طبيعة هذا الشعار؟
وبهذا التمهيد يمكن استلهامُ عددٍ من النقاط الهامة، وهو أن هذا الشعار أراد منه الشهيد القائد أن يكون شعارا لكل المسلمين، في مواجهة أخطر أعدائهم، وأنه أطلقه في إطار مسيرة مواجَهة شاملة لأعداء الله، وأنه أراد منه تلك الوظائف المذكورة للشعار وغيرها من الأهداف التي ليس الآن حالَ ذكرها.
أما طبيعته فهو صرخة في وجه المستكبرين في زمن السكوت والخنوع، وهو شعارٌ يميِّز المجاهدين الأحرار حاملي مشاعل الحرية، ومناوئي مشروع أمريكا والصهيونية في العالم الإسلام، سماه (صرخة)، ثم غلب عليه وصف (شعار)، إلى أن صار علما لهذه الصرخة المعروفة والمتداولة، فإذا أُطلِقَ تعيّن هذا المسمى، وتلك حقيقة العلَم حيث هو الذي يُعيِّن مسماه، وفي أحيان نادرة كان يتم وصف الهاتفين به بأنهم (كبّروا) و (يكبِّرون)، ومن ذلك جاءت النسبة الشعبية لهم بأنهم (المُكبِّرون)، أي الذين يطلقون كلمة (الله أكبر).
وعلى الرغم من أنه عنوانٌ للمشروع، إلا أنه أيضا كان جزءا منه، ومكوِّنا أساسيا من مُكَوِّناته، حيث المشروع كان عبارةً عن عملِ شيءٍ ما لمواجهة خطر أمريكا المُحْدِق ، وهو الهتاف بالشعار، والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، ويرافقُهما التوعية بمنابع الشر والفساد في الأرض، وبناءُ الأمة القوية المُعِدَّة لأعداء الله بما استطاعت، وتحصينُها من الاختراق ، وذكر السيد الشهيد أن الشعار بحاجة إلى توعيةٍ مُرافِقة، يُؤمَّل منها خلقُ وعيٍ ذاتيٍّ شعبيٍّ حتى لا يَسْبِقَ الأمريكيون بتسميمه بأفكارهم المدمِّرة وليؤتيَ أكله في إطار مشروعٍ نهضويٍّ كبير، هذا الشعار عنوانه.
لقد أوضح الشهيد القائد أنه سلاحٌ سهل وفعال، وكرر ذلك في محاضرات عديدة، وأنه في متناول الناس جميعا، وأنه لا يتطلَّب سوى دقيقةٍ واحدة في يوم الجمعة، وأنه في نفس الوقت سلاحٌ مؤثِّر ضد الأعداء، جُرِّب تأثيره في مناطق أخرى في العالم، ومنها إيران، وأنه يشكِّلُ حربا نفسية ضدهم، ويعطي نتائجَ إيجابية بحق الهاتفين به من الشجاعة والحصانة.