الخبر وما وراء الخبر

حتى يتبين (البيت الأبيض) من (البيت الأسود) ” دم لـ(فطور الملك) “

88

لم تترك طائرات الحقد السعوأمريكية شيئاً جميلاً في البلد إلا وغارت عليه، وقد نال الأطفال حصة كبيرة من جرائم العدو، فاغتالت بوحشية براءة الطفولة، وظلت تلاحق ضحكات الصغار في البيوت والشوارع والأزقة لتعدمها، وللتنصل من هذه الجرائم البشعة يدعي العدو بطريقة قذرة أن ضحايا غاراته من الأطفال كانوا دروعاً بشرية. . مطلع الأسبوع الفائت، روجت وسائل إعلام العدوان أن قوات الجيش واللجان الشعبية تستخدم الأطفال كدروع بشرية في الحرب، وبعيداً عن سخافة الأمر فإن تضليل الحقائق أمر معروف لدى التحالف الغاشم الذي نكل بالطفولة أشد تنكيل، واستباح حرمة الأطفال والنساء بلا هوادة، حيث ارتكب تحالف قوى العدوان ولايزال أبشع الجرائم الإنسانية بحق أطفال اليمن.. فهل تلك الأجساد الصغيرة التي مزقتها غارات وحش النفط في المنازل والمدارس والأسواق والطرقات، دروع بشرية؟!.. صحيفة (لا) تكشف لقرائها بشاعة جرائم تحالف قوى العدوان الأمريكي السعودي بحق أطفال اليمن، وكيف استباح العدو الطفولة بلا هوادة، من خلال التذكير بأبشع تلك الجرائم.

إحصائية بجرائم العدو بحق الطفولة

خلّف الحقد السعودي الأعمى حتى اليوم أكثر من 50 ألف شهيد، بينهم أكثر من 2500 طفل، وعشرات آخرين فقدوا عائلاتهم وأصبحوا وحيدين بلا منزل وبلا عائلة.

وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن حوالي مليوني طفل يمني يعانون من نقص تغذية بسبب الحصار، وأن كل 10 دقائق يموت طفل بسبب انتشار الأمراض والأوبئة وانعدام الرعاية الصحية.

وحرم العدوان الأمريكي السعودي آلاف الأطفال من حقهم في التعليم بتدمير 2621 مدرسة ومنشأة تعليمية.. كل هذه الأرقام المهولة التي رصدتها المنظمات الدولية بحق الطفل اليمني جراء العدوان، لم تردع هذا الأخير عن وصفهم بدروع بشرية لقوات الجيش واللجان الشعبية.

طفلة المدرسة التي هزت عرش الرحمن

أولى الدروع البشرية الصغيرة التي مزقتها طائرات العدوان بكل بشاعة، هي إشراق المعافى، طفلة في ربيعها الـ11، استيقظت باكراً في منزلها الكائن في مديرية نهم شرق صنعاء، وجهزت حقيبتها المدرسية، وهي تنشد الطريق إلى العلا، وقبل أن تصل إلى فصلها الدراسي نفذت طائرات العدوان على المدرسة عدداً من الغارات أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الأطفال، بينهم إشراق التي وجدت غارقة بدمائها على الأرض وقد بترت قدماها.

إشراق ليست الطفلة الأولى أو الأخيرة التي تمزقت أشلاؤها بفعل غارات العدوان، إنما هي واحدة من مئات ضحايا الجرائم المماثلة، ونموذج على بشاعة آلة الموت السعودية التي استهدفت الأطفال في مختلف أنحاء البلاد، ومنها مجزرة عرس سنبان في محافظة ذمار التي راح ضحيتها أكثر من 90 شخصاً، معظمهم من الأطفال، وعشرات المجازر بحق النساء والأطفال في محافظة صعدة.

طفل الميزان

كعادته كل يوم، كان الطفل أمين يستند على حائط مبنى مكتب رئاسة الجمهورية، واضعاً أمامه ميزانه الصغير، عله يجد بعض الريالات ثمن الخبز لعائلته التي تعاني من ويلات الحصار والقصف السعودي، حاله كحال آلاف الأطفال الذين أجبرتهم الحرب العدوانية التي تشنها السعودية على ترك تعليمهم الدراسي والبحث عن لقمة العيش.

في أحد الصباحات، وبينما كان في موقعه المعتاد أمام ميزانه، باغتته طائرات العدوان بغاراتها، وإلى جانبه عشرات الأبرياء، ليلتحق بمئات الأطفال الذين قتلهم العدوان بدعوى أنهم دروع بشرية.

التعطش السعودي للقتل

رنا حمدي خموسي -طفلة ذات 8 سنوات- استشهد جميع أفراد أسرتها في قصف طيران العدوان الأمريكي السعودي لمنزلها في كولة هران بمحافظة حجة، في المجزرة التي راح ضحيتها أَكْثَر من 60 شهيداً وجريحاً، بينهم عشرات الأطفال. رنا شاهدت من على مكان مرتفع غارات الموت الأمريكي السعودي تنزع أرواحَ أبيها وأمها وإخوتها، في غارات متتالية، لتبقى وحيدة دون أسرة.

صعدة شهدت الجزء الأكبر من جرائم العدو

شهدت محافظة صعدة الجزء الأكبر من الجرائم السعودية بحق الأطفال والنساء، ويلقي العدو بشكل يومي عشرات الصواريخ والقنابل العنقودية المحرمة دولياً، ولا تكاد تمر ليلة دون أن يرتكب العدو فيها مجزرة بشعة بحق الأطفال، وكان آخرها مجزرتان في أول أيام رمضان حصدتا امرأة مع بنتيها وامرأة أخرى مع ولدها. وبالرغم من الاستنكار الدولي لهذه الجرائم، إلا أن العدو السعودي لازال يعتبر ضحاياها دروعاً بشرية.

ملاحقة الأطفال في بطون أمهاتهم

لم تتوقف طائرات تحالف قوى العدوان الأمريكي السعودي عن قصف الأطفال في البيوت والأسواق والمدارس، بل ظلت تلاحقهم في بطون أمهاتهم قبل أن يروا النور، ففي فجر الجمعة 12 يونيو 2015، كانت صنعاء القديمة ترزح تحت وطأة ضربات العدوان الذي لم يتردد عن إطلاق صاروخ استهدف منزل عائلة الطفل (علاء محمد عبدالقادر)، ليستشهد كل أفرادها، معظمهم من الأطفال، بمن فيهم الابن المتزوج وزوجته الحامل التي تم نقل جثتها إلى المستشفى، وتم إخراج الجنين الذي لوحظ أنه يتحرك في بطن أمه.

اتركوني لن أترك أبي

صباح يوم 23 أبريل الماضي، ذهب الطفل سميح علي برفقة والده إلى منطقة بني قيس بمحافظة حجة، لإحياء حفل زفاف أحد أبناء المنطقة.

وفي زخم الحفل ظل الطفل سميح متشبثاً بوالده، ومستمتعاً بأجواء الفرح الذي حولته طائرات العدوان إلى مأتم بعد أن أغارت عليه في برهة من الزمن بعدد من الغارات أسفرت عن استشهاد نحو 90 مواطناً، بينهم والد الطفل سميح، فيما نجا الأخير بأعجوبة.

وحين كان المسعفون يحاولون انتشال جثمان أبيه رفض الطفل أن يترك والده، وظل متشبثاً به بقوة، ويصرخ: (اتركوني لن أترك أبي).

وهزت صورة الطفل سميح عرش الرحمن، لكنها لم تهز شعرة واحدة لدى العالم المنافق. والتحق سميح بجانب عشرات الأطفال اليمنيين الذين فقدوا عائلاتهم جراء العدوان الغاشم الذي يصفهم بأنهم دروع بشرية.

طائرات توزع الموت بالمجان

في 12 سبتمبر الماضي، نامت الطفلة بثينة محمد الريمي بجوار والديها وإخوتها، دون أن تعلم أنها ستغدو وحيدة، وأن أباها لن يصحو عند الفجر ليصلي ويذهب إلى عمله قبل أن يعود عند المساء وقد أنهكه التعب.

هذا البيت المتواضع المكون من 8 أفراد، لم يشأ له وحش الدم أن يبقى مضيئاً تعمه ضحكات الصغار التي تقاوم الجوع والحصار والقصف، لتعيش.

لقد جاء الموت الذي توزعه طائرات الحقد السعودي مجاناً، ليحصد أفراد أسرتها الثمانية، وبقيت وحيدة، تم نقلها إلى المشفى والجروح تنهش جسدها الصغير بقسوة.

فهل الطفلة بثينة كانت درعاً بشرية أمام صواريخ العدو التي باغتتها وهي في سرير نومها؟!

قضية الطفلة بثينة حظيت بضجة إعلامية كبيرة على مستوى العالم، واشتهرت كأيقونة تحت عنوان (بثينة عين الإنسانية).

المتاجرة بدماء الضحايا

بعد الجريمة بعدة أسابيع، أقدم عملاء العدوان الأمريكي السعودي على اختطاف الطفلة بثينة من صنعاء، ومن ثم اقتيادها إلى الرياض. وبحسب المعلومات التي أكدتها مصادر مسؤولة آنذاك، فإن عملية الاختطاف تمت عبر مؤسسة سما.

وكانت رئيس مؤسسة سما الإنسانية سما أحمد، كشفت في تصريح لها بعد اختطاف الطفلة بثينة إلى الرياض، أن أدوات العدوان المتواجدة في عدن أدارت عملية اختطاف بثينة الريمي تحت ستار العمل الإنساني، وأنه جرى استغلال المؤسسة التي تولت جانب العلاقات العامة للطفلة بثينة وعمها بعد تحولها إلى أيقونة عالمية.

محاولة طمس آثار الجريمة

لا يخجل العدو السعودي من فعلته الشنيعة، وفوق كل ذلك فإنه يحاول التستر عليها بجريمة أبشع، ويؤكد المحلل السياسي عبدالرحمن سلطان أن اختطاف العدو للطفلة بثينة بجانب كونها محاولة لطمس آثار الجريمة التي أوجدت ضغطاً من المجتمع الدولي الذي ربما شعر بالحرج من زيادة الجرائم السعودية الفجة بحق اليمنيين، فإن العدو يسعى لتوصيف ضحاياه من الأطفال بدروع بشرية لتغطية جرائمه.

دور المنظمات الدولية الفاضح

من جهة أخرى، فإن جريمة الاختطاف قد كشفت الدور الحقيقي الذي تمثله المنظمات والمؤسسات الإنسانية لصالح العدو بحسب مراقبين، حيث إن هذه الجريمة تدل بما لا يدع مجالاً للشك على أن هذه المنظمات تعمل بشكل مباشر لخدمة العدوان، وأن حديثها عن العمل الإنساني ما هو إلا مجرد ستار لتغطية دورها الفاضح.

في القائمة السوداء

لم يكتفِ غلمان الخليج بسرقة أحلام الأطفال وأرواح عائلاتهم، بل ذهبوا إلى المتاجرة بهم في صورة قبيحة تعكس مدى القبح الذي وصل إليه هؤلاء القتلة والمجرمون.

في مطلع العام الماضي، ضمت الأمم المتحدة تحالف العدوان السعودي إلى القائمة السوداء الخاصة بمجرمي الحرب، وفرضت عقوبات عليه، إلا أن المنظمة الدولية ليست بعيدة عن ثالوث القوى الغربية التي تتاجر بدماء الشعب اليمني، إذ سرعان ما أوقفت العقوبات بعد حصولها على ملايين الدولارات كدعم، بحسب اعترافات أمينها العام السابق حينها بان كي مون.

اغتصاب الطفولة

لم يتوقف غلمان النفط عند حد قتل أطفال اليمن وحرمانهم من عائلاتهم، بل تطاولوا ليدنسوا شرف كل طفل يقع في طريقهم في جرائم اغتصاب تخالف كل الأعراف الإنسانية والدينية.

آخر هذه الجرائم اغتصاب طفل في الحديدة، الأسبوع الماضي. حيث أكدت مصادر مطلعة أن مرتزقة العدوان من الجنجويد قاموا باغتصاب الطفل (ع.م.س.ع) من أبناء منطقة الحيمة الساحلية، قبل أن يقوم المغتصبون باختطاف والده وتهديده.

جرائم بشعة يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي بالجملة بحق أطفال اليمن دونما رحمة، وبشتى الوسائل القذرة.

الهروب من المساءلة القانونية

زيف دعوى تحالف قوى العدوان السعودي في تضليل الحقائق وتجييرها لصالحه، ليس أمراً جديداً، فالتحالف بني على هشاشة معطيات وأهداف شكلية كخرافة استعادة شرعية مزعومة، وما يتحدث به بشأن ضحاياه من أطفال اليمن، وأنهم دروع بشرية، سخافة وفق الأدلة والشواهد، ولأن الدافع الرئيسي لاستخدام العدو هذه الأكاذيب، بحسب المراقبين، هو الهروب من المساءلة القانونية الدولية، خاصة وأنها قد تكون عرضة للمحاكمة الجنائية في المستقبل، في حين يشير آخرون إلى أن مكانة السعودية في المحافل الدولية أصبحت مهزوزة بفعل الصمود اليمني.

لن يفلت العدو من العقاب

إن هذه الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي، لن تثني اليمنيين عن مواجهته، بل تعزز لبنة الصمود، وتبني جيلاً مقاوماً أكثر قوة وتماسكاً وإيماناً بقضيته العادلة، في حين لن ينجو العدو من عقاب السماوات والأرض، فخلف كل طفل فقد عائلته يقف شعب مقاوم على قلب رجل واحد وعلى استعداد تام لتقديم الغالي والرخيص في سبيل الدفاع عن الوطن، ولن يفلت مجرمو بني سعود من جرائمهم الشنيعة طال الزمان أم قصر، وستغدو صرخات الأطفال لعنة التي ستلاحقهم جيلاً بعد جيل.