الخبر وما وراء الخبر

رمال الجوف تبتلع أحلام الغزاة وتعايد اليمنيين بانتصار كبير

78

إبراهيم الوادعي

كما تبتلع أمواج البحر الأحمر في الساحل الغربي لليمن أحلام الغزاة بالسيطرة على الشريط الساحلي الغربي لليمن ومينائه الرئيسي على البحر الأحمر، فرمال الصحراء الشرقية في الجوف هي الأخرى أجهزت على أحلام الغزاة بالسيطرة على الخط الدولي الرابط بين نجران وحزم الجوف وصولا إلى مديرية نهم في محافظة صنعاء..

أمهلت الرياض مرتزقتها أسبوعا لفتح الطريق والسيطرة على عقبة الحزم وفتح الطريق الإسفلتي الذي يصل منفذ الخضراء في نجران ومدينة الحزم، ومنها إلى مديرية نهم لتوفير طريق قصير للمدرعات والتعزيزات القادمة من السعودية إلى مديرية نهم دون الحاجة للمرور عبر مارب وصولا إلى الوديعة.

بعد أقل من 24 ساعة على تهديد المرتزق هاشم الأحمر لمواطني المتون باعتبار مناطقهم أرض عدو، وبالتلاحم بين المجتمع المحلي والمجاهدين صدر أمر الهجوم فسقطت في اليوم الأول جبهة “مزوية”، وهي خاصرة مهمة بفقدها يتمكن الجيش واللجان من الاقتراب من مدينة الحزم من الجهة الشرقية وما سيطر عليه مرتزقة العدوان في 3 أشهر خسروه في ظرف 24 ساعة.

عند الفجر من صبيحة الخميس الثامن يونيو بدأ مجاهدو الجيش واللجان الشعبية زحفهم باتجاه مواقع العدو في صبرين والخليفة، ومع إسدال الليل ظلامه كانت جبهة مزوية قد سقطت بالكامل، وعند انتصاف ليل الخميس الجمعة أطل مجاهدو الجيش واللجان على معسكر الجرعوب وهو معسكر كبير استحدثه مرتزقة العدوان.

عشرات الكيلومترات جرت السيطرة عليها في يوم واحد من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية، وهذا الإنجاز يعطي إشارة مهمة حول انهيار تام وتضعضع كامل تعيشه جبهة العدو المتعددة الولاءات والانتماءات، واعترفت منشورات المرتزقة بسيطرة الجيش واللجان على منطقة مزوية، وكتب أحدهم في وقت متأخر من مساء الخميس” من كان يظن أنه با يتمترس في الجرعوب بعد انسحابه من مزوية فهو واهم.

على مدى الأيام الماضية حصدت أيدي المجاهدين في جبهات خب والشعف والمتون ما يقرب من 30 آلية عسكرية ومدرعة للعدوان، وكسروا في يوم واحد ما يصل إلى 6 زحوفات، ناهيك عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف المرتزقة العاجزين عن التقدم بالرغم من التضاريس الصحراوية والإسناد الجوي لمروحيات الأباتشي والطيران الحربي بأنواعه.

الهدف القادم للجيش واللجان أضحى مدينة الحزم عاصمة الجوف بامتياز، بعد أن صبح للجيش واللجان القدرة على مهاجمتها من اكثر من محور ، عقب الانتصارات التي تحققت في جبهة صبرين والخليفة ، وبتحرير مدينة الحزم سيتمكن الجيش واللجان الشعبية من كسر قاعدة ارتكاز كان يراهن عليها العدوان في دعم وإسناد مرتزقته في عدة جبهات خاصة جبهة نهم، ويدفن وإلى الأبد حلم النظام السعودي بخط متصل يصله بمحافظة صنعاء حيث مرتزقته المتعثرون في نهم، ودون المرور بمأرب وفي ذلك رغبة إماراتية كما يلمح لذلك خبير عسكري.

ويشير الخبير العسكري الى ارتباط نشاط العدوان في الجوف في جزء منه بالهدف الاماراتي بقصقصه أذرع الاخوان ، وهو نشاط اماراتي ظهر داميا في عدن نهاية يناير 2018م والمناطق الجنوبية ، وفي الساحل أقصت الإمارات الإخوان عن جبهة الساحل الغربي حيث تعتمد أبوظبي على المرتزقة السلفيين –لواء العمالقة – ومرتزقة طارق عفاش كمؤخرة.

ويضيف : تنظر ابوظبي إلى مارب كبؤرة إخوانية تقبع على نفط وغاز ولا بد من إقصائهم عنها مستقبلا لإزالة أي تهديد قد يمثله تراكم الأموال لديهم، ومن شان فتح طريق مستقل وأقرب إلى نهم ولا يمر عبر مارب نزع جبهة نهم من يد الإخوان وتطويق مأرب من ناحية أخرى بمرتزقة طارق عفاش والسلفيين اذرع الامارات للقتال في اليمن .

ويلفت الى ان أبو ظبي طالبت في وقت سابق سلطة الإخوان في مأرب بتسليم طارق عفاش قيادة جبهة نهم عقب فراره من صنعاء بعد سقوط مؤامرة الخيانة، وحاولت فعل ذلك في الجوف، لكن السعودية أقنعتها بترك الإخوان ينجزون مهمة السيطرة على الخط الإسفلتي الذي يصل نجران بصنعاء ثم يتم النظر في كيفية التعامل معهم أو التخلص منهم كما جرى في عدن والسيطرة المباشرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز.

الانتصارات المحققة في الجوف شرقا وفي الساحل اليمني غربا تشير الى ان الأيام القادمة حبلى بالانتصارات، وان الجبهة المعادية تعيش اليوم حالة من التفكك والانهيار نتيجة تضارب المصالح والولاءات، فما يجري السيطرة عليه في سنوات او اشهر يفقد في أيام او ظرف ساعات كما في نهم والجوف بالأمس .