الخبر وما وراء الخبر

المدرسة الشمسية بذمار .. تاريخ مثقل بالوسطية والاعتدال

457

ذمار نيوز | خاص 23 رمضان 1439هـ الموافق 8 يونيو، 2018م

ما يزال حضورها جامع “المدرسة الشمسية” الديني قوياً وثراء مفرداتها اللغوية والفكرية والفقيه متوهج, لذا اكتسبت شهرتها من إرثها المثقل بقائمة طويلة ممن غيروا وجه البلد بما قدموه للأمة في مختلف المجالات.

المدرسة الشمسية ارتبطت بتاريخ مدينة ذمار وشكلت على مدى التاريخ الوعي الديني للمناطق الوسطى, وتحت سقفها امتدت خيوط النور لتشمل ارجاء اليمن, لترسخ ثقافة السوطية والاعتداء والمنهج القويم المتأصل في المذهب “الزيدي” والذي تمثل المدرسة الشمسية أحد معالمة البارزة.

تتفرد المدرسة الشمسية في رمضان الكريم, بالكثير من التفاصيل المختلفة والطقوس الدينية لتكون هذا العام مليئة بالروحانية والخشوع والتأمل في كتاب الله وحضور الحلقات الدينية والفقيه التي أعادت للجامع العتيق روحه وتاريخه, من خلال حلقات علمية أقامها مشرف المحافظة فاضل الشرقي ” أبو عقيل” .

توشح هذا المكان بالوسطية منذ قرون من الزمن, لما يمثله من إشعاع ملاء بقاع اليمن علماً وفكراً واعتدالاً, لتكون مدينة ذمار على مدى التاريخ قبلة العلماء وخطاب العلم وطالبي المعرفة, للنهل من ارباب المعارف الذي كان يعج بهم المكان,, وما بات مؤكد ان المدرسة الشمسية بذمار أضاءت درب الحاضر اليمني كما أنارت ماضية.

ويعتبر جامع المدرسة الشمسية بمدينة ذمار واحد من المعالم التاريخية والاثرية في اليمن والذي يعود تاريخ بنائه الى القرن التاسع الهجري, تحول مع مرور الزمن الى مكان مفضل للأهالي للتعبد وقراءة القران الكريم أطراف النهار وساعات الليل, وعلى مدى قرون كانت وما زالت تخلق الجمال لمدينة ذمار وتجلب لها الروحانية والطمأنينة ومشاعر السلام, خاصة في شهر رمضان الكريم.

تقول الروايات التاريخية ان المدرسة الشمسية شيدت بأمر من الإمام المتوكل يحيى شرف الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى سنة 947 هـ وتم الانتهاء من بنائها في 949 هـ , وخلال فترة زمنية لاحقة شيدت لها مئذنة, لتزيد من جمال المكان, ليتحول دورها من مكان للصلاة الى واحده من أبرز المدارس الإسلامية في اليمن.

لعبت المدرسة الشمسية بذمار دورا رئيسيا في نشر العلوم الشرعية واللغوية ليشع نورها التنويري ليشمل كل ربوع اليمن, ليلتصق أسمها مع قائمة طويلة من نخب اليمن العلمية والثقافية والآدبية والشعرية, ساهمت الى حد كبير في السير باليمن نحو المستقبل.

يجد المواطنين في ذمار في هذا المكان تفاصيل التاريخ في ملامح المباني العتيقة المطرزة بإرث الماضي وعراقة الانسان اليمني, ما يزال التاريخ هنا حاضراً, ويطل من روحانية المكان ليغسل قلوب زائريه بالطمأنينة, وتعكس جدان المدرسة البيضاء صفا نهجها الوسطي الذي اخطته منذ تشييدها.

يحسب للمدرسة الشمسية أنها قدمت لليمن على مدى عقود ابرز علمائها وشعرائها وأدباءها ومفكريها, في رأس القائمة الشاعر اليمني الراحل عبدالله البردوني والمقرئ الراحل محمد حسين عامر ” والسياسي اليمني الراحل “جار الله عمر” والقائمة تطول لتشمل المئات ان لم يكن الآلاف, ممن وضعوا بصمات واضحة في تاريخ اليمن في شتى المجالات.