مسجد الإمام يحيى بن حمزة.. تاريخ معطر بالعطاء
ذمار نيوز | خاص 23 رمضان 1439هـ الموافق 8 يونيو، 2018م
على صغر مساحة المسجد الإ انه ما يزال متوهجاً بالعطاء والخير والعلم, ينسب المسجد الى الإمام يحيى بن حمزة (669هـ 749هـ) والذي يوجد ضريحة في غرفة ملاصقة و منفصلة في الجهة الجنوبية للمسجد تعلوا الغرفة قبة تزين جدرانها زخارف نباتية وأشكال هندسية وكتابية، ويتوسط الضريح تابوت خشبي خاص بالإمام يحيى بن حمزة, زينت جوانبه بزخارف نباتية وهندسية وكتابية, ليكون المكان تسجد أصيل على ارتباط اليمنين بتاريخهم وإرثهم الحضري واعتنائهم بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة.
يقع المسجد جنوب غرب الجامع الكبير بمدينة ذمار ولا يفصل بينهما سوى الطريق المعبدة، تلخص الزخارف والكتابات القرانية وبياض الجص حضور العلماء في وجدان اليمنين, وارتباط الحاضر بالماضي بشكل وثيق.
وقال القاضي محمد العزي الاكوع مفتي ذمار لـ(ذمار نيوز): ان مسجد الامام يجي بن حمزة والذي يطلق عليه ابناء ذمار بمسجد عماد الدين انه بني بعد وفاة الامام يحيى بن حمزة على يد احدى احفاده. مضيفاً: كان الامام يحيى بن حمزة يسكن في منطقة هران وكان المكان مدرسة علمية وبعد وفاته دفن في هذا المكان وصنعت على قبرة قبة.
ويكتنفه المسجد صرح من الجهة الجنوبية بالإضافة إلى المطاهير ومقشامة، ، كما يوجد بالمسجد عدد من الشواهد القبورية، وأحجار تحمل كتابات مسندية قديمة استعملت في بناء المسجد. يتحول الصرح خلال شهر رمضان الكريم الى ميدان لقراءات والتجويد للقران الكريم, لتتقاطع الأصوات التي تخرج من افواه قراء كتاب الله لتصنع هالة متناغمة من الروحانية والوجدانية.
وتؤكد المصادر التاريخية ان الامام يحي بن حمزة يتصل نسباً الى الامام الحسين عليه السلام, فهو “الإمام المؤيد بالله أبو إدريس يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي التقي بن محمد الجواد بن الإمام علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن سيد العابدين علي بن الحسين السبط بن الإمام الوصي “.
وقد وضع العالم الجليل “يحيى بن حمزة” الكثير من المأثر التاريخية والكتب القيمة في شتى مجالات المعرفة, وتشير المصادر التاريخية ان الإمام يحيى بن حمزة كان عالماً كبيراً، مجتهداً فذاً، فقيهاً أصولياً، لغويًّا، أديباً بليغاً، محققاً في شتى العلوم، يشار إليه في ذلك بالبنان، وكان مؤلفاً موسوعياً في شتى فنون العلم، وقد خلف مكتبة ضخمة من مؤلفاته، تدل على غزارة علمه وتبحره في أصول العلم وفروعه وسعة اطلاعه، فقد قيل: إن عدد مصنفاته بلغت مائة مجلد، وقيل: إن عدد كراريس تصانيفه بعدد أيامه.
وتطالعنا الكتب التي ترجمت له بقائمة طويلة من مؤلفاته ومصنفاته في شتى أنواع العلوم، ففي الفقه ألَّف اثني عشر كتاباً منها كتاب: (الانتصار الجامع لمذاهب علماء الأمصار) في ثمانية عشر مجلداً، لا زالت جميعها في عداد المخطوطات ما عدا المجلد الأول منه فقد طبع وجاء في (٩٨٦) صفحة، وصدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية -عمان – الأردن، الطبعة الأولى ١٤٢٤ه/٢٠٠٢م، بتحقيق الأستاذين الفاضلين عبد الوهاب المؤيد، وعلي بن أحمد مفضل.