الخبر وما وراء الخبر

لماذا الشعار ؟

49

بقلم / فضل أبوطالب

قد يتساءل البعض عن السبب الذي دفع بالشهيد القائد السيد حسين بدالدين الحوثي رضوان الله عليه لإطلاق شعار (الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للاسلام) وجعله عنونا وتدشينا لانطلاق مسيرته العملية في مناهضة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وسياساتهما المميتة والقاتلة والمدمرة بحق الشعوب العربية وبقية الشعوب الاسلامية.

وقبل الجواب على هذا التساؤل علينا أن نتأمل ولو قليلا في واقعنا كأمة عربية وإسلامية فالولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي تباشران احتلالا عسكريا على عدة دول عربية وإسلامية، وتسيطران على ثرواتنا ومقدساتنا وتتحكمان بقرارنا السياسي وقوتنا الضروري وتمارسان القتل والتشريد اليومي بحق الشعوب العربية والاسلامية وتزرعان الفتن والنزاعات وتثيران الحروب والصراعات في أوساط شعوبنا وفي جميع مناطقنا.

هذا الواقع المؤسف والمخزي يدفعنا نحو تقييم واقعنا ويفرض علينا مراجعة رؤيتنا وقناعاتنا وسياساتنا ومواقفنا بناء على أسس صحيحة ومنطلقات أصيلة ورؤية ومنهجية مغايرة عن تلك التي بني عليها ذلك الواقع، ويدفعنا بشكل جدي نحو التحرك الفعلي والعملي المدروس والمنظم في مواجهة هذه الحالة المأساوية القائمة بحسب المتاح والممكن.

فما جرى ويجري يوميا بحق إخواننا في فلسطين ومن قبل ما جرى بحق إخواننا في لبنان ومصر وسوريا وما قامت به الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وغيرها يكشف لنا الأسباب الواقعية والعملية التي دفعت الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي لتبني هذا الشعار.

فالشعار هو تعبير عن حقنا كشعوب عربية وإسلامية في الحياة الحرة والكريمة وهو صرخة مدوية ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وضد كل السياسات والممارسات المميتة والقاتلة التي تنتهجهما أمريكا وإسرائيل.

وقد كان الشهيد القائد رضوان الله عليه يرى في الشعار أيضا وسيلة فعالة ومؤثرة ضد سياسة تكميم الأفواه علاوة على كونه وسيلة بسيطة وممكنة لكل الشعوب المستضعفة فهو يحي في النفوس مشاعر السخط ضد أمريكا وإسرائيل ويحول دون كل المساعي الهادفة لإسكاتنا وتدجيننا.

ولقد أثبتت الأيام والأحداث فاعلية هذا الشعار وتأثيره ومصداقيته فالذين أخذوا على عواتقهم إعلان هذا الشعار رفضا للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية استطاعوا النهوض ببناء أمة حرة وكريمة وقوية ومقتدرة وقادرة على مواجهة كل التحديات والصعوبات وأصبحت اليوم ليس بمستوى التصدي لأكبر تحالف عدواني عالمي في هذا العصر وحسب بل بمستوى تحقيق الانتصار عليهم أيضا.