الخبر وما وراء الخبر

وقف الحرب أو استمرارها بالنسبة للسعودية ـ ماذا يعني ؟؟

92

بقلم / عابد حمزة


مع مرور ثمانية أشهر من العدوان على اليمن يمكننا القول ونجزم بأن اليمنيين كسبوا بصمودهم المعركة وانتصروا حتى ولو لم تتوقف الحرب فيكفي أن شعوب العالم تشاهد تحالفا عالميا أعلن الحرب من واشنطن ضد شعب خرج لتوه من ثورة شعبية استمرت لعقد من الزمن بلا سلاح ولا موارد انمائية وبنيته التحتية هدمتها أكثر من ثلاثين حربا داخلية ومع ذلك صمد وواجه وتصدى لغزو أكثر من 11 دولة خارجية وأكثر من 11 جبهة داخلية وفوق هذا وذاك حصار خانق وغارات مكثفة لطائرات أمريكية وسعودية واسرائيلية وإماراتية وبحرينية ومغربية ومصرية وسودانية وباكستانية ووو… والنتيجة صمود اسطوري لشعب عظيم سطر أروع ملاحم البطولة والشرف في الدفاع عن ارضه وعرضة وعزته وكرامته لم يعرفه عدوه إلا بعد أن داسه بقدمه ومرغ كبريائه في التراب فأصبح ملكوما تائها محتارا لا يدري أين يواري سوءته أيوقف الحرب ومعناه ضياع أماله واطماع اسياده في احتلال اليمن ونهب ثرواته أو الاستمرار في الحرب والعدوان وقتل المزيد من الأطفال والنساء ومعناه الهزيمة والاستعداد لحرب أخرى مختلفة وباهظة الثمن لا سيما وأن المقاتل اليمني اصبح اليوم على اعتاب طي جبهات مرتزقته في الداخل فجبهة الضالع والبيضاء وإب وذمار والحديدة والجوف انتهت وتم القضاء عليها وتوشكا صافر قام بالواجب وزيادة في مأرب وجبهة تعز يجري التحضير على قدم وساق لتشيعها إلى مثواها الأخير .

من هنا فما على السعودية إن احبت الاستمرار في الحرب إلا الاستعداد لخوض أشرس المعارك على أراضيها وليس على الأراضي اليمنية ويتوجب عليها أيضا أن تلح على وزارة الدفاع الأمريكية بسرعة الإستجابة لفحوى رسالتها التي تناقلتها مؤخرا وسائل الإعلام على نطاق واسع “نحن بحاجة إلى السلاح” ونتمنى من الولايات المتحدة أن لا تنزعج إذا ما طلب منها هذه المرة بيع تلك الأسلحة بالتقصيد فأسعار النفط تراوح أدنى مستوى لها وتكاليف حرب السعودية في اليمن وحروب دواعشها في مختلف البلدان العربية والإسلامية كلفها الشئ الكثير بالإضافة إلى أن مواساة الفقراء والمحتاجين في وسائل الإعلام العالمية ومجلس الأمن والأمم المتحدة والبيت الأبيض ومنظمات حقوق الإنسان قد أنهك اقتصادها وكاد أن يفرغ مخزونها الإحتياطي في البنوك الغربية
نتمنى من الولايات المتحدة أن تنظر بعين الرحمة لبقرتها الحلوب وأن تبدي من الآن استعدادها لتمويل تكاليف الحروب التي تخوضها السعودية بالنيابة عنها مع الأقل حتى تفرج وتستعيد عافيتها فلا يصح أن تحارب في سبيل أمريكا ومن أجل سواد عيونها ضحت وخسرت الآلاف من جنودها وضباطها والياتها واراضيها ودواعشها وفي الأخير تكتشف أن معبودتها وألهتها الكبرى قد سبقتها وكتبت على أبواب شركات اسلحتها “الدين منوع والرزق على الله”