الخبر وما وراء الخبر

أهم عامل من عوامل النصر الاعتماد على معية الله سبحانه وتعالى ونصره وتأييده.

84

أول نقطة من عوامل القوة في مسألة الجهاد في سبيل الله أنك تنطلق وأنت تعتمد على معية الله سبحانه وتعالى على نصره، على تأييده، أملك به، ثقتك به، توكلك عليه، وهذا يمثل عامل اطمئنان مهم جدا لأنه مهما كانت امكانياتك محدودة وقدراتك بسيطة وأنت تواجه عدوا لديه العدد الكبير من الجنود، لديه الإمكانيات والقدرات العسكرية الكبيرة والإمكانات المادية الكبيرة فأنت حينئذٍ لا تنطلق من منطلق المقارنة بين مستوى ما تملك أنت وما يملكه هو، ما يتوفر لك أنت من الإمكانات والقدرات وما يتوفر بيده هو، لا، أنت تعتمد على الله سبحانه وتعالى أنت تتوكل على الله سبحانه وتعالى، أنت تحسب حساب الله القوي العزيز القاهر الذي هو جل شأنه مهما كانت قدرات عدوك وإمكانات عدوك هو يملك قلب عدوك هو يملك مشاعر عدوك هو القادر على أن يلقي في قلبه الرعب ثم لا يتماسك ثم يفقد توازنه وقوته وشعوره بالقوة مهما كان ما بيده من سلاح وأن تنهار معنوياته نهائيا

انطلاقة الإنسان المؤمن في موقفه الحق وقضيته العادلة وهو يواجه الظلم ويواجه الطغيان ويواجه العدوان وهو يحمل هذا الإيمان أن الله مع المؤمنين أنه يستند إلى وعد الله سبحانه وتعالى بالنصر، يوجِد لديه اندفاعا كبيرا ويعزز في نفسه معنويات عالية، لم يعد يشعر بالضعف، ما الذي يؤثر على موقف الإنسان ما الذي يؤثر على نفسيته ما الذي يسبب الهزيمة لأي قوم أو أمة الشعور بالضعف، ما هو العامل المهم في الميدان الشعور بالقوة، الإنسان المؤمن الذي ترسخ في وجدانه وفي يقينه وفي مشاعره أن الله معه حاضر معه ليس غائباً عنه ولا غافلاً عنه وأنه يستند إلى الله ويعتمد على الله ويتوكل على الله ويستذكر وعد الله بالنصر “وكان حقا علينا نصر المؤمنين”، “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”، “ولينصرن الله من ينصره”، كل هذه الوعود الإلهية هي وعود صادقة وعود جادة ليست هزلية وليست لمجرد الخداع أو أن الهدف منها الدفع بالآخرين، إذا اندفعوا خلاص ثم يتنصل عنهم، لا، إذا عملنا ما علينا أن نعمل وفق التوجيهات الإلهية فالله هو الأوفى والله هو الأصدق ولن يخلف وعده أبدا “ومن أصدق من الله حديثا” ما أحد أصدق من الله أبدا.

ومن أوفى بعهده من الله وقدمه التزاما وعهد منه، “وكان حقا علينا نصر المؤمنين” فإذاً المهم هو الأخذ بكل تلك التوجيهات الإلهية والتحرك على ضوئها في الميدان لأن نواجه ذلك الظلم، ذلك التحدي، ذلك الخطر علينا في هذه الحياة كمستضعفين كمظلومين ومعتدى عليهم، ثم هذا أولا .. أول نقطة في الموضوع أنك تنطلق بمعنويات عالية وحساباتك لا تنطلق من منطلق الحسابات المادية بين مادياتك وإمكانيات عدوك .. لا.. أنت تذكر في المقابل مهما كان العدو يمتلك فأنت تعتمد على الله والله هو القادر والقاهر على إنجاز وعده في مواجهة أي طرف .. طرف يكون استثناءا يسقط أمامه الوعد الإلهي .. تقولوا ما ذيه العدو عنده وعنده

تقول الله.. وعنده ويمتلك ومعه.. ولذلك لا يمكن إنجاز الوعد الإلهي الله با يعجز حين يوصل عنده، لا .. لا أبدا، قادر على إنجاز وعده في إنجاز مواجهة أي طرف والتجارب اثبت ذلك تجاربنا نحن في أحداث كثيرة تجارب المستضعفين الآخرين، تجربة حزب الله في لبنان في مواجهة إسرائيل بكل ما امتلكته إسرائيل، وبكل ما حظيت به من دعم، تجربة المجاهدين في العراق في مواجهة أمريكا، تجربة الشعوب المستضعفة التي انطلقت من مبادئها الفطرية وصمدت وثبتت وضحت واستبسلت وتفانت وحققت النتائج التي سعت لها في كسر إرادة عدوها وشوكة عدوها المعتدي عليها.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

عن التعبئة العامة

27-01-2017