الخبر وما وراء الخبر

ناطق العدوان يعترف بهزيمة مطار الحديدة ويقع في فخ أكاذيب جديدة مثيرة للسخرية: حرب العدوان الإعلامية في معركة الساحل تنقلب على الساحر!

116

ذمار نيوز | المسيرة: إبراهيم السراجي 12 شوال 1439هـ الموافق 26 يونيو، 2018م

على وقع هزيمة الغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي وانتقالهم إلى وضع الدفاع في ظل استمرار الحصار المفروض على كتائبهم في مناطق الفازة والجاح والمجيليس، لم يجد الناطق الرسمي باسم دول العدوان المدعو تركي المالكي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس الاثنين ما يقوله للصحفيين بعدما رفعت دول العدوان خلال الأسابيع الماضية سقف طموحاتها وضخها الإعلامي الذي كان يتحدث باستمرار عن تقدمات وهمية في جبة الساحل الغربي.

ظهور ناطق العدوان بالأمس عاجزاً عن تقديم معلومة ميدانية تؤكد ادعاءاتهم خلال الأسابيع الماضية تعيد للأذهان الموقف الذي تعرض له سلفه المدعو أحمد عسيري في بداية العدوان خلال الأيام التي أعقبت زعمه تدمير كُـلّ الصواريخ اليمنية ونجاح 95% من أهدافهم قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

ووقف ناطق العدوان المالكي أمس أمام حشد من مراسلي القنوات والإذاعات والصحف التابعة للعدوان وحلفائه الغربيين الذين انتظروا منه الكشف عن إنجازات جديدة تتوافق مع ادعاءاته في مؤتمراته السابقة قبل أسابيع في الساحل الغربي، فكان مما قاله للصحفيين إنه تمت السيطرة على الأجزاء الجنوبية من مطار الحديدة، متناسياً أنه وقف في المكان ذاته قبل أسبوع معلناً السيطرة على كامل المطار ومحيطه أيضاً، فظهر معتقداً أن يكشف عن تقدم جديد لكنه كان في الواقع يعترف جزئياً بالهزيمة ويكذب نفسه.

ومما يؤكد عمق ورطة الغزاة والمرتزقة في مستنقع الساحل الغربي، هو أن ناطق العدوان ذكر في مؤتمره الصحفي أن هناك تقدماً باتجاه الكيلو 16، في ادعاء كاذب جديد لكن جهله وجهل من يؤلفون له المعلومات بالجغرافيا جعلهم لا يدركون استحالة حدوث ذلك التقدم ما لم تكن هناك سيطرة على المطار الذي أقر ناطق العدوان بعدم سيطرتهم عليه.

ولأن حجم ومستوى الهزيمة في الساحل الغربي كبيراً خصوصاً أن الحرب الإعلامية التي شنها العدوان خلال الأسابيع الماضية وشغل وسائل الإعلام العالمية بأخبار تقدمه الزائف في الساحل الغربي ارتدت عكسياً على الغزاة والمرتزقة، فقد وجد العدوان عبر ناطقه الرسمي أن السبيل الوحيد للهروب من أضواء الهزيمة يكمن في اختلاق ضجة إعلامية أخرى من خلال الإعلان عن خبر يصرف الأنظار عن خيبتهم الساحلية.

وفي هذا السياق زعم ناطق العدوان أنهم تمكّـنوا من قتل 8 من مجاهدي حزب الله في اليمن وأنه تم أسر قيادي آخر، وفي الوقت ذاته قال إن لديهم أدلة وبراهين على ذلك لكن لا يمكنهم الكشف عنها، متناسياً أن قوى العدوان عادة ما تعرض صوراً لأسلحة تزعم كاذبة أنها إيرانية، فلماذا يعلن أنه لا يمكنهم عرض الأدلة في وقت تحاول قوى العدوان منذ أكثر من ثلاثة أعوام جاهدةً العثور ولو على شعار لحزب الله في اليمن لتثبتَ صدقَ ادعاءاتها.

ومع مرور الوقت تورط ناطق العدوان خلال مؤتمره الصحفي بشكل أكبر في استمرار لمحاولاته صرف الأنظار عن خيبة الساحل ولكن هذه المرة على نحو يمكن وصفه بـ “الكوميدي” أظهرت أن الرجل يتحدث بناءً على معلومات يجري طبخها في ذات المطابخ الإعلامية فأظهر جهلاً كبيراً بالميدان فراح يختلقُ طريقاً دولياً لا وجود له وينقل المناطق من محافظة إلى أخرى.

وعلى سبيل المثال زعم ناطق العدوان أن مرتزقتهم سيطروا على ما وصفه الطريق الدولي في مديرية رازح بمحافظة صعدة والذي يربطها بالسعودية، مع العلم أنه لا يوجد أي طريق دولي مديرية رازح.

كما تجاوز ناطق العدوان عشرات الكيلومترات ليقفز بمرتزقته إلى مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران زاعماً أنهم سيطروا على عدة مواقعَ فيها، لكن المثير للسخرية بشكل أكبر هو أنه حدد موقع مديرية حرف سفيان بأنها تقع غربي محافظة تعز.