ سؤال غفلنا عنه وتود أن نسألك إياه..؟

السؤال الذي أود أن يُطرح عليّ هو
أين بعض أولئك الذين كانوا مصنفين قبل العدوان رموز ثقافية وشعرية لليمن ؟
لأقول : من باع نفسه للشيطان وتعلق به من خلال مصلحة مادية رخيصة لن يرى الحق ولن يرى وجع الوطن ولن يرى جرح الطفولة ونزيف الإنسان اليمني ، لن يرى تدمير حضارة وطنه من قبل الأعداء ، لن يتحرك ضميره أويستشعر مسؤولية الدفاع عن وطنه ، ضميره المتعلق بما كان يرمي له أعداء اليمن من المال الخبيث ميتٌ .

– كلمة أخيرة… تود طرحها عبر صحيفة الشعب ؟

كلمتي الأخيرة في هذا الحوار ولن تكون الأخيرة ما دمتُ على هذا الوجود :
يا سيدي …
اضرب بنا في الأرض
نكتسح الجهات ، ولا نلين ..
اضرب بنا في الأرض
إنّا خيرُ جندك .

*السيرة الذاتية للشاعر*

وليد أحمد الحسام
– من مواليد محافظة صنعاء _ الحيمة الخارجية _ قرية بيت الحسام في عام 1984
– كاتب وشاعر وأديب .
– خريج جامعة صنعاء .
– تميز برهافة الذكاء ونفوذ الحس وسعة الحافظة وقوة الذاكرة، شديد الميل الى العلم والتعلم
– تقلد عدة وضائف تختص بالفكر والأدب وقد عين في عدة اعمال تتناسب وميوله وعطائه وتفاعله وتبين مدى إلمامه وإدركه في الجانب الثقافي بكل تشعباته ومن تلك الأعمال.
– رئيس قسم المراجعة والطباعة في إحدى دوائر المحكمة العليا .
– عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين .
– عضو مؤسس في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان على اليمن .
– مسؤول العلاقات العامة في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان على اليمن .
– عضو في مؤسسة دمون للثقافة والآداب .
– عضو في مؤسسة الإبداع للثقافة والأداب والفنون .
– عضو في عدد من المؤسسات الثقافية .
– ناشط ثقافي وإعلامي .
– حاصل على جائزة رئيس الجمهوري على مستوى محافظة صنعاء عام 2008م
– انتج عدة روائع منها:
– مجموعة شعرية بعنوان (أنفاس الجفون) ضمن كتاب سماوات .
– كتاب (شعراء على منصات النفير) بالمشاركة مع الشاعر عبدالقوي محب الدين .
– شارك في إعداد ديوان الجبهة الثقافية (فليقصفوا)
– مُعدّ في برنامج (منصّات) الشعري المناهض للعدوان عبر قناة اليمن من اليمن .
– نُشرت له عدد من القصائد والمقالات والدراسة النقدية في عدد من الصحف والمجلات اليمنية والعربية .
– شارك في عدد من الصباحيات والأمسيات الشعرية والندوات الثقافية .
– حاصل على عدد من الدروع وشهادات التقدير والتكريم في مجال الثقافة والأدب .
– له تحت الطبع: (ثلاثة دواوين شعرية ومؤلف دراسات في القصيدة الشعبية اليمنية)