الخبر وما وراء الخبر

يوم القدس العالمي…الطريق إلى التحرر

53

بقلم / وسام الكبسي

اكثر من ستة عقود من الزمن والقدس يرضخ تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي ،وينال أهله علي ايدي الغاصبين أصناف العذاب وابشع أساليب القتل والاجرام ،عقود من الاستيطان والقتل والتهجير والاسر والاخفاء القسري بتآمر حكام وزعماء وملوك عرب ممن ارتمو في أحضان الغرب وباعو سيادة أوطانهم وقراره السياسي.

واسلموا قيادهم لأمريكا فجعلت منهم حراسا اشاوس للكيان الغاصب فكانوا شرطة لهم يقمعون اي حر ويسحقون اي حركة مناهضة ومقاومه تحمل مشروع

تحرري قد يسهم في تحرير فلسطين وخلاص القدس من دنس العصابات الصهيونية.

وما عدوانهم الغاشم والبربري على شعب الحكمة والايمان لأكثر من ثلاثة اعوام والقتل والإجرام مستخدمين في ذلك كل انواع الاسلحة الفتاكة والبيولوجية وصولا إلى اهلاك الحرث والنسل متمثلا بحصارمميت لشعب بأكمله دون اكتراث لمعاناتهم سوى صورة شاهدة على كونهم حراسا وأدوات قمع لمن يستنهض الهمم للجهاد ضد هذا المحتل الغاصب .

إذ من أهم وسائل العدو في حربه هو أسلوب التفرقة والتجزئة تحت عدة عناوين وتغذية ذلك بالشحن المستمر فصنع له علماء وملوك واعلام حتى كون له رأي عام ومن خلال ذلك حركهم بوسائل شعوبهم المضدهده وجيوشهم المفترضه إنها لحميتهم والدفاع عن كرامتهم ومقدراتهم ومقدساتهم وامكانياتهم الهائله كل ذلك وضعوه تحت تصرف الأعداء يتصرفون كيفما يشاءون ويحركونهم على من يريدون فأضدهدو شعوبهم وجهلوها وميعو قضاياهم وتاهو في دهاليز واشنطن وتكساس وشنوا عدوانهم على شعوبهم بلى هوادة وبشاعه فاتعمقت الهوة وأتسعت الفجوة بين الشعب الواحد عاما بعد عام لتزداد الامور سوأ وترديا،وتتعمق الشروخ داخل شرائحه بفعل صنائع مغذية لنعراتها المذهبية والحزبية والاجتماعية.

فأصبحت أولى القبلتين وثالث الحرمين أسيرة بعد ان رماها إخوة يوسف غدرا في غابة مظلمة موحشة افترسها خنزيرا ملعون لارحمة فيه ولا إنسانيه شتت أهلها وهجرهم في كل بقاع الدنيا فصارت القدس والقضية الفلسطينية في وجدان الأحرار في هذا الكون

ولم يفلح الأعداء عبر إياديه داخل انظمة الحكم العربي في خلق عدو بديل عن العدو الإسرائيلي برغم نجاح المشروع الأمريكي في لحظة ما وبنسب متفاوته في جر بعض الشارع العربي وأخذه إلى صراع بعيد عن الكيان الغاصب عبر مشاريع طائفيه بأبواقه الوهابية رديفة الصهيونية إلا ان نبض الشارع العربي والإسلامي عبر نخبه المختلفة و قياداته الثورية التحررية تجاه القدس وجعلها قضيته المركزية وإعطائها الأولوية في مواجهة العدو والركيزة الأساسية في مشروعه النهضوي والتحرري .

وعلى رغم الجراح النازفة والواقع المؤلم والكارثي على الشعب اليمني الحر الان ان الأقصى الجريح على رأس القضايا المقدسة لديه،ويحتل الصداره في مواقفهم المبدئية ولاكثر حضورا في اهتماماتهم ناتج عن وعي قرآني ،فأحياء مناسبة يوم القدس العالمي التي تقلق الإسرائيليين ،إنما هو تعبيرا عن موقف جاد وصادق وإرادة لاتقهر ،لإيصال رسالة يفهم الإسرائيليون فحواها جيدا .

ومن البديهي ان يسعى العدو عبر أدواته وابواقه الإعلامية وفتاوى علماء السؤ لافشاله ومواجهته لأنهم يعون جيدا انه ليس يوما حزبيا اومذهبيا بل أنه يوم عربي واسلامي ويوم استنكارا عالمي يدين تهويد القدس ومصادرة حق له مطالب ،وليعرف العدو ان هناك شعب حي واعي لايمكن ان تنطلي عليه الخدع والمشاريع التضليليه لخوض معارك الضياع لإلهائها عن معركة المصير المركزيه.

فإحياء يوم القدس العالمي تعد شعلة توقظ الهمم،وتعيد الأمل إلى القلوب كونها حية في قلوبنا ومشاعرنا ساكنة ظمائرنا ،فمن المهم ان تحضى بإهتمام بالغ ،وان تعطى هذه المناسبة العظيمة حقها في التعبئة وتقديم رؤى صحيحه من خلال القرآن للخروج بتوجه عام في مواجهة المستوطنين الصهاينة وعبيدهم في المنطقه كون فلسطين عربية ،والقدس مقدس اسلامي عام والمسؤلية تجاهه توجب على كل فرد مسلم يشعر يفخر انتمائه للاسلام التحرك المسؤل وحضور وحشد الفعاليات والندوات بعيدا الانتماءات الضيقه وهذه المناسبة تمثل قاسما مشتركا بين المسلمين جميعا ،وتعد من أهم أسس الوحده العربيه الاسلاميه التي ينبغي على النخب استغلالها لتوجيه الشعوب وبوصلة العداء نحو العدو الحقيقي وهم اليهود.

وقد أيد الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-وبقوة رؤية الإمام الخميني فيما يتعلق لإحياء يوم القدس العالمي كيوم لتتحرك فيه الشعوب الإسلامية نصرة للقدس في مواجهة خطر اليهود وتدنسيهم لباحاته الشريفه باعتبارها رؤية قرآنية حكيمه ،إنما قال في محاضرة( يوم القدس العالمي):هذا هو حديث الامام الخميني -رحمة الله عليه-عن يوم القدس العالمي ،وعندا اقترحه هو؛لأنه رجل يملك رؤية صحيحه ،يملك فكرا ورؤيه يستطيع أن يقرأ بها كثيرا من الأحداث المستقبلية من خلال تأملات الحاضر ،ودراسة الماضي…من اين جآءت هذه الرؤية الصحيحه للامام الخميني -رحمة الله عليه-؟من اين جاءت؟ من القرآن الكريم الذي تحدث عن اليهود كثيرا ))