الخبر وما وراء الخبر

السيد نصرالله: “إسرائيل” والتكفيريون يهدفون دائماً الى إحداث الفتنة ومشروعهم تدمير الأوطان

77

أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أنه من الواضح أن من اهداف التفجير الذي إستهدف برج البراجنة وتمرير اسماء مفترضة للانتحاريين هو احداث فتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين وبين اهالي الضاحية ومخيم برج البراجنة ولاحقاً المخيمات الفلسطينية، داعياً لتعطيل الأهداف التي يسعى إليها المعتدي سواء أكان إسرائيلياً أو تكفيرياً.

وفي الخطاب  المتلفز التي بثته قناة المنار، جزم السيد حسن، أنه من المحسوم مسؤولية “داعش” المجرمة والمتوحشة عن اعتداء الضاحية الجنوبية، مؤكداً أن الصورة أصبحت واضحة لدى الاجهزة الأمنية الرسمية وأجهزة المقاومة حول الإعتداء المزدوج في الضاحية.

وأشار السيد نصر الله إلى أن الموقوفين لدى الاجهزة الأمنية حول اعتداء الضاحية إعترفوا بارتباطهم بـ”داعش”، لافتاً إلى أن رد فعل أهالي الضاحية الجنوبية بعد الاعتداء يؤكد تمسكهم بعقيدتهم ومقاومتهم وخطهم.

وكشف السيد نصر الله عن أنه تم تحديد هوية أحد الانتحاريين اللذين نفذا اعتداء الضاحية وهو سوري الجنسية، وتم إلقاء القبض من قبل فرع المعلومات على أحد المتورطين في اعتداء الضاحية، مؤكداً وجود شبكة متكاملة تقف وراء اعتداء الضاحية واعتقالها قطع الطريق على اعتداءات مقبلة، مؤكداً عدم وجود أي فلسطيني من بين الموقوفين المتورطين بالاعتداءات لدى الاجهزة الأمنية.

وأكد السيد نصرالله ضرورة العمل معاً على ملاحقة القواعد الخلفية للإرهابيين وعدم الاكتفاء بالإجراءات الاحترازية.

وأشار السيد نصر الله إلى أننا أمام هذا النمط المستخدم من قبل “داعش” والجماعات التكفيرية وهو ليس جديد وهم يعملون بهذا الاسلوب عندما يفشلون في ايصال الشاحنات والسيارات لأنهم يفضلون ذلك لقتل اكبر عدد من الناس، لافتاً إلى أن الارهابيين يلجأون الى الانتحاريين في ظل عجزهم عن ايصال السيارات والشاحنات المفخخة ويجب العمل على مواجهة ذلك كما حصل في السابق مع السيارات المفخخة.

ونبّه السيد نصر الله إلى أنه في مقابل الاهداف التي يسعى اليها المعتدون يجب تحمل المسؤولية وعدم السماح بتحقيق اهداف هؤلاء لكي لا تكون اساءة لهؤلاء الشهداء والناس الصابرين والصامدين.

وأضاف السيد نصر الله إلى أنه تم استغلال قرب المخيم من مكان التفجير وتسويق اسماء الانتحاريين بشكل سريع والتحريض على الفلسطينيين عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي وهذا كله يؤكد انه كان يراد الدفع لإحداث فتنة مع الفلسطينيين والنيل من النازحين السوريين.

ورأى سماحته أن تحديد اسم الانتحاري السوري هدف الى احداث مواقف بشعة ضد النازحين السوريين، مذكراً بأن الفتنة تخدم مشروع الارهابيين والتكفيريين؛ لأن مشروعهم تدمير الاوطان والمجتمعات ويصرون على دفع لبنان الى الهاوية.

وتوجّه السيد نصر الله إلى اللبنانيين وخصوصا شعب المقاومة بالقول إنه يجب ان يكون في بالنا دائما ان “اسرائيل” والارهابيين يهدفون دائماً الى احداث حرب اهلية في لبنان والانجاز انه تم تجنب الانحدار نحو الهاوية التي أعدها هؤلاء.

