كذَبةُ العصر يعلنون هزيمتَهم
بقلم / هاشم أحمد شرف الدين
بينما كان وزيرُ إعلام السعودية عواد العواد يكذب خلال اجتماع وزراء إعلام تحالف العدوان على اليمن، قائلاً: “تمكن التحالف من تحرير ما يفوق 85% من أراضي اليمن مع التزامه التام بقواعد الاشتباك وحماية المدنيين”.
كانت طائرات التحالف تمارس عادتها اليومية وتقصف منزلاً بمديرية الظاهر بصعدة مخلفة 5 شهداء مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، لتكون هذه المجزرة شاهداً مباشراً على أن الاجتماعَ الذي حضره وزراء إعلام الدول الأعضاء في تحالف العدوان بجدة اليوم لن يكون سوى لمناقشة سبل تنسيق جهود الكذب الإعلامي لدول التحالف، لكنه تحول إلى إعلان هزيمة في ثنايا الكلمات.
فقد واصل العواد كذبه بادّعاء “انتهاج التحالف في عمله الإعلامي ووسائله التقليدية والحديثة بمستوى عالي من الإتقان من حيث الجودة في المحتوى والالتزام بالمعايير المهنية العامة التي ترتكز على مواثيق الشرف الصحفي والإعلامي”.
يدرك هذا الكذوب أن العدوان على اليمن قام بحد ذاته على كذبة يعرفها العالم أجمع وهي إعادة ما تسمى الحكومة الشرعية إلى السلطة في اليمن، ويدرك أيضا أن العالم كله عازف عن متابعة إعلام التحالف؛ لأنه لا يرى فيه أي التزام بالمعايير المهنية أو التزام بمواثيق الشرف الإعلامي، لاعتماده على الأكاذيب والتضليل.
وكمن رمتني بدائها وانسلت، شرع العواد في اتهام الإعلام اليمني الوطني المواجه للتحالف بممارسة التزييف والخداع واختلاق القصص الكاذبة والترويج للشائعات وبث معلومات مشوشة والعمل على التأثير على العقول والعواطف”، لم يخجل هذا الكذوب من جعل نفسه أضحوكة وعرضة للسخرية وهو يطلق هذه الاتهامات بحق الإعلام اليمني الوطني الذي التزم المصداقية نهجا لممارسته الإعلامية فتمكن بها من اكتساب ثقة الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي، ووسائل الإعلام الدولية والحكومات والمنظمات، وكل ذلك دون أن يمتلك 5% من الإمكانات المادية والفنية بالمقارنة مع إعلام التحالف.
لقد ضاقت قاعة قصر المؤتمرات التي شهدت الاجتماع حتما بالروائح النتنة التي فاحت بها كلمات كذبة العصر، الذين حملت كلماتهم أكاذيب يسهل كشفها حتى على الجدران والكراسي والماكرفونات، خَاصَّـة حين أتى دور العميل معمر الإرياني وزير إعلام المرتزقة الذي أخذ يكذب هو الآخر ليقول “لقد عملت وسائل الإعلام في دول التحالف مشكورة على نقل حقيقة ما يحدث في بلدنا وما تعرض له الشعب اليمني من انتهاكات ومأساة إنسانية نتيجة الانقلاب وكشف زيف إعلام الانقلاب ومحاولاته تضليل الرأي العام الإقليمي والدولي”، متجاهلاً الجرائم التي ارتكبها التحالف بحق الشعب اليمني، وتبعات الحصار الخانق الذي يفرضه على الشعب، والتدمير الهائل الذي ألحقه بالبنى التحتية في اليمن.
الصدقُ الوحيدُ الذي شهده الاجتماعُ هو وصفُ هذا العميل للعمل الإعلامي المشترك للتحالف خلال الثلاث سنوات الماضية بـ “التجربة”، ووصفه إعلامنا الوطني “بالآلة الإعلامية الضخمة”؛ لأنه بهذا أعلن حقيقة واضحة هي هزيمة إعلام التحالف في مواجهة الإعلام اليمني الوطني.
وما يضاعف التأكيد على هذه الحقيقة هو أنه اختتم كلمته بالتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق بين وسائل إعلام دول التحالف، ناسيا أنه استهلها بإعلان الهزيمة في الحرب الإعلامية بقوله “لم يعد لدينا إلا خيار واحد وهو استمرار المواجهة العسكرية لقطع ذراع إيران باليمن”.
نختم بالقول إن إعلان قادة إعلام التحالف هزيمتهم الإعلامية أمام الإعلام اليمني الوطني لن يكون سوى تمهيد لإعلان قادته الحربيين هزيمتهم العسكرية أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية.
أوَليس الله تعالى يقول:
(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).