الخبر وما وراء الخبر

الناصري “ما قام به العتواني” لا يعبر عن رؤية ومواقف الحزب والمؤتمر ما قام به “أحمد بن دغر” باطل ولا يعبر إلا عن صاحب

162

المسيرة خاص:

تحشُدُ المملكةُ السعودية بكل قواها لجمع أكبر عدد من القيادات السياسية اليمنية لحضور مؤتمر ما يسمى “الرياض” والذي من المقرر أن ينعقد في السابع عشر من الشهر الجاري.

المملكة وبصورة تثيرُ الاستغرابَ تصر منذ بداية العُـدْوَان على حضور كل المكونات السياسية إلى الرياض، لكن عدداً من القوى والمكونات السياسية رأت أن ما يحدث في اليمن هو شأن داخلي وأن ليس من الضروري الذهاب إلى أي مكان للتحاور إلا في اليمن ذاته.

كان هذا الطرح قبل العُـدْوَان السعودي، لكن وفي ظل استمرار هذا العُـدْوَان الوحشي يصر آل سعود على جمع كل الفرقاء السياسيين على طاولة حوار في مملكتهم، وهو ما يثير استغراب القوى والأحزاب السياسية الوطنية التي ترى في السعودية عدواً غاشماً شن هجوماً وحشياً غير مبرر على اليمن.

محاولاتُ المملكة إقامة هذا الحوار تتواصل، وفي الرياض يتواجد هناك سياسيون من مختلف الأحزاب فضّلوا مصالحهم الشخصية على مصالح الوطن، وقد بلغ بهم الحال إلى بعث رسالة الأسبوع الماضي إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يشكرونه فيها على قصف بلادهم.

ورفع هؤلاء القادة الرسالة وهي مذيلة بتوقيعاتهم وهم (أحمد عبيد بن دغر عن المؤتمر الشعبي العام، عبدُالوهاب الآنسي عن التجمع اليمني للإصلاح، عبدُالعزيز جباري عن حزب العدالة والبناء، ياسين مكاوي عن الحراك السلمي الجنوبي، سلطان العتواني عن التنظيم الشعبي الوحدوي الناصري، عبدالوهاب الحميقاني عن حزب الرشاد، الدكتور جلال فقيرة عن حزب التضامن الوطني، والدكتور محمد المخلافي عن الحزب الاشتراكي اليمني).

وقال هؤلاء القادة إن أمريكا قدمت دعماً كبيراً لليمن منذ عام 2011 والتي استمرت دون انقطاع حتى بدء عملية “عاصفة الحزم”، مشيرين إلى أن هذه العاصفة جاءت بناء على طلب عبدربه منصور هادي، ومطالبين بإدراج الأفراد والشركات والهيئات السياسية والدول والمنظمات الأجنبية المساندة لثورة 21 سبتمبر ضمن لائحة العقوبات المتضمنة تجميد الأموال والحظر من السفر والعمل على فرض مزيد من العقوبات من قبل مجلس الأمن.

ولاقت هذه الرسالة استياءَ عدد من بعض قيادات وقواعد تلك الأحزاب، معتبرين كل من وقّع على هذه الرسالة لا يمثل إلا نفسَه ولا يعبر عن رأي أحزابهم.

السخط العارم كان واضحاً في التنظيم الشعبي الوحدوي الناصري والذي نفى بشدة هذه الرسالة، وقال: إن ما تضمنته لا يعبر عن رؤية ومواقف الأمانة العامة للتنظيم.

وقال التنظيم في بيان له: إن الأمانة العامة اطلعت على الرسالة الموجهة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والتي تضمنت اسم الأخ سلطان حزام العتواني عضو الأمانة العامة.. وهي تنفي أي علم مسبق لها بذلك.

وأشارت إلى أن ما تضمنته تلك المذكرة لا يعبر عن رؤية ومواقف الحزب والأمانة العام للتنظيم.

المؤتمرُ الشعبي العام هو الآخر اعتبر ما قام به النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر أحمد عبيد بن دغر باطلاً، حيث أنه ليس موقف المؤتمر، وإنما يعبر عن صاحبه.

ونفى المتحدث الرسمي باسم المؤتمر/ عبده الجندي موافقة الحزب على المشاركة في ما يسمى “مؤتمر الرياض”.

وأكد الجندي، أن أي حوار بين المكونات اليمنية، لا بد أن يسبقه وقفٌ «للعُـدْوَان السعودي المستمر” على اليمن، كما أكد على ضرورة عقد أي حوار مقبل في «بلد محايد«.

وكانت الأحزاب والمكونات السياسية أكدت الأسبوع الماضي رفضها المشاركة في ما يسمى “مؤتمر الرياض”، معتبرة أن ما يحدث في اليمن هو شأن داخلي ولا علاقة للسعودية به لا من قريب ولا من بعيد، رافضةً الحضورَ في أي بلد من الدول المشاركة في العُـدْوَان على بلادنا.

وتبحث الرياض عن مخرج من الموقف المحرج الذي وقعت فيه.. ويبقى عيال “عاصفة الحزم” أمام تَحَدٍّ كبير تجاه ما ستسفر عن لقاءات هذا المؤتمر العقيم.