ونوّه السيد نصر الله إلى أن الإخوة الفلسطينيين في المخيمات وخصوصاً الفصائل معنيون بالمساعدة وضبط الاوضاع في المخيمات، والمساعدة في منع تحول مكان ما في المخيمات إلى قاعدة لانطلاق الإرهابيين، مشيراً إلى أن الفلسطينيين إخواننا ولهم نفس قضيتنا وهم يحاربون الاحتلال الصهيوني.

وحذّر السيد نصر الله من أن هناك من يريد تحويل الشعب الفلسطيني إلى عدو للمصريين والسوريين واللبنانيين وهكذا للقول ان عدونا الذي يقتلنا هو الشعب الفلسطيني، مشدداً على أنه لا يمكن تحميل الفلسطينيين المسؤولية عن جرائم إرتكبها أفراد في مكان ما.

وشدد السيد نصر الله على أن أحداً لا يملك الحق في التعرض للاجئين السوريين في حال تبين أن أحد الإرهابيين هو سوري، متوجهاً إلى النازحين السوريين بالقول: “أياً يكون موقفكم السياسي فإن وجودكم في لبنان ومصلحتكم ومصلحة لبنان والشعب اللبناني ان لا تسمحوا لأيٍّ من هذه الجماعات ان تستغل وجودكم او موقفكم”.

وتابع سماحته أنه حتى لو تم اعتقال لبناني من طائفة معينة مثل الطائفة السنية الكريمة في شبكة ارهابية فلا يمكن لاحد ان يتهم هذه الطائفة بذلك؛ لأنها منزهة عن ذلك وعلمائها وقياداتها وناسها بريئون من ذلك ويستنكرون ذلك.

وشدد   على وجوب عدم السماح بتسلل أي أحد يريد أن يقدم خدمات لإسرائيل أو التكفيريين، مؤكداً أن اعتداء الضاحية الجنوبية لن يحقق أهدافه الفتنوية بل ستكون له نتائج عكسية.

واعتبر السيد نصرالله أن من أهداف التفجير الضغط على المقاومة، مردفاً: “إذا هم يفترضون ان قتل رجالنا ونسائنا واطفالنا وهدم بيتوتنا وحرق اسواقنا يمكن ان يضعف الارادة والعزم لدى المقاومة او تغير في رؤيتنا وبصيرتنا فإنهم مخطئون بل هذا يزيدنا عزيمة وبعد ذلك نحن سنبحث عن جبهات مع “داعش” ليكون حضورنا اقوى للوفاء للشهداء الذين سقطوا في هذه التفجيرات”.

ورأى السيد نصر الله أن “داعش” بالتحديد هي من بين الجماعات التكفيرية عمرها قصير وهي تخسر بشكل مستمر وتخسر اراضي في العراق وسوريا وداعش لا مستقبل لها لا في الحرب ولا في السلم، مشيراً إلى أن من يدعم “داعش” بات يدرك أي وحش ربوه، معتبراً أنه في التسوية السياسية في فيينا لا مستقبل لـ “داعش” وهذه المعركة ستلحق الهزيمة بـ”داعش” واهدافها.

وفي الشأن اللبناني، جدد السيد نصرالله الدعوة إلى تسوية سياسية شاملة تخرج البلاد من أجواء الشلل والتعطيل والعجز، داعياً للاستفادة من الجو الايجابي والتعاطف الوطني الكبير بعد الانفجار والاستفادة من هذا المناخ لتسوية وطنية شاملة تطال رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي وقانون الانتخاب.

وخلال الكلمة توّجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالتعزية لأهالي الشهداء في برج البراجنة بالصبر والسلوان وسأل الله أن يمن على جميع الذين اصابهم هذا الألم بالثبات والتماسك لتجاوز هذه المحنة مشيداً بكل من ساهم في عمليات الانقاذ وكل من تعاطف مع لبنان وشعبه.

 

*متابعات