الخبر وما وراء الخبر

الأبعاد الإستراتيجية لمعركة الساحل الغربي…واليمانيون يواصلون ملاحمهم البطولية للتصدي للغزاة

96

استراتيجية الدول تفرضها ثوابت الجغرافيا وتحركها دواعي التاريخ، ومن ثوابت الجغرافيا اليمنية اهمية موقعها الإستراتيجي المطل على البحر العربي وخليج عدن جنوباً والبحر الأحمر غرباً وامتلاك شريط ساحلي يتجاوز 2000 كم ومضيق باب المندب اهم ممرات النقل والمعابر على الطرق البحرية بعد مضيق هرمز.

الأهمية الإستراتيجية لليمن وصراع النفوذ على مضيق هرمز دفع بدول اقليمية ومعهم اسرائيل بمساندة امريكية وغربية لمحاولة الهيمنة على هذا الموقع المهم لأهداف سياسية واقتصادية وعسكرية بد ان انشأت بعض الدول الكبرى قواعد عسكرية على الضفة المقابلة لباب المندب في القرن الأفريقي.

ولتحقيق هذه المطامع في احتلال باب المندب والجزر والموانئ والمطارات اليمنية الأستراتيجية دفع بالدولة الوليدة ومعها المملكة العجوز للحرب على اليمن وكانت البداية باحتلال عدن ومينائها ومطارها ثم التمدد شرقاً باتجاه حضرموت للسيطرة على مينائها ومطارها وجنوباً باتجاه جزيرة سقطرة وهي بعيدة عن الصراع المزعوم لاستعادة مايسمى بالشرعية.

والى الجهة الغربية المطلة على البحر الأحمر عمدت دويلة الإمارات ومعها السعودية متكئين على لفيف من مرتزقة الداخل والخارج ومن وارائهما امريكا وبريطانيا وفرنسا لإحتلال المخا والتمدد غرباً.

مؤخراً وباندفاع ومغامرة غير محسوبة النتائج دخلت القوات الغازية على الخط الساحلي الممتد من المخا في تعز وصولاً الى اطراف الحديدة بغية السيطرة على مينائها لتضييق الحصار اكثر على اليمنيين واستكمالاً لتحقيق الأطماع الجيوسياسية والأقتصادية الأمريكية الأسرائيلية.

معركة دولية بادوات اقليمية ومحلية ظاهرها اعراب الخليج وجحافل العملاء من الداخل وباطنها امريكي بريطاني فرنسي اسرائيلي، فالأمريكي بدا برأسه في هذه المعركة تارة وحاول اخفائه بالتصريحات تارة اخرى اما بريطانيا التي لا تزال تسكنها احلام امبراطوريتها فكان لها ولا تزال دور بارز في ادارة المعركة والتخطيط لها فيما ركبت فرنسا مؤخراً موجة العدوان اما اسرائيل فهي اول من قرع لعربان الخليج ناقوس القلق من ثورة اليمن وتحدثت عن مصالح مشتركة في العدوان على اليمن وساهمت في العدوان بالتوازي مع حضورها العسكري الى جانب الإمارات في قواعد عسكرية بارتيريا.

وفي هذه المعركة يواصل اليمانيون ملاحمهم البطولية للتصدي للغزاة وادواتهم الأقليمية والمحلية وافشال مشروع الإحتلال متمسكين بثابة من ثوابت التاريخ وهي ان اليمن كانت وستبقى مقبرة للغزاة.