ما الذي تريدونه من الحديدة ؟؟!!
بقلم / حمير العزكي
طالت فترة التحضير والإعداد من قبل العدوان السعودي الأمريكي للإستيلاء على الحديدة ، مسخرين قدرات وامكانات مهولة في مختلف المجالات ، العسكرية منها واللوجيستية وحتى التهيئة النفسية عبر الحملات الاعلامية الهائلة والمكثفة ، وفي أتون هذه المعركة تتدرج الكشف عن الدور الامريكي ، من الدعم اللوجيستي والاستشاري والاستخباراتي ، وحتى المشاركة الجوية المباشرة ، التي كان من ضمن عملياتها إغتيال الشهيد الرئيس الصماد رضوان الله عليه الذي توجه الى الحديدة لمواجهتهم كرد عملي على تهديداتهم ، والآن هناك بوادر مشاركة لقوات أمريكية بصورة مباشرة بعد مناشدات دولة الأمارات للأمريكيين التدخل لحسم المعركة .
ولسنا هنا بصدد التأكيد على فشل كل تلك المساعي للاستيلاء على الحديدة ، وأن الهزيمة نتيجة محتومة ومحسومة لكل محاولات الغزاة أيا كانت جنسياتهم أو قدراتهم وإمكاناتهم ، فالحديدة دونها رجال يعشقون الموت في سبيلها ، كما ذكر الشهيد الرئيس الصماد رضوان الله عليه ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة ، ما الذي يريده الأمريكي وأدواته وأذنابهم من الاستيلاء على الحديدة ؟؟!!
فاليمنيون أو بالأصح المغرر بهم والمخدوعون بشعارات التحالف الزائفة لم يعودوا يثقون بشعار ” التحرير ” وذلك بعد أن رأوا ملامحه القاتمة المتمثلة في الانفلات الامني وغياب الخدمات الأساسية ، بالاضافة لمظاهر الاحتلال والسيطرة التي ظهرت وبددت كل غشاوة كانت تحجب هذه الحقيقة عن أولئك المخدوعين ، وبالتالي فإن أبناء الحديدة على قناعة تامة أن ما ينتظرهم في حال سيطرة قوى العدوان ومرتزقتها على مدينتهم هو أسوأ ما يمكن انتظاره وأسوأ بكثير مما رأوه في المدن التي تم احتلالها قبل ذلك .
فما الذي يريدونه إذا ؟؟ وهل هناك جدوى لما يروجونه من أهداف إقتصادية لهذه المعركة ؟؟ والتي تتركز في حرمان حكومة الانقاذ والسلطة الشرعية الوطنية في صنعاء من إيرادات الميناء والمنافذ الأخرى وتجفيف مصادر التمويل للعمليات العسكرية لقواتها !! ولكن الحقيقة أنه لاجدوى من ذلك فمازالت حكومة الانقاذ تتحصل ايراداتها الجمركية والضريبية وغيرها من كل الوارادات القادمة من عدن والمكلا وغيرهما ولم يؤثر الاحتلال في ذلك و هذا ما سيحدث أيضا في حال احتلال الحديدة كما يحلمون .
لم تؤثر كل عمليات تحالف العدوان منذ بداياتها بشكل سلبي الا على المواطن اليمني الذي رفعت شعارات ” انقاذه ” و ” تحريره ” وكذلك الحال في الحديدة منذ حصارها ، فإجراءات التفتيش التي تتم في الموانئ الوسيطة لم تثبت أي تهريب للأسلحة والمعدات العسكرية التي يزعمونها ، لذلك لم يعد هناك مجال للشك أو باب للنقاش في الهدف الحقيقي للعدو الأمريكي وأدواته والمتمثل في استهداف الإنسان اليمني بصرف النظر عن موقفه أو توجهاته وهذا ما يجب على اليمني ان يعيه ويدركه جيدا